19 أبريل، 2024 11:53 ص
Search
Close this search box.

ماذا بعد مسرحية ترمب والبغدادي..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

إنكشفتْ سوأة الرئيس ترمب ،بعد إلإخراج البائس، لمسرحيته الهزلية في عملية قتل زعيم تنظيم داعش ،الارهابي ابو بكر البغدادي في إدلب،وكان قبل هذه المسرحية ،منشغل في القضاء على البككا(حزب العمال الكردستاني)، لإخراجهم من الشريط الحدودي لتركيا وسوريا ،بالمشاركة في إطلاق يد تركيا، في سحق البككا في سوريا بعملية (نبع السلام)، وخذل فيها (كرد سوريا) ، بعد دعمهم بالسلاح والتدريب والمال، في القضاء على تنظيم داعش ،وطردّهم من الرقة ودير الزور وغيرها بمعارك تحريركبرى ، دفعوا فيها مع العرب دماً طاهراً،لتحرير المنطقة الغربية المحاددة للعراق، من دَنس داعش،وهكذا حقّق ترمب أهدافه العسكرية والسياسية في سوريا، بالتوافق مع روسيا وتركيا، (التي فرض الكونغرس الامريكي عليها عقوبات قاسية بسبب عملية نبع السلام وغزو الاراضي السورية)،وتخلّص من عدوّين له في سوريا والمنطقة ،هما (قسد وتنظيم داعش)، فماهو السيناريو الامريكي القادم ،بعد مسرحية قتل البغدادي في ادلب،أقصد ماهو شكل المنطقة وعلى مَن ياتي الدوّر،لإستكمال الإستراتيجية الامريكية في المنطقة، وحسب مشروع برنارد لويس في تقسيم وتفتيت وتجزيء الشرق الاوسط، لإقامة الشرق الأوسخ الكبيرعلى أنقاض وأشلاء ابنائها،وللاجابة على سؤالنا الافتراضي، نقول مايجري في العراق ولبنان واليمن والخليج العربي، هو جزء من السيناريو والامريكي المقبل،الرئيس ترمب يسرع في تنفيذ أجندته العسكرية والسياسية الخارجية، للفوز بولاية ثانية لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية،وقد حقق صفحة مهمة منها، في مسرحية قتل ابو بكر البغدادي وقادته ، لينتقل الى صفحة مسرحيته الثانية، في فصلها الاول وهو ، المظاهرات الغاضبة في العراق ولبنان، لا أقصد هو من يقودها أبداً، ولكن نتائجها ،هو من سيحصدها بكل تأكيد، ففي العراق ،مظاهرات عراقية خالصة ،يقودها شباب عراقي ،بمطاليب وحقوق قانونية وشرعية، تجاهلتها الحكومات المتعاقبة ،منذ الإحتلال ولهذا اليوم،والمظاهرات بلا غطاء أممي ،وأي دعم دولي وإقليمي، خرجت من رحم الكوارث التي خلفّتها عملية سياسية طائفية، فاسدة وفاشلة ،بمحاصصتها الطائفية ،ودستورها المسخ ،وتسلّط الاحزاب الايرانية الولاء والهوى وسيطرتها عليها ،وتجاهل المطاليب الشعبية لشرائح المجتمع وقومياته، وكلّنا يتّذكرماذا فعل نوري المالكي، بالمتظاهرين في الحويجة وديالى والفلوجة والانبار والموصل، من قتل وحرق الخيم ومداهمة بيوت المتظاهرين، وإعتقالهم الى يومنا هذا، وكانت النتيجة دخول داعش وسيطرته على ثلث العراق في محافظاته الغربية ، وتهديّده دخول بغداد وكربلاء والنجف، اليوم تدفع الادارة الامريكية ،بعد مقتل زعيم داعش، الى دعم هذه التظاهرات وهي بالمناسبة ساكتة لحد اليوم، والمظاهرات دخلتْ يومها العاشر ،وحققت نصف أهدافها، وخلخلّت بنيّة الحكومة والبرلمان والرئاسة، وخلطت عليهم الاوراق ، وأصبحوا في حيص بيص، يصدرّون قرارات وإصلاحات سريعة جدا، ولكن لاقيمة لها، فقد سبق السيفُ العذل كما يقال، وزاد من سقف مطالب المتظاهرين، وحققت تأييداً وشرعيةً بزيارة ممثلة الامم المتحدة بلاسخارت لساحة التحرير، وهذا إعتراف دولي بالتظاهرات العراقية وشرعيتها، ولهذا خرج الرئيس برهم صالح معترفاً بمطاليبها ، معلناً حزمة إجراءات ( رفضتها كلّها بعد الخطاب الهيئة التنسيقية) ، منها تأجيل إقالة حكومة عبد المهدي ،وإجراء إنتخابات مبكرة وتعديل الدستور، والغاء بعض القرارات وتعديل القوانين وغيرها ، وهي اصلاحات متأخرة جدا، وغير واقعية ، ولاتمس جوهر الازمة والمشكلة، التي خرج على اثرها الشعب العراقي ،الذي ناهز المليونين أمس في ساحة التحرير، وهي أكبر تظاهرة في تاريخ العراق، والتي وحدّت شعب العراق، بهذا الحضور الهائل ،نعم نقول بكلّ تاكيد أن عصراً جديداً قد بدأ، بعد التظاهرات التي صارت حداً فاصلا بين عصرّين، عصر ماقبل المظاهرات وعصر مابعدها، وضرب الشباب العراقي مثلاً إعجازيا ،في التظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق الشرعية، في حين ضربت حكومة عبد المهدي ،أسوء مثل وأبشع طريقة في قتل المتظاهرين، وإعتقال الناشطين وجرح الالاف منهم ،وماتزال الادارة الامريكية تتفرّج براحة بال، على مشهد المظاهرات وتنتظر نتائجه بفارغ الصبر، لتقطف وردة النصر منه ، وتجيّره لصالحها، لتتدخل في اللحظة الحاسمة ، وهي تراقب كل مايجري بدقة في الشارع العراقي، وتدخل إيران بكل ثقلها العسكري واذرعها، ودور قاسم سليماني فيها، بل وتصرّيح المرشد الخامنئي في مجرياتها وانتقاده للتظاهر ووصفه له (بالشغب)، في إشارة الى إنهائه بالقوة العسكرية، في لبنان والعراق، والأمر ذاته يجري في لبنان ،بعد وقبل إستقالة رئيس الوزراء الحريري، والملاحظة الدقيقة ،أن نفس السيناريو الايراني يجري في البلديّن، وأقصد التدخل العسكري والسياسي ،في تفاصيل وصفحات وقرارات التظاهرات في العراق ولبنان، يقابلها نفس المطاليب الشرعية للشعبين هنا وهناك، والمتابع للادارة الامريكية وسكوتها في تظاهرات لبنان والعراق، هو لتوريط ايران للدخول الاعمق في المستنقعين العراقي واللبناني، كي لاتخرج منهما إلاّ خاسرة ،ومنبوذة في المنطقة والعالم، واولى هذه الاشارات، هي قيام المتظاهرين ولاول مرة، بحرق صور خميني وخامنئي في المحافظات وببغداد بالذات، والدوّس على الصور في ساحة التحرير، وحرق مقار الاحزاب والفصائل التابعة لايران في المحافظات الجنوبية الثائرة وببغداد، ورفع شعارات تطالب بإخراج إيران من العراق، ولم نر لافتة، تطالب باخراج أمريكا من العراق، وهذا ما تريده الادارة الامريكية بالضبط ،إذن السيناريو الامريكي هو خلط الاوراق في العراق، ودعم قيام حرب شيعية – شيعية، كما مخطط لها سابقا، والسماح للحشد الشعبي بالنزول الى الشارع ،وقمع التظاهرات السلمية(كما صرح ابو مهدي المهندس) ،لتوريطه بدماء الشعب العراقي وقيام الحرب الاهلية الشيعية الشيعية كما هو واضح ،وهو ماتعمل الآن جهات تدفعها الادارة الامريكية ، تزعم أنها داعمة للمظاهرات ،أو من يدعي الانتماء للتيار الصدري ،الرافع لراية الاصلاح، والمطالب بقوة لاقالة ومحاكمة عبد المهدي وحكومته الفاسدة ،حسب ادعاء مقتدى الصدر نفسه ورسائله وتصريحاته لعادل عبد المهدي، إذن هناك أكثر من محاولة لخرق التظاهرات، ومنها التيار الصدري والعتبة العباسية التي ستخرج اليوم بدعم التظاهرات، ودعم مطالب المتظاهرين وركوب الموجة،وهي محاولات برأيي تعقّد وتفجّر الازمة ولاتحلّها، بل تزيدها تعقيّداً وتصعيداً،وتحرّض وتجبر الحكومة وأحزابها وميليشياتها على تفضيل الحلّ العسكري، ومهاجمة المتظاهرين وإعتقالهم وإغتيالهم، وإنهاء التظاهرات بالقوة العسكرية، كما فعلها نوري المالكي وفشل،إذن حلّ أزمة التظاهرات، وهي ثورة حقيقية قادها الشعب العراقي، بدون تدخل أي جهة أو حزب أو طرف داخلي أو خارجي، هو بالذهاب الى تحقيق المطالب الشرعية ،التي أعلنها المتظاهرون، عقب خطاب الرئيس برهم صالح ، وهي تقديم استقالة الرئاسة والحكومة وحل البرلمان ،والغاء أو تعديل الدستور والغاء قرارات بريمر ، والذهاب لإنتحابات مبكرة بإشراف دولي، هذا هو المدخل الصحيح للخروح من حرب أهلية حتمية ، إن لم تتحقق مطالب الشعب العراقي، وهي ثورة تلقى دعما دوليا يوماً بعد يوم ، حالها حال ثورة شعب لبنان ، الحل ليس في استخدام القوة العسكرية ، التي ستدخل العراق بنفق أعمق وأطول، من النفق التي هي فيه،هو نفق الحرب القذرة بين الشعب، واحزاب الحكومة، وهو ما لايريده الشعب المتظاهرأبداً، والذي لايخدم سوى المشروعين الامريكي – الايراني في العراق والمنطقة ،وهو ألصفحة الاخيرة من الإستراتيجية الامريكية والايرانية، ويعمل الرئيس ترمب بعد مقتل زعيم تنظيم داعش الارهابي لتنفيذها، وهي في نفس الوقت، تورّيط نظام طهران للغرق في المستنقع العراقي….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب