14 أبريل، 2024 11:31 م
Search
Close this search box.

ماذا بقى من القراءة الخلدونية

Facebook
Twitter
LinkedIn

القراءة الخلدونية هي كتاب اللغة العربية في الماضي تدرس في الصف الأول الابتدائي ليتعلم التلاميذ الحروف الهجائيه .ومازالت مخزونة في عقول اغلب الذين دروسها مع الفارق الزمني الذي مررنا به .
ولكنني وانا اتذكر ذلك تذكرت إحدى صفحات القراءة الخلدونية .واردت أن اربطها بواقع حالنا المرير اليوم
لقد تعلمنا كما في احدى صفحاتها
أن قدري قاد بقرنا ونديم قام وداري قريب وبوقي رقيق.
فالعم قدري لم يقود بقرنا بعد اليوم لانه رحل عن الدنيا مقتولاً بانفجار عبوة لايعرف من وضعها ..وابنه حالفه الحظ وأصبح مسؤولاً في الدولة ….
وكنا متأملين من قيام نديم أن يكون حالنا افضل وتوسمنا فيه الخير ولكنه قام وسقط مغشياً عليه وبعد أن تم فحصه تبين أنه يتعاطى الحبوب المخدرة والتي لا نعرف من اين دخلت البلاد ..
اما داري التي كانت قريبة جداً على نهر دجلة أو كما يسمونها الساسة العراقيين الجدد المدينة القديمة فأصبحت ركام وانقاض يعلوها الرياح .وأصبح داري بعيد وليس قريب حيث اني اسكن مخيمات النازحين التي لاتعرف الرحمة فخيامها لايقي الاطفال برد الشتاء وحرارة الصيف..
وأخيراً كان بوقي رقيق تخرج منه اصوات مزمار موسيقي هادىء ينعش الجسد أما اليوم فالاصوات تحولت إلى ازعاج ليلي ونهاري كاصوات الدراجات الناريه المستوردة من دولنا المجاورة وصوت الدنبر وصوت دنابك الاعراس وهي توقض النائم على غير غفلة …
كل هذا ايتها القراءة الخلدونية ونحن نتمنى أن تعادين لمدارسنا ليتعلموا اللغة العربية الصحيحة بدلاً من أن يكتب الناس نون التشديد بحرف نون ..ويكتبون حرف الواو بدل الضمة …
نام ياعم قدوري في قبرك وارتاح من هموم الدنيا فبقراتك اليوم اكلهن الذئب وانتهى زمن قيادة الرجال البقر فأغلب الرجال يقادون اليوم ولايقودون .
وأرجع الى كرسيك يانديم وابتعد عن الحبوب المخدرة فذلك دمار لصحتك ولبلدك .ولاتقوم من هذا الكرسي الا أن تقوم الساعة وهذا افضل شيء لك…
واعتذر منك ياداري القريب فالعيش في المخيم أصبح افضل لي لانني كما تعرفين عاطل عن العمل ووضع الدولة في حالة تقشف ولاتستطيع توفير فرص عمل أما في المخيمات فالمنظمات الإنسانية تقوم بواجبها رغم أننا لانعرف دولهم وماهي ديانتهم وهل هم من أعداءنا ام أصدقاءنا لكن الذي نعرفه قيامهم بتوفير الخبز والماء لنا بعد أن عجزت حكومتنا الموقرة ومراجع ديننا العظام عن ذلك ….
أما انت يابوقي الرقيق فاستغنيت عنك وانا اعيش بين ضجيج اصوات السيارات وصخب الاغاني وكثرة المطربين الذين أصبحوا منتشرين كانتشار النار في الهشيم …
واعذرني أيها القارئ الكريم فهذه صفحة واحدة من كلمات بسيطة في القراءة الخلدونية اردت مقارنتها بين واقع العام التي كتبوها فيها وبين واقعنا الحالي الذي تقرأه الآن ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب