في كل حدث مفصلي ..هناك من يتفاءل، وهناك من يتشاءم / وانا ساكون هذه المرة ( متشائلا ) ..لا لسبب سوى / أني اعرف اننا لا نعيش في بزمن المعجزات ..بل في زمن الخيبات .
والتجارب أكدت لنا / ان المسؤولين في العراق ومن ( المؤلفة جيوبهم ) ..يبدأون مهامهم السياسية بوعود وإصلاحات كثيرة ..ويخرجون بخراب و بخيبات مريعة . . ياتون وحدهم ويخرجون مع حاشيتهم وسرقاتهم ولا احد يراقب .. ولا احد يحاسب .
حسنا / نحن امام انتخاب ثلاثة مسؤولين كبار فيهم ما يضر اكثر مما يسر / وسأتحدث عن الصالح والطالح منها .. ولن أتوقف عن النقد سواء كنت على علاقة طيبة أوغير طيبة مع جميع ( المتورطين ) بالحكم وعلى حد سواء .
برهم صالح / .. رجل تكنوقراط برغماتي ..يتمتع بمرونة سياسية .. ونظرة تفاؤلية ..نال شهادته العلمية في اصعب الحقول الالكترونية من الجامعات البريطانية ..قبلها كان ثالث طالب من المتفوقين في نتائج امتحانات البكلوريا في
العراق..ظل مخلصا لمعلمه جلال الطالباني وعرقيته الكوردية.. هدفه كما قال في خطاب الرئاسة ..انه سيكون لكل العراقيين لبناء عراق قوي ياتي بخيره للعباد والبلاد و يلبي طموحات الاكراد .. لكنه نسي خطاب الاستفتاء الذي الذي ورّطهم به كبيرهم الذي علمهم سحر الاستقلال .. وعلى مستوى علاقاته الشخصية وفي حادثة جرت بيني وبينه ..وجدته لا يضمر الشر لاحد .. يحاول ان يكون محبوبا من العراقيين وبشكل خاص من الاعلاميين .
// عادل عبد المهدي .. شخصية سياسية غامضة و لا تتسم بالوضوح / عاش في فرنسا ومنح من معاهدها درجة الماجستير / تقلب وجرب اكثر من حزب وتيار ومسار .. / وربما هناك من يقول ..ان هذا التحول العقائدي و هذه التجربة السياسية الغريبة .. ربما ستساعده على فهم البعثي وتفهم اختياراته ..وقبول الشيوعي واحترام عقيدته .. وتمدن الاسلامي وتحديث أفكاره .. وهو في النهاية رجل مفكر و يحسب على وسط التكنوقراط .
عرف عنه جرأته في اتخاذ القرار .. / فقد استقال ثلاث مرات من منصبه كنائب رئيس للجمهورية و وزيرا للنفط ومن عضوية المجلس الأعلى .. ويظل الامر يدور ويطول حول شخصيته وافكاره وتقلباته السياسية ../ فمن الطبيعي ان يكون بعثيا في العراق..ومناضلا جبهويا من اجل الحق الفلسطيني في لبنان .. لكن ان يكون شيوعيا ماويا في باريس ولا يتاثر بافكار الفلاسفة مثل ديكارت وسارتر وفوكو .. ولا حتى بالفلاسفة الجدد..ثم يصبح بين عشية وضحاها اسلامويا . وتكون قبلته مشهد بدلا من باريس .. فتلك من غرائب الفكر التعيس .
من مشاريعه .. وبعد توليه منصب رئيس الوزراء سيشرع بتطبيق فكرة ( الاقتصاد الوطني ) ومحاولة الابتعاد عن الاقتصاد الريعي الذي يعتمد على صادرات النفط ..وتحريك القطاع الخاص وجلب الاستثمارات وتفعيل قوانين الضمان الاجتماعية ومنح التقاعد للعاملين في قطاعات غير حكومية .. وكل هذا لن يتحقق الا في خلق بيئة آمنة وحقيقية .. يشترط في أولها / حصر السلاح بيد الدولة ومحاسبة الفاسدين .. وان لا تكون محاربة الفساد بالمؤتمرات الاعلامية كما فعل سلفه العبادي بل باجراءات قانونية و بحسم سريع وبأوامر ادارية .
/ اما السلطة التشريعية وأهوالها والتي انحدرت الى أدنى مستوياتها.. بسبب الاداء النيابي الهزيل والفوضى التي كانت تسود معظم الجلسات في عصر ( محمودها وأيادها وأسامها و سليمها ) .. فان رئيس مجلس النواب الجديد محمد الحلبوسي .. ستقع عليه مسؤوليات جسام لاصلاح ما يمكن اصلاحه ..و تبدأ اولا بتصحيح صورته ومسيرته المثيرة للشك ، واظن انه لا يستطيع فعل ذلك ، لانه ربما لا يعي خطورة وحجم المسؤولية التي وصل اليها بوسائل اثارت لغطا في البرلمان وفي الشارع العراقي .. و عليه لابد من عمله كرئيس لسلطة تشريعية ورقابية ..وليس سلطة لابرام الصفقات .. وجلب الشبهات .
// اذن نحن امام شخصيات ثلاث كان اختيارها و انتخابها مستعجلا و مضطربا ولم يكن على نار هادئة .. بسبب المؤثرات و الضغوط السياسية ( ايرانية وامريكية ) لكن الشعب بالنهاية هو الذي سيتضرر ويتظاهر ويكشف الخلل ويعبر عن سخطه بمزيد من القهر والملل .
من محاسن هذه الدورة الرابعة..انها / طردت الاحزاب الاسلامية / فلا حزب إسلامي يترأس البرلمان.. ولا وجود لحزب الدعوة الذي احتكر السلطة التنفيذية وفَرَّط بالمال والانسان .
ولو لم يحدث مثل هذا الوضع الجديد / لكنا ربما امام سيناريو مخيف و بليد . لان التداول السلمي للسلطة افلح من احتكام الشارع بالحسم المسلح .
مرة اخرى / متفائلون ام متشائمون ..نحن ..؟ / ام ننتظر معجزة .. تطبيق برنامج حكومي يتحقق وفق سقف زمني محدد .. وشبكة اعلام تنقل الحقيقة .. ولا تزوق لرئيس الوزراء مشاريع وهمية وغريبة .
اذن / يفترض ان نراقب عمل الحكومة و في بداياتها .. اختيار الكابينة الوزارية وأهدافها بعيدا عن اللجان الاقتصادية سيئة الصيت .. و ترشيق الترهل الاداري ووضع ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) .. واذا كانت مناصب الرئاسات الثلاث وزعت بشكل طائفي وعرقي مثل ما يجري في لبنان .. يفترض ان يتم تعيين الوزراء على اساس النزاهة والكفاءة والخبرة الوظيفية..وليس وفق الاستحقاق الانتخابي والاستحقاق الوزاري .. وان يكون رئيس الوزراء هو الذي يختار وزرائه ومستشاريه .
وسننتظر ستة شهور.. و سيتبين لنا الخيط والعصفور ..وبعد سنة / يفترض وجود نتائج ميدانية..بعيدا عن التلفيقات الاعلامية..وان لم يحصل تغيير جدي
.. فالمثل العراقي جاهز للتذكير والتنكيت / خوجة علي ..ملا علي ..&