23 ديسمبر، 2024 4:19 ص

ماذا بعد فشل المشروع الاسلامي في العراق…

ماذا بعد فشل المشروع الاسلامي في العراق…

بعد الاحتلال الامريكي للعراق في 2003 استبشرت الغالبة المسحوقة من العراقيين بان زوال دكتاتورية صدام هي نهاية بؤسهم بحلول عهد من الحرية والرفاهية متناسيين ان صدام حسين هو صنيعة امريكية رغم الشعارات التي كان يرفعها بمعاداته للغرب خاصة امريكا فصدام بمعاداته و شعاراته التي صدع بها رؤوسنا ليست معناها حبه للحرية و التحرر لكن لعدم توافقها مع مصالحه الشخصية خاصة موضوع الهيمنة على المنطقة ، فصدامه مع امريكا ظهرللعلن بعد احتلاله للكويت وليس قبلها.. فاذا كان صدام فعلا وطنيا لكان بمصاف كاسترو او غيره من اعداء امريكا التقليدين ..
اذن عداء صدام لامريكا هو عداء مصالح ليس الا ..بالعودة لاحتلال امريكا للعراق و ما رافقه من ماكنة اعلامية ضخمة تقودها اكبر المؤسسات الاعلامية الامريكية سي ان ان وغيرها بكونهم جاؤوا محررين لا محتلين ..!! نراهم ادركوا خظأ تطبيق شعارهم المزيف هذا بعد مدة لا تتجاوزالشهرين من الاحتلال فاطلقواعنوانا جديدا لمشروعهم باسم (دولة الاحتلال) و بدأوا باصدار الاوامر والتعليمات بموجب قرارهم سيء الصيت هذا و الذي كان من اسوأها هو حل الجيش العراقي الذي اصدره حاكمهم(بول بريمر) الذي اصبح الحاكم المطلق في العراق ،بعدها بدأ بتأسيس ما يسمى بمجلس االحكم (سيء الصيت) و ما رافقه من تقسيم السلطة في العراق وفق محاصصة بغيضة كانت اللبنة الاولى لتحطيم ما تبقى من الوطن المنهك بالحروب و السياسات العبثية و الخاطئة لصدام حسين ..اتجه العراق صوب المجهول تتقاسمه ريح المحاصصة البغيضة وطغى للعيان مشروع تفتيت العراق على يد جهات معادية لوحدة العراق من اسلاميين وغير اسلاميين وكذلك بعض القيادات الكوردية التي لاتفكر الا بمصالحها الضيقة بعيدا عن مصالح العراق بوحدته و وحدة شعبيه العربي و الكوردي ..بدأت السنوات التي اعقبت الاحتلال تمر على العراقي و هو غير مصدق و مندهش مما يقوم به خلفاء صدام من نهب وسلب و تحطيم لكل شيء جميل في العراق .. عمت الفوضى كل مناحي الحياة و كان يرافق هذه الفوضى عمليتي نهب و ارهاب متزامنتين ..بدأت حياة المواطن العراقي بين مطرقة الارهاب و سندان الفوضى و النهب عم التجهيل المتعمد كل مناحي الحياة خاصة ما جبل عليه العراقي من حب لوطنه بالتضحية و الدفاع عنه و الذي يعتبره خيمته و هويته مما هو معروف عن العراقي من حبه لوطنه على مر العصور ..عمت وانتشرت و تفشت فايروسات الهوية الطائفية و رفعت شعارات بائسة تحت ما مسميات الدفاع عن المذهب و الجماعة بدل الدفاع عن الوطن من قبل الطرفين على حد سواء(السني و الشيعي).. اما الجانب الكوردي فكان بمعزل

عن هذه الفوضى الطائفية القاتلة .. اخذت بعض قياداته تغذي مشروع الانفصال بالابتعاد عن العراق بحجج واهية (منها الابتعاد عن الفوضى و الاقتتال الطائفي ..) ..بعد كل هذا الارهاب و الفوضى من الطبيعي ان تتوقفت الحياة الاقتصادية في العراق تماما ، لا زراعة لا صناعة لا خدمات حتى وان كانت هناك فهي ليست واضحة للعيان .. بدات الغالبة من العراقيين يتكلمون عن صدام حسين بروح الترحم على ايامه و ماذا كان عليه العراق و العراقيين من نظام و دولة لها اعتبار حتى و ان كان شكليا ، تناسوا ظلمه و ما كان يفعله بهم بسبب شدة معاناتهم اليومية من ارهاب على يد داعش و المليشيات المنفلته و كذلك من قبل عصابات الجريمة المنظمة و فساد الاجهزة الامنية التي جعلت من البريء مجرم و من المجرم بريء..!! كذلك معاناتهم من الفوضى التي اصبحت سمة سائده في كل مناحي الحياة اليومية في العراق ابتداءا من البيت و الشارع و المدرسة و الاجهزة الادارية الفاسدة .. صار الفرد العراقي لا يسلم على حياته عند خروجه من منزله هل يعود سالما ام لا يعود اصلا..بعد هبوط اسعار النفط التي كانت مرتفعة و تغطي عورات الفاسدين و المفسدين ممن يمسك بالسلطة ، انكشفت عوراتهم و اصبحت الاتهامات لبعضهم البعض سمة غالبة ..!! كل واحد يحمل السؤولية للاخر بانه سبب الفساد و الفوضى.. كيلت الاتهامات ذات اليمين و ذات الشمال متناسيين انهم سبب هذه البلوى و الخراب الذي حل بالعراق دون استثناء اما الفساد فكان درجاته و نسبته حسب موقع هذا الحاكم او ذاك ممن يمسك بالسلطة ..في كل هذه الفوضى نرى هناك مناطق عديدة من العراق احتلتها عصابات داعش ودمرت و شرد اهلها خاصة الفقراء منهم مما زاد في معانتهم الموجودة اصلا ..!! 

لكن يبقى السؤال هل فقد الامل بالعودة لعراق معافى ..؟؟ في كل هذه الفوضى يبرز للعيان ضوء في نهاية هذا النفق المظلم ، هو الاحتجاجات و المظاهرات في كل جمعه و مناسبة لتصحيح الوضع و العودة بالعراق الى السكة الصحيح من خلال محاربة المحاصصة و الفساد.. السؤال هل تنجح هذه الاحتجاجات و المظاهرات التي بدأت بشكلها الوطني الفعلي في عام 2011 ..؟؟ اغلب العراقيين لا يعولوا على هذه المظاهرات ليس لعدم فعاليتها و اهميتها لكن من يمسك بالسلطة في العراق يعلم ان اي تنازل له عن سلطته تعني تقديمه للمحاكمة بسبب الفساد و ما فعله بحق العراقيين و هذا الحاكم يملك كل وسائل القمع من مليشيات و اجهزة قضائية فاسدة الى اموال تم الاستيلاء من خلال فساده و بالطرق التي يجيدها و التي اصبحت واضحة لكل العراقيين اضافة لشيء مهم و هو ان اغلب الذين يمسكون بالسلطة يأتمرون باجندات خارجية معادية للعراق وهذه الدول لها اجهزتها المتطورة بالاغتيالات و القمع و هي من ترسم السياسة الداخلية للوطن كما انها السبب الاساسي لهذه الفوضى حتى و لو كانت تمارس بالخفاء (عمل مخابراتي) خاصة للمواطن العادي اما بالنسبة للمتابع و المتبصر و العالم بنوايا هذه الدول فليست بالخافية عليه و ما تخطط له …..