25 نوفمبر، 2024 2:29 م
Search
Close this search box.

ماذا بعد قوننة الميليشيات التابعة لطهران في العراق؟

ماذا بعد قوننة الميليشيات التابعة لطهران في العراق؟

لم يکن صدور قرار مجلس النواب العراقي الخاص بقوننة ميليشيات الحشد الشعبي التي تشکل أغلبيتها مجاميع تابعة و مسيرة و مٶتمرة من قبل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، قرارا وطنيا يعکس إرادة الشعب العراقي بمختلف أطيافه و أعراقه بقدر ماکان يجسد من رغبة و مصلحة مفرطة و مشبوهة لهذا النظام ولاسيما بعد إن إزدادت فضائح و تجاوزات و إنتهاکات هذه الميليشيات و صار حديث الساعة، والذي أثار خوف و رعب طهران أکثر بعد أن جرت الرياح في واشنطن بما لاتشتهي سفنها، ولذلك فإنها في عجلة من أمرها کي تعيد ترتيب دورها و نفوذها في العراق من خلال منح ذراعها الضاربة في العراق(الميليشيات الشيعية)، صفة قانونية و جعلها ظلا للجيش تمهيدا للإجهاز عليه.
هذا القانون المشبوه الذي سيساهم و من دون أدنى شك في تعميق الاختلافات و الانقسامات القائمة في العراق و يدفع بإتجاه المزيد من التباعد و عدم التوافق بين أطياف و مکونات الشعب العراقي، وهو الامر الذي رغب و يرغب به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و يسعى من أجل بکل قوته لضمان بقاء و إستمرار نفوذه و هيمنته في العراق، والذي لامناص منه إن طهران لن تکتفي کعادتها بصدور هذا القانون، حيث إنه يشکل ليس أول الغيث فحسب وانما أول عاصفة المخططات الايرانية اللاحقة في العراق و التي من السخف الاعتقاد بإنها ستکون في صالح العراق و شعبه.
الحرس الثوري العراق، و قوات التعبئة العراقية، و ماإليه من مٶسسات نظام ولاية الفقيه في إيران، سيتم”تعريقها”، مع ملاحظة إنها عراقية في الظاهر فقط أما في محتواها و مضمونها فهي إمتداد ذيلي للنظام القائم في إيران و الذي قد تم تأسيسه على جماجم و دماء أبناء الشعب الايراني ولايزال مستمرا بسبب من قمعه و جرائمه و مجازره بحق هذا الشعب، ولاريب من إن شکوك و توجسات مختلف شرائح و أطياف الشعب العراقي بما فيهم الشيعة أنفسهم من صدور هذا القانون و توقيته المشبوه، هي في محلها تماما، فهذا النظام قد عود شعوب المنطقة عموما و الشعب العراقي خصوصا من إنه لايمکن أبدا إنتظار أي خير أو فائدة من ورائه، فهو مصدر و نبع المصائب و المآسي التي حلت و تحل بالعراق.
منذ عام 2003، لم يذق العراق طعم السلام و الامن و الاستقرار، وقطعا فإن العالم کله يعرف بأن السبب الاساسي الذي يقف خلف ذلك هو دور و نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي ومنذ دخوله للعراق خلف ظلال الموت و الرعب و الدمار و الفوضى و الاختلاف في کل مکان، وإننا نعتقد بأن لاأمن ولاإستقرار للعراق و الدول الاخرى الخاضعة لنفوذ هذا النظام إلا برحيل هذا النظام و سقوطه و الذي تزايدت عوامله و أسبابه أکثر من أي وقت آخر.
 [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات