23 ديسمبر، 2024 7:25 ص

ماذا بقي لنا في العراق

ماذا بقي لنا في العراق

منذ دخول قوات الاحتلال العراق خلال شهر نيسان عام 2003 حدثِ جزرٍ خطير ونقصٍ لا يوصف ، فيما يفترض به أصلاً أن يزداد ويتوسع منطقياً وأعني حملة التدخلات الإيرانية السافرة داخل مدن العراق وعند حدود العراق الشرقية . وضرورة الوقوف جدياً وعملياً أمام نواقيس الخطر بعد خلق الأزمات التي بدأت أصواتها تعلو محذرةً من اقترابٍ وشيك لاندثار مستقبل العلاقات الأبدية بين الشعبين العراقي والإيراني , وتعدى التحذير ما أطلقه أبناء العراق ألغياري من أبناء هذا البلد كافة ومواطنون من جميع المدن العراقية من خلال الرفض الشعبي الشامل لهذا الاعتداء على مقدرات الشعب العظيم إلى أصواتٍ شريفة من أشقاء عرب وأصدقاء أجانب قدموا للحكومات العراقية السابقة والبرلمانات والوزارات وكل المعنيين بالأمر إحصاءات وبيانات مذهلة عن حربٍ وبرامج منظمة هدفها استئصال كل خير يمكن أن يصيب الفرد العراقي أو الأقل الوصول إلى أهداف مغرضة خُطط لها بإتقان منذ عقود من قبل قادة الحكم في إيران لعل من أبرزها
1 – رصد وتدمير الآلية التنظيمية لمنهجية للقيم المعنوية لأصالة المواطن في العراق .
2 – جذب العقول العراقية المتمكنة وتقديم مختلف الإغراءات لها للعمل في الخارج وأسرها وتحجيمها بما لا يمكنها من العودة مستقبلاً إلى العراق .
3 – القضاء على الاختصاصات النادرة من علماء ومهندسين وخبراء وأساتذة جامعات وضباط جيش سابقين وشخصيات اجتماعية مرموقة كوسيلة لفرض عقلية علمية مستوردة .
4 – عزل وتهجير العراقيين والعمل علي تسويق مفاهيم عكسية ضدهم تضع أسواراً بينهم وبين أية مشاركة فعلية تندرج ضمن أطر البحوث العلمية والتطبيقية .
5 – الحيلولة دون منح امتيازات وحقوق يستحقها العراقيون كخطوة للتقليل من دورهم ومن ثم عدم تشجيع أي جيل من الأجيال المتعاقبة للعب أي دور تنموي أو أي مسؤولية حضارية تناط بهم.
وبدأت محاولات أخذت طابعاً خطيراً للغاية ، بدأت بحصارٍ طويل لم يكن للعلماء العراقيين أي ذنب لهم به ، أُثقلت به لما يحيط به وبما يراد به بعد احتلال القوات الإيرانية عدد من حقول كواهلهم ، ثم مسلسل الاغتيالات المبرمجة الذي لم يتوقف حتى كتابة هذه السطور ، والاغتيالات تتبناها دولة واحدة أو منظمة معينة ، بل دول ومنظمات ومؤسسات معادية كثيرة قاسمها المشترك إجهاض العقل العراقي العلمي والمبدع ، فضلاً علي ذلك يقف الآن آلاف العلماء العراقيين ممن أجبرتهم ظروف قاهرة على ترك بلدهم العراق منتظرين حائرين بعد سنوات الغربة الطويلة .. الغربة التي تكررت قبل الاحتلال وبعده ، فالّذين أعيتهم ظروفهم بعد أن قضوا أكثر أو أقل من عقدٍ من السنين يدرّسون ويعلّمون أشقاءهم في جامعات عربية أخري قدموا فيها جهوداً وتضحيات قلَّ نظيرها أضيفت إلى شقاء الغربة والابتعاد عن الأهل والوطن ، لكنهم حافظوا بكل إخلاص علي الأمانة العلمية ووظفوا عقولهم وتجاربهم البحثية وشهاداتهم العليا خدمةً صادقةً وواعية ومدركة للعقل العربي ولأجيالٍ تتمني الوصول ألى مصافِ الأمم المتقدمة !
أعود وأكرر ما أكده وطالب به زملاء إعلاميون نشروا آراءهم وأفكارهم ومقترحاتهم في مختلف وسائل الإعلام من الصحف العراقية حول الأفعال الإيرانية في عدد كبير من مؤسسات الدولة العراقية الحالية !
على العاقل في العراق اليوم أن يعي جيدا حجم المؤامرة الجديدة التي أصابت عراقنا الجريح وان الوطن والمواطن أغلى من الدخلاء أصحاب الرايات الطائفية التابعين للجارة إيران أو أصحاب الأغراض الوصولية.