22 نوفمبر، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

ماذا بعد داعش ….صراع يقبل الاحتمالات ؟!! 

ماذا بعد داعش ….صراع يقبل الاحتمالات ؟!! 

تابعنا جميعاً تطورات الاوضاع الامنية في الانبار ، وتحديداً معركة تحرير الفلوجة ، قلب الارهاب النابض ، والتي بدأت الاسبوع الماضي ، نتج عنها تحرير نواحي مهمة ، كانت الطريق الاستراتيجي لتنظيم داعش الارهابي ، الامر الذي جعل خطة التحرير تتركز على قطع الامدادات ، وتقويض حركة داعش داخل الفلوجة ، وربما تحاول بعض القنوات الاعلامية المغرضة توجيه الرأي العام ، نحو توقف العمليات العسكرية فيها ، وهذا ما نفته قيادة عمليات الانبار ، والقيادة العامة للحشد الشعبي ، مؤكدةً ان هناك زخماً جديداً يضاف الى الخطط العسكرية يختلف عن السابق ، كما أن هناك آليات تختلف عن السابق ، خصوصاً مع تواجد عناصر ارهابية وبعثية خطيرة جداً ، ناهيك عن القيادات الارهابية العربية والأجنبية والتي اتخذت من الفلوجة قاعدة لانطلاق الارهاب الى مدن العراق الاخرى .بالمقابل تحاول القوات الامنية والحشد الشعبي تطويق المدينة ، وفتح منافذ في جنوب الفلوجة وشمالها ، لإجلاء العوائل ، والتي استطاع العشرات منها النفوذ والخلاص من بطش الجماعات الارهابية ، كما ان القوات الامنية والجيش العراقي يحاولان الدخول الى قلب المدينة دون الاضرار بالبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة بالمواطنين ، وهذا ما يفسر التأخير في حسم المعركة ، خصوصاً وان جميع الابنية الحكومية ، ومنازل منتسبي القوات الامنية ، وموظفي دوائر الدولة قد فخخت ، الامر الذي يجعل عملية تطهير القضاء يرافقها بعض التأخير في حسم المعركة ، وعودة العوائل الى مساكنها .من جهته يحاول تنظيم داعش الارهابي تشتيت جهود القوى الامنية عبر فتح جبهات أخرى في المحافظة عموماً ، من خلال شن هجمات على النواحي المحررة في الانبار ، لتخفيف الضغط والحصار المفروض عليه في المدينة ،

كما ان الطيران العراقي أستطاع من غلق الاجواء تماماً ، وأصبح يسيطر على الغطاء الجوي للفلوجة ، مما يجعل الامر محسوم تماماً ، ناهيك عن الضربات النوعية الموجعة التي تلقتها قيادات التنظيم ، وقتل قيادات مهمة ونوعية فيه كان لها الأثر البالغ في حسم المعركة ، وإنهاء وجود الجماعات المسلحة ومرتزقة البعث الصدامي .أن مستقبل وجود داعش يعتمد إستراتيجياً على نجاح عملية تحرير الفلوجة ، وبالتالي فهي ستكون كسر لشوكة الارهابيين سواءً في العراق او سورياً ، لما تمثله هذه المدينة من مفهوم تكفيري لهم ، وتصدير لغة الذبح والقتل الة الابرياء العزل ،كما أن الفلوجة تمثل حلقة الوصل بين الدولتين ، ومحطة مهمة في حركة الارهابين العرب في العراق وسوريا ، خصوصاً اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار دقة ونجاح العمليات العسكرية ، والتي بدأت تحقق اهدافها بصورة صحيحة ، من حيث قطع الامدادات وتمشيط المدينة ، وتطهيرها من العبوات الناسفة ، والتدقيق في السكان بحثاً عن المطلوبين والمندسين ، تمهيداً لعودة النازحين الى منازلهم .اعتقد وكما يراه اغلب المحللون ، ان انطلاق العمليات العسكرية في الفلوجة ستكون نقطة الشروع في عملية الاصلاح والتغيير السياسي ، وإيجاد قواسم مشتركة بين القوى السياسية في توحيد الهدف الاسمى وهو طرد داعش ، وكشف النوايا والأهداف الخبيثة الرامية الى تمزيق اللحمة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد ، لان أهم ما يميز معركة تحرير الفلوجة انها ستضرب داعش في هيكله الارهابي ، كما انها سترسم خارطة جديدة للوضع السياسي في البلاد ، يتمثل بتصدّر نخبة سياسية جديدة تكون قادرة على تجاوز الخلافات ، وترسيخ القواسم المشتركة بين القوى السياسية عموماً ، والانطلاق نحو بناء عراق على الاقل يكون آمن .

أحدث المقالات