18 ديسمبر، 2024 6:22 م

ماذا بعد لقاء الرئيس الأذربيجاني ورئيس الوزراء الأرميني في بروكسل

ماذا بعد لقاء الرئيس الأذربيجاني ورئيس الوزراء الأرميني في بروكسل

اجتماع الرئيسان في بروكسل لمناقشة الوضع في المنطقة وسبل التغلب على التوتر من أجل رخاء جنوب القوقاز واستقراره امر ضروري لكلا الطرفين .
بعد الاجتماع أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني، نيقول باشينيان، خلال اجتماع ثلاثي في بروكسل مع رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، التزامهما بوقف إطلاق النار في قره باغ. وتم تأكيد أن التعهدات المحورية التي جرى تحملها في إطار البيانين الثلاثيين عن 9 نوفمبر/تشرين ثان 2020 و11 يناير/كانون أول 2021 سيتم تطبيقهما، وأنه يجب تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في سوتشي يوم 26 نوفمبر 2021. وبدء إعادة خطوط سكك الحديد وفتح الممرات وإجراءات الرقابة الحدودية والجمركية المتفق عليه.
ان أول القضايا العالقة بين البلدين هو إنشاء آليات لترسيم الحدود بين الدولتين قبل نهاية العام الحالي واتخاذ خطوات لرفع مستوى الاستقرار والأمن على الحدود الأذربيجانية ــ الأرمينية حيث تم الاتفاق عليه في مؤتمر سوتشي منذ فترة قصيرة الان لا توجد عقبات أمام إنشاء هذه الآليات لوضعها وتنفيذها.
لا يخفى على أحد أن هناك صعوبات وعدم الثقة بين الاطراف في بعض النقاط . لأن هناك ارادة متبادلة بين الاطراف ورغبة سياسية مشتركة لبذل الجهود بين رؤوساء البلدين اذربيجان وارمينيا لفهم بعضهم البعض بشكل أفضل. من جهتي أعتقد أن مثل هذه اللقاءات الشخصية ضرورية بين الاطراف لتاكيد حسن النوايا والوصل الى حل نهائي بين البلدين الجارين. أنا متأكد من أنه بعد اجتماع بروكسل ، ستكون هناك فرصة لعقد اجتماعات مباشرة أخرى في المستقبل بين علييف وباشينيان لمنع وقوع حوادث محتملة وتجنب التوترات بين البلدين ومعالجة صعوبات التي قد تنشأ. من الضروري متابعة مثل هذه الاتصالات بين القادة لتحقيق أقصى قدر من الاستقرار والأمن في منطقة القوقاز.
الان أرمينيا وأذربيجان تناقشان موضوع رسم الحدود وفتح الممرات وتشغيل السكك الحديدية، وليس وضع قره باغ. لان منطقة قره باغ تعتبر اراضي أذربيجانية ككل غير قابل للناقش باي شكل من الاشكال !
طبعا الرئيس الأذربيجاني اشار الى ان يكون النظام القانوني لممر زنغازور المزمع فتحه يجب ان يكون نفس النظام المعمول في ممر لاتشين بين البلدين . لأن البيان الثلاثي ينص بشكل واضح على ان أذربيجان توفر التواصل الآمن والحر بين قره باغ وأرمينيا بينما يجب على أرمينيا ان توفر نفس المستوى للتواصل الآمن والحر بين أذربيجان وجمهورية ناختشيفان الاذربيجانية ذات الحكم الذاتي.
“الان لا توجد مراقبة جمركية بين أذربيجان وارمينيا في ممر لاتشين. لذا يجب ان لاتكون هناك مراقبة جمركية في ممر زنغازور أيضا حيث يجب ان تكون مرور الاشخاص والتجارة حره من دون عوائق من قبل الجمارك الأرمينية.
حيث ان اصرار الجانب الأرميني على فرض مراقبة جمركية على عبور الشاحنات وعبور الناس في ممر زنغازور فسوف يطبيق جانب الاذربيجاني نفس المعاملة في ممر لاتشين وسيطبق الاجراءات الجمركية في ممر لاتشين الاستراتيجي. لذلك من المنطق العقلي والانساني يجب على أرمينيا ان تتخذ قرارا بهذا الشأن من دون ابطاء تنفيذها لان ذلك من مصلحة كلا الطرفين . اظن ان الجانب الأذربيجاني مستعد لكلا الخيارين، أي الغاء المراقبة الجمركية في كلا الطرفين ، او فرض المراقبة الجمركية في كلاهما في الممرين المهمين لاتشين وزنغازور، وهذا ما اكده الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في بروكسل.
ومن القضايا المهمة التي نوقشت قضية تطهير الأراضي الأذربيجانية المحررة من الاحتلال من الألغام التي زرعت من قبل ارمينيا قبل فرار جنوده من المنطقة تحت ضربات القوات الاذربيجانية في حرب 44 يوم حيث تم تحرير تلك الاراضي التي كانت محتلة من قبل ارمينيا منذ قرابة 30 عاما.
ويسود توتر حاد العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا يستمر منذ أواخر الحقبة السوفييتية حينما اندلعت بين الجانبين أزمة حول منطقة قره باغ الاذربيجانية الذي كان يدخل في حينه ضمن الجمهورية الأذربيجانية السوفييتية. وفي يوم 27 سبتمبر 2020 استؤنفت العمليات القتالية الواسعة بين القوات الأذربيجانية والأرمينية في قره باغ، ضمن نزاع مستمر منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي أسفر في حينه عن إعلان الأرمن المحليين عام 1991 قيام جمهورية مستقلة في الإقليم لا تحظى بأي اعتراف دولي بما في ذلك من قبل يريفان.
وأصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، يوم 9 نوفمبر 2020، بيانا مشتركا ينص على إعلان وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ اعتبارا من اليوم التالي.
وبموجب هذا الاتفاق استعادت أذربيجان أكثر من ثلثي الأراضي التي خسرتها خلال الحرب مع الطرف الأرميني في 1992-1994. وعلى الرغم من انتهاء المرحلة الساخنة من النزاع العسكري، إلا أن العمليات القتالية المنفردة لا تزال مستمرة احيانا بين فترة واخرى على الخط الحدودي بين دولتي أذربيجان وأرمينيا وسط مشاكل في سبيل ترسيم الحدود بين الطرفين .