بعد أن أتم زيارته لبغداد و أربيل صرح الرئيس الفرنسي ” هولاند “عدة تصريحات لكن ما استوقفني نقطتين مهمتين في تصريحاته مع تحفظي على بعض العبارات التي لا تنفعنا الآن وفي هذا المقام .. المهم أهم ما استوقفني هو قوله :
1- نعمل على التوصل لحل سياسي في الموصل بعد تحريرها من داعش.
2- يجب القضاء على داعش في العراق و سوريا حتى نتخلص من أخطاره تماما.وهنا رسالتين :
الأولى فنعطيها عنوان ( رسالة من هولاند إلى العراقيين ) تقول هذه الرسالة…
يقول هولاند (( نعمل على التوصل لحل سياسي في الموصل بعد تحريرها من داعش )) وهذه رسالة واضحة لكل العراقيين بأن هناك صراع موجود الآن بين السياسيين بخصوص الموصل وقد يكون هناك صراع دولي وإقليمي وهذا الصراع قد وصل لمرحلة حمل السلاح لكن ما يؤخره هو ( الحرب على داعش ) فلا يريد أحد – من أي جهة سياسية – أن يشهر السلاح حتى لا يُحسب كداعم لداعش لذلك تمتأجيل هذا الأمر لما بعد طرد داعش من الموصل, وها ما يدل عليه كلام هولاند حيث يقول نعمل على التوصل إلى حل سياسي وهذا يعني إن هناك حلول وخيارات عسكرية مسلحة مطروحة وإلا لماذا قال ( نعمل على التوصل لحل سياسي ) ؟؟!! ولماذا حل سياسي وبخصوص ماذا ؟ إن لم يكن هناك صراع وتناكف وتناطح بين السياسيين أو دول مجاورة ؟!.أما الثانية نعطيها عنوان ( رسالة إلى هولاند ) تقول هذه الرسالة …
جناب الرئيس – إن كنت فعلاً جاد في دعوتك تلك وليس لديك يد في دعم أو إيجاد هذا التنظيم الإرهابي – كيف تستطيع أن تتخلص من داعش وأخطاره فقط بالجانب العسكري؟ كيف يكون شكل هذا الخلاص مادام الأصل والمنبع الفكري لهذا التنظيم موجود ولم يتصدى له أحد بإستثناء رجل الدين الصرخي في العراق وكأنه أخذ على نفسه عاتق محاربة هذا الفكر عقائدياً وفتح جبهة نقاشية فكرية مع هذا التنظيم الداعشي وأخذ يقوض فكره شيئاً فشيئاً حتى بدأنا نسمع ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي أصوات عربية وإسلامية تطالب المؤسسات الدينية في جميع أنحاء المعمورة وخصوصاً في الدول التي تعاني من وجود تنظيم داعش فيها بالوقوف إلى جانب رجل الدين الصرخي في حربه الفكرية مع هذا التنظيم لردم منبعه العقائدي الفاسد, على الرغم من كوني لست من أتباعه أو أنصاره لكن ما يقوم به الآن من خطوات في هدم الفكر الداعشي تعتبر خطوات جيدة جداً إنعدم نظيرها وهي تمثل خير سند وعون للحملة العسكرية لتطهير العراق من دنس داعش الإرهابي فكرياً وعسكرياً, وهذا أمر يجب أن يلتفت له الجميع.وهذا الأمر يستلزم أن يكون هناك تجمع إسلامي علمي كبير يأخذ على عاتقه التصدي لفكر إن تيمية الذي تستمد منه التنظيمات الإرهابية العالمية فكرها وعقيدتها وشرعيتها في ممارسة كل جرائمها بحق الإنسانية, خصوصاً وإن اللبنة الأساسية والنواة لمثل هكذا تجمع موجودة وهي ما يطرحه رجل الدين الصرخي من محاضرات وبحوث تبث الآن على شبكات التواصل الإجتماعي, وما على هذا التجمع – إن وجد – إلا أن يتبنى تلك البحوث ويدعمها إعلامياً من خلال طبعاتها وبثها على الفضائيات هذا من جهة ومن جهة أخرى توزع على شكل كتيبات في المناطق المحررة من تنظيم داعش من أجل تطهير العقول من هذا الفكر التكفيري الذي زرعه تنظيم داعش خصوصاً في عقول الأطفال الأبرياء حتى يتعرف الجميع على ضالة وتفاهة وسفاهة وإنحراف هذا الفكر التيمي الداعشي.
وهذا الكلام ليس موجهاً لهولاند فحسب بل لكل جهة ودولة تريد فعلاً الخلاص من هذا التنظيم ومن أي تنظيم إرهابي آخر يحمل نفس الفكر وله نفس المنبع, فالحرب على الإرهاب لا تكفي أن تكون عسكرية ومسلحة فقط بل يجب أن تكون فكرية عقائدية من أجل ردم منبع الإرهاب الفكري الذي تستمد منه التنظيمات الإرهابية فكرها وشرعيتها وتغرر بالناس وتجعلهم ينتمون لها بل تدفع بهم للقيام بعمليات إنتحارية بسبب ما زرع فيهم من عقيدة منحرفة فاسدة, فالحرب العسكرية لا يكتب لها الكمال إلا إذا كانت هناك معها حرب فكرية, هذا إن كنتم جادين في دعواكم ومسعاكم في القضاء على الإرهاب.