23 ديسمبر، 2024 12:11 م

ماذا بوسعك ان تستنتج؟

ماذا بوسعك ان تستنتج؟

ماذا يمكن لك ان تستنتج لو علمت ان البرلمان العراقي وطوال عام 2013 لم يلغ سوى قانون واحد من قوانين ما يسمى “مجلس قيادة الثورة” المنحل؟ وان عدد قوانين هذا “المجلس” التي تم الغاؤها خلال جميع الفترات التشريعية لهذه الدورة الانتخابية لا تتجاوز 22 قانونا؟ هذا ما جاء في تقرير المرصد النيابي لمؤسسة “مدارك” الذي اطلقه يوم 2/2/2014، في احدى قاعات مجلس النواب ببغداد.
ماذا يمكن لك ان تستنتج لو علمت ان البرلمان العراقي، تخلف عن تشريع القوانين التي تؤمّن التحول الديمقراطي؟ هذا اذا كانت توجهات مجلس النواب تهدف حقا لبناء الديمقراطية في البلد.  فقد قاربت مدة دورته الحالية على الانتهاء، ولم نسمع شيئا عن قانون الاحزاب، ولا حتى عن قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي، واتاحة المعلومة للمواطن!
 ماذا يمكن لك ان تستنتج لو علمت ان البرلمان العراقي لم يشرع، في دورته الحالية،  سوى 6 قوانين لها علاقة بالمصالح العامة للمواطنين؟  حسب معايير المرصد النيابي، علما انه لم يكن بين هذه القوانين التي شرعت قانون العمل أو قانون الضمان الاجتماعي، كما لم يكن من ضمنها قانون يضمن حق المواطن في السكن اللائق!
ماذا يمكن لك ان تستنتج لو علمت ان الدور الرقابي لمجلس النواب انحصر في استجواب ثلاثة مسؤولين فقط خلال دورته الحالية بطولها؟ هم كل من السيد فرج الحيدري رئيس مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والسيد صابر العيساوي أمين بغداد السابق، والسيد جاسم محمد جعفر وزير الرياضة والشباب السابق، غيابيا!
ماذا يمكن لك ان تستنتج إن علمت ان هناك عددا من النواب تجاوزت غياباتهم ثلثي جلسات المجلس في الفصل التشريعي الواحد؟ ولم تتم اقالة احد منهم، بينما ينص القانون رقم 49 لسنة 2007 الخاص باستبدال الاعضاء، وبالذات الفقرة (سابعا) منه على: “إقالة العضو اذا تجاوزت غياباته بدون عذر مشروع ثلث جلسات المجلس في الفصل التشريعي الواحد”.
ماذا يمكن لك ان تستنتج، لو سألت متابعا سياسيا ان يذكر لك ما يحفظ من اسماء مجلس النواب، ولم يتمكن من ايراد عشرين اسما لا اكثر؟ وماذا تستنتج لو علمت ان بعض قادة الكتل النيابية يقود كتلته عبر “الرومونت كونترول”، وان هذا البعض لم يحضر سوى اربع جلسات طوال الاربع سنوات من عمر مجلس النواب في دورته الحالية!
انا شخصيا استنتجت ان تقارير الرصد التي يعدها المرصد النيابي التابع لمؤسسة “مدارك”، تتسم بالمهنية والموضوعية والحيادية، وتحتوي حقائق رقمية لا تدحض رغم انها تهيأ بامكانيات يغلب عليها العمل التطوعي. انها تقارير تستحق ان تدرس باهتمام وتمعن.