12 أبريل، 2024 5:51 ص
Search
Close this search box.

ماذا بعد فاجعة الحويجة  وبكاء الوزير..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

فجعنا كلنا كعراقيين بمصيبة الحويجة وفاجعتها التي هدت ظهورنا وأثقلت رقابنا  الدماء التي سالت على ارضها وأرعبنا صراخ الثكالى ونحيب الامهات وعويل اليتامى خيم الحزن وساد الصمت برهة  وعم الوجل نترقب بحذر مشئوم وعيوننا على كل العراق شاخصة وقلوبنا مرتجفة مفزوعة  خوفا من ان تتجه الامور الى الاحتراب الداخلي لا سامح الله وكسر العظم بين  الاخ وأخيه ويتلقفنا طوفان اهوج لا يبقى و لا يذر وتستعر فيه نارا وقودها العراقيين بمسمياتهم  كافه , وان حدثت لا سامح الله ستكون نهاية  وطن هو امه بأكملها  اليس هو جمجمة العرب  ؟ صرع على ارضه غزاة وطغاة ودانت له رقاب وبايعته ملوك وألقاب , تصارعت عليه الفرس والرومان  تارة وتحالفت تارة اخرى انتقاما   من اجل التذابح بين العراقيين انفسهم . واعداء العراق عطشى لترى المزيد من الدماء لا اشباع احقادها التاريخيه وقدها الحضاريه فعلى ايديهم وبسببهم  ذبح العراق مرات ومرات , مرة من عدو غازي محتل ومرة من  عقل مختل  وكنا نعزي النفس بان مصيبتنا واحده وعدونا واحد  فنربت  على اكتاف بعضنا البعض لنتحمل ازر المصاب وننتخي سوية يتكأ احدنا على الاخر وننهض لنصول صولتنا ونحرر بلدنا ونعود امه كما نحن  . لكن الذي حدث في الحويجه اصابنا اكثر من غيره جعل كل منا يردد ما قاله العربي الحليم (قومي هم قتلوا أميم أخي … فلئن رميت يصيبني سهمي ) ان الذي حدث في الحويجة  وما رافقها من دماء سواء من العسكر او المدنين جعلنا على شفى حفره من فتنه كبرى  قد بان قرنها وان محاصره بعضنا للبعض الاخر وكما يجري اليوم هو اديم لهذه الفتنه ووقودها الملتهب  وان التشهير والتنابز بالألقاب وتجريم بعضنا البعض وتخوين الطرف للطرف الاخر ماهية الا وسائل من وسائل امداد الفتنه ومد قرونها في اتجاهات متعددة لتواصل طعناتها في جسد العراق كله  . ان المتابع للمشهد بروح عراقيه اصيله  وبرؤية وطنيه يعرف جيدا بان الحويجه هي البداية لما يحاك ضدنا وان ما حدث فيها  وقبلها  في الفلوجه تجعلنا نتساءل لماذا الان ؟ هل الحملات الانتخابية وما رافقها من شحن طائفي مباشر وغير مباشر من قبل المرشحين وعلى اختلاف مسمياتهم ساهم بهذه ألنتيجة ؟ لماذا نبقى جميعا نبرر الاخطاء ؟ اوليس فينا من يمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار ؟ لماذا لا نحاول ان نجد الحلول لهذه الاخطاء ؟ ان أول الحلول هو تحمل مسئولية الخطأ والاعتراف به شجاعة و احتراما لمن وقع عليه الحيف.كلنا شاهدنا وزير التربيه وهو يدلي بشهادته وينقل تفاصيل ما قبل الفاجعة وكيف كان بالإمكان تجنب وقوعها لو تم التعامل مع هذه ألازمه  ومن جميع الاطراف بالحرص على وحده الصف  وحب الوطن واحترام الدم العراقي . اليس وحدتنا تستحق الانتظار والتبصر ؟ اليس الدم العراقي يستحق مهلة الثمان ساعات ؟حتى لو كانت من باب اسقاط الحجه والتحلي بالمسئولية . اليس الوحدة العراقيه ولحمة ابناءه اهم  بكثير من الامور التكتيكيه ؟وحدثت الفاجعة واستشهد فيها من استشهد مدنيين وعسكر وجرح فيها من جرح وصدم  بنتائجها ابناء الشعب العراقي ممن هم حريصون على العراق و ارضه ودم ابناءه . لا احد ينكر دموع الوزير وهو يبكي امام الشاشه راويا شهادته بمرارة  الفجيعة مؤكدا بأنه  كان بالإمكان تجاوز الفجيعة  لو اعطي الوقت الكافي للتفاوض لكن ساعة الصفر ازفت  وهاتف السيد وزير الدفاع خارج الخدمه وهنا لابد لنا ان نسال بغض النظر عن رأي السيد الوزير الدفاع  بدماء المدنين اليس حري به ان يتواصل مع جنده , ماذا لو  تفاقم الوضع وبات الامر اكبر من صلاحيات ضباط الميدان المتواجدون هناك , هل المسئوليه تعنى اعطاء الاوامر فقط ام متابعة تنفيذها ؟ نعود لشهادة الوزير والذي ذكر فيها مستندا الى معلومات من ضباط وجنود مشاركين في واقعة الحويجه بحدوث حالات قتل للجرحى وإعدام للأحياء من المدنيين المتواجدين في الساحة .ياترى من المسئول عن هذه الجريمة ؟ ربما  يعللها البعض  كتصرف شخصي ولو فرضنا جدلا وصدقنا بما برروا  ,اليس من حقنا ان نسال من الذي يوقف التصرفات  الشخصيه وغير المنضبطة اذا كان السيد الوزير بعيدا عن الميدان وهاتفه خارج  الخدمه ؟ ان الذي حدث في الحويجه جرنا الى متاهات اخرى وان ردود  الفعل امتدت الى جميع محافظات العراق وان اختلفت افعالها من مكان الى اخر  وبتنا محل تحليل الفضائيات الشامته و العابثة على حد سواء بين شامت او قادح  ولم اجد الا القليل  منها المرشد الناصح , ان الاحداث التي وقعت في الحويجه  مع جسامتها وبشاعة صورتها إلا انها لا تعني اعطاء التبرير او الحجه لكائن من كان ان يمارس الانتقام العشوائي  بسفك مزيد من الدم العراقي ومن يفعل ذلك فهو من يؤجج نار الفتنه ويزيد شررها لهيبا  ومن كان يبحث عن حجه لسفك المزيد من دماء العراقيين عسكريين ومدنيين عليه ان يتقي الله ويحاسب ضميره ويتذكر بان الله يمهل ولا يهمل وان الفتنه اشد من القتل وان علينا جميعا ان نتذكر بان العراق امانة في اعناقنا وان نجعله حاضرا في عقولنا وقلوبنا , وكم خشينا ولازمنا الرعب من تكرار حادثة الحويجه في مكان اخر سيما بعد قيام جماعات مجهولة باغتيال عسكريين على مقربة من ساحة الاعتصام في الرمادي وهم بزيهم المدني منزوعي السلاح انها جريمة اخرى لا تقل بشاعة عن بشاعة مجزرة الحويجه من حيث قداسة الدم المراق او من حيث المراد من نتائجه , من الذي يتحمل مسؤولية الدم العراقي ؟ اليس الساسة وأصحاب المراكز الحساسة هم وحدهم من يتحمل المسؤولية سواء بخطابهم المأزوم وبكلامهم المشئوم او بعدم مبالاتهم لما يدور  .لا ندري أنعزي انفسنا بمصيبة الدماء المراقة ام بما ابتلينا به من ساسه , انه لبلاء حقا ونسال الله اللطف بالعراق وأهله .ان مصابنا لجلل ونسال الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا الصبر والحكمة وان نتعالى عن جراحانا دون ان نتنازل عن حقنا وان يلهمنا الرؤية المستقبليه الصحيحة التي توحدنا وتحافظ على مكونات شعبنا وتقوي من اواصر روابطه الاسرية والوطنية وان يزرع فينا روح التسامح والمحبة الخالصة وحكمة العفو عند المقدره ومن جميع الاطراف ولكل الاطراف  وان نرفض الطائفيين  وأصحاب المشاريع الأقصائيه والبدع السياسيه التي تعتاش على القتل والإرهاب وتشتيت  شمل العراقيين  . {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }التوبة48
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب