وصلوا الى السلطة على اكتاف الدين وبمساعدة الهيجان الطائفي المشحون بالعاطفة البريئة المحرومة من ممارسة طقوسها الدينية ، وتوهم الجمهور ان هؤﻻء القادمون من المهجر على يدهم سيكون الخلاص من اﻻضطهاد الفكري والمجتمعي وخدعتهم بهرجة اﻻسماء , ال الحكيم ال الصدر والعمائم السوداء والبيضاء , وظنوا ان ال البيت سيحكمون وبالتالي لن يقهر مظلوم ولن يبات جائع .
ماذا حصل ؟ الذي حصل ان ال الحكيم وال الصدر باتوا مضطهدين ، وﻻنعني هنا باﻻضطهاد المتمثل بالسجون والتعذيب ، بل هم مضطهدين من قبل ضمائرهم ومحاسبين من قبل جماهيرهم ، ﻻنهم هم من ايد رجال السلطة الجدد وهم من اجلسوهم على كراسي السلطة , واليوم ليس لهم القدرة على تنحيتهم ، انها ورطة كبيرة ، حتى ان ال الصدر اعتزلوا السياسة ! اعتزلوها بعد خراب البصرة .
شيء فشيء سينسحب رجال الدين ليبقى من يتمسك بالسلطة ، رجال السلطة الجدد تمسكنوا ومن ثم تمكنوا ، لبسوا عبائة الدين وعندما جلسوا واستقروا على الكرسي خلعوا العبائة وحلقوا اللحى وقريبا سيرتدون بزة الحرب، سيرتدون الخاكي ، وسيخوضون الحروب وهذه المرة حروب داخلية ، ، حرب ضد المرجعية ، حرب ضد الشيوعية , حروب عشائرية ، حرب انتخابية ، حرب كلمن ايده اله
لانهم فشلوا بأدارة الدولة ولانهم تجار ويعشقون المال فهم لن يفرطوا بالسلطة ولكي يستمرون بالسلطة عليهم خوض حروب مستمرة مثل مافعل الكثير من الطغاة .
لقد حان الوقت لكي تستلم الاحزاب السياسية الديمقراطية قيادة الجماهير , نعم المعركة ليست سهلة بل هي اصعب مايكون ولكن الفرصة سانحة امام اليسار العراقي , الفشل الذي تحقق للاحزاب الاسلامية هو فشل حتمي , وفشلت في كثير من الدول العربية التي خضعت للتغيير , ولكن اليسار بدون جماهيره العريضة لايمكن الفوز والانتصار ولذلك عليه ان يأخذ دوره التأريخي والحتمي , والوقت ضيق وعليه ان يسرع ويفوت الفرصىة على نهوض دكتاتورية جديدة .