23 ديسمبر، 2024 9:50 ص

فشل مؤتمر جنيف2 كما توقعنا وقلنا انه ولد ميتا ،وتقف روسيا وراء هذا الفشل الذي كانت تديره من خلف الكواليس بغياب الراعي الامريكي ،ويتحمل الفشل هذا نظام بشار الاسد والمعارضة معا ،ولايهمنا هنا كيف ولماذا فشل لانه الفشل تحقق ولاداعي للنتائج والاسباب ،ولكن ما يهمنا ماذا بعد الفشل وكيف سيصبح شكل المنطقة بعد الفشل ،لاسيما وانها تشهد تصعيدا خطيرا في التهديدات الايرانية (بهلوانيات واستعراض قوة كاذبة ) سنشرحها لاححقا ،وانهيارا عسكريا كاملا وصراعا طائفيا واضحا، في كل من العراق وسورية ،وتقف ايران وراء هذا الانهيار واشعال الحرب الاهلية في المنطقة من خلال دعمها للارهاب الدولي والاقليمي وتصنيع وتفريخ تنظيمات ارهابية موالية لها وتابعة لاوامر ولي الفقيه مثل ما يسمى داعش الايرانية -السورية  ،بعد ان اطلقت ادارة اوباما يدها في العبث بامن العراق ،والقتال في سوريا من خلال مواليها حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية الطائفية والحرس الثوري الايراني وفيلق القدس ،لذلك اتسم الموقف الامريكي الاخير بالتصعيد وتشديد العقوبات على ايران والتلويح بخيارات اخرى اذا خرقت ايران الاتفاقية الامنية ،فاطلق مستشار الخامنئي تصريحا ناريا كاذبا (ان ايران ستشهد حربا مصيرية مع امريكا واسرائيل ) ،فيما صرح نائب ايراني اخر مقرب من خامنئي هو محمود نبويان ان حزب الله سيدمر اسرائيل نيابة عن ايران ،وغيرها من التصريحات الجوفاء الخادعة للراي العام ،فايران تعاني انهيارا داخليا وتريد تصدير ازماتها الى الخارج بسبب الوضع الداخلي المتأزم جدا والمنهار بسبب العقوبات الدولية ،وما هذه التصريحات وغيرها ياتي في مقدمتها تصريحات المرشد الاعلى نفسه الذي هاجم موقف ادارة اوباما مع تهديد مبطن لها ،لذلك تريد ان تصدر ازماتها الى العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وغيرها وهكذا ،اذن نحن ازاء منعطف سياسي خطير وسيناريو خطير في المنطقة ،زيارة ملك الاردن الى امريكا لها علاقة قوية في تحشيد الراي العام العالمي لازمة سوريا ،وكيفية الضغط على روسيا المصرة على اطالة عمر النظام السوري ،لاجندة روسية معروفة وهي خلق كيان علوي سوري يؤمن المصالح الروسية لفترة ما بعد الاسد ،في وقت يشهد العراق انهيارا عسكريا واضحا لقوات المالكي وورطتها في معركة الانبار التي تشهد فشلا عسكريا واضحا ،مع تحشيد طائفي لحكومة المالكي تمثل في شق صفوف العشائر العراقية ،وفرض رؤية ان المعركة هي معركة طائفية بين انصار يزيد وانصار الحسين فبين المالكي وبينهم بحر من الدم هكذا يصور المالكي المعركة الان في الانبار ،كاسبا رضى وتخاذل رؤساء عشائر هامشيين في الانبار مستغلهم وراشيهم بملايين الدنانير لكي يضمن موقفهم وقتالهم لاباء جلدتهم واقربائهم في الانباربالصحوات، والذين سموهم (حلف الغادرين)،وسط تعتيم اعلامي هائل على خسائر جيش المالكي بالارواح والمعدات والطائرات وعدم تحيق نصر علني يتمثل في الدخول الى الفلوجة الصامدة منذ اكثر من اربعين يوما دون ان تستطيع قواته الدخول اليها ،وتفجير الاوضاع بنفس الوقت في نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك وانهيار القوات الامنية والجيش في هذه المحافظات وتزايد نسبة هروب الجنود والضباط الى 40% بسبب  رفض العشائر قتال ابنائهم من المحافظات الاخرى ،وقوة ثوار العشائر وتحقيقها تقدما واضحا على الجيش وعدم الصمود بوجه الثوار ،كما حصل في ناحية سليمان بيك ونينوى والحويجة والكرمة وديالى وغيرها ،واليوم تاتي زيارة المالكي للانبار لارسال رسائل الى ادارة اوباما كي يثبت لها انه يقاتل الارهاب بنفسه لضمان ولاية ثالثة ثم رسالة الى حكام طهران بتامين خط العراق سوريا ،ورسالة اخرى الى العالم انه الاقوى للمرحلة القادمة ولايوجد من يعوض موقعه في مواجهة داعش والقاعدة وغيرها ،اذن من نتائج فشل مؤتمر جنيف2هو اعاة اشاعل المنطقة بمزيد من التصعيد العسكري والفشل السياسي في معالجة ازمة المنطقة واطفاء نار الفتنة الطائفية التي تعمل على اشعالها طهران بكل قوتها من خلال اجرام ميليشياتها في العراق وسوريا وتحويل الصراع من ثورة على النظام الى صراع طائفي (سني –شيعي) وادخال المنطقة كلها في هذا الصراع وما يجري في البحرين واليمن الا مدخلا اخر للوصول الى اعلان الحرب العالمية الطائفية التي بشر بها نوري المالكي رئيس وزراء العراق قبل اكثر من شهر ،فالموقف الامريكي المتذبذب والضبابي والتخبط السياسي وفشل سياسة اوباما في معالجة الازمة السورية ،يقابله اصرار روسيعلى اطالة امد عمر النظام السوري جعل من فشل المؤتمر نتيجة طبيعة توقعناها قبل انعقاد المؤتمر ،ولكن ماذا بعد الفشل ،ان المنطقة ستشهد مزيدا من العنف والانهيار ،بعد ان نجح النظام السوري بافشال المؤتمر بمساعدة روسيا وايران ،مما قوى موقفه عربيا وعالميا واتي زيارة ملك الاردن لامريكا وزيارة اوباما للسعودية في اذار القادم ،لاعادة السيناريو الامريكي برعاية سعودية هذه المرة ،وهذه ستكون احدى اهم نتائج فشل المؤتمر لصالح المنطقة ،وتيقن ادارة اوباما بان النظام السوري يماطل في نهجه، ويصر على مواجهة مجلس الامن الدولي والامم المتحدة وانزال المزيد من البراميل على امواطنين العزل وقتل اكبر عدد من الشعب السوري ،والمماطله السياسية في تفكيك الترسانة الكيماوية السورية  منها ،حسب الاتفاقية مع مجلس الامن والامم المتحدة ،وهذا التسويف من بنات افكار حكام طهران الذي، فمنذ اكثر من عشرة اعوام وهم يماطلون ويسوفون بالبرنامج النووي الايراني العسكري الذي تهدد به ايران العالم والمنطقة ،لهذا با ت من الضروري اعادة رسم خارطة المنطقة من جديد على وفق المتغيرات الدولية والاقليمية ،على ان يكون لتركيا والسعودية دور في اعادة التوازن ورفع فتيل التحشيد الطائفي التي تؤججه ايران في المنطقة، وتصب الزيت على احداثه وازماته ،من اجل نشر وترسيخ المشروع الصفوي والتمدد الشيعي الصفوي في العالم،وهو ما يسميه الاخرون بالهلال الشيعي، الذي اصبحت ملامحه واضحة للعيان بعد ثورة الشعب السوري ،وفرز الخنادق الطائفية التي تخندق فيها النظام السوري والايراني ومشتقاته حزب الله والميليشيات الطائفية العراقية ،اذن فشل مؤتمر جنيف2 تصب الزيت على حرائق المنطقة وتفتح ابواب الجحيم عليها ،ويكون ضحاياها الشعب العراقي والشعب السوري فهل نحن ذاهبون الى الحرب العالمية الطائفية ….؟