تناقلت وسائل الاعلام خبر قرار القائد العام للقوات المسلحة السيد عادل عبد المهدي حل الحشد الشعبي وارتباطه بالقائد العامللقوات المسلحة، وما ينتج عن هذه الخطوة من تأثيرات خطيرة سواءً على المستوى السياسي او الامني على حد سواءً، خصوصاً وانالوضع السياسي العراقي مركب ومعقد تعقيداً لا يمكنه تحمل أي تفكك ، لان سوف يعرض الوضع السياسي الى الاهتزاز ، ما يعد مبرراًللأجندات من تنفيذ مخططاتها في البلاد فالحشد الشعبي ليس مؤسسة عسكرية أو مجموعة من الافواج خرجت لتعود الى الخدمةمن جديد ، او ليست تشكيلات منحلة ومهيكلة لتعود من جديد ، لكنها عبارة عن متطوعين يرجعون في الاغلب لتيارات سياسيةوأحزاب، والبعض الآخر من هذه التشكيلات مرتبط بالخارج ، ويتمتع بحصانة تؤهله للدخول في أكبر مكامن الارهاب ومحصناته ، مماترك أثراً سلبياً لدى القوى الغربية والتي رأت في الحشد الشعبي عبئاً ثقيلا على كاهله في العراق ، لهذا مما أضطر وزير الخارجيةالامريكي الى نقل رسالة وصفت “شديدة اللهجة” لا يقاف الحشد الشعبي وإنهاء دوره في البلاد ، وإلا سيعاد العراق الى طائلة البندالسابع ، وسيفرض عليه حصاراً أقتصادياً عاماً وشاملا على صادراته النفطية ، ما جعل السيد عبد المهدي يسرع الى أصدار قرارهالتاريخي بحل الحشد الشعبي ، وفك ارتباطه بأي مسميات أخرى ، وارتباطه مع القائد العام للقوات المسلحة .
الحشد الشعبي أرتبط وجوده مع وجود الارهاب الداعشي ، والذي لك تستطع المؤسسة العسكرية بعدتها وعتداها من إيقاف زحفهوانتشاره ، الامر الذي أستدعى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف من إصدار فتواها الشهيرة “الجهاد الكفائي” حيث هبتالملايين لتلبية نداء المرجعية، حيث زحفت الملايين نحو ميادين التضحية وتقف ضد الارهاب بكافة أنواعه ، وتحرر الارض مندنسهم ، وما ان تطهرت البلاد من مخالبهم حتى عادت أعيد ترتيب أوراق تشكيلات الحشد الشعبي لتكون القوة الرديفة للقواتالمسلحة والوقوف بوجه أي خطر يهدد امن البلاد ووحدة أراضيه .
إن تجربة الحشد الشعبي كانت عقبة كبيرة أمام أعداء العراق الذين يحملون مشاريع التقسيم الطائفي والقومي في العراق ومحاولةجره الى آتون حرباً طائفية لا تنتهي ، فوقف العراق بجميع مكوناته ضد الأصوات الطائفية التي أرادت تشويه تجربة الحشد من خلالإطلاق الأكاذيب والاتهامات الباطلة بحق هذه القوات البطلة التي شهد لها الجميع بالوطنية وبحملها للمفاهيم الإنسانية والالتزامبحقوق الإنسان وتقديم يد العون للمواطنين في كل المدن التي يتم تحريرها من قبضة “داعش“، كما إن ترحيب الأهالي هو الدليلعلى قبول المواطنين في تلك المدن بالقوات الأمنية ورجال الحشد وترحيب الحكومات المحلية والمسؤولين هناك وفرحتهمبتخليصهم من ظلم التنظيمات الإرهابية التي ظلت جاثمة على صدور أهلنا في تلك المدن.
أن دمج قوات الحشد الشعبي مع القوات العسكرية النظامية، وتكوين تشكيل عسكري عراقي واحد هو الجيش وقوات الشرطة، إذيرى العديد من الخبراء انه من الممكن الاستفادة من خبرات أفراد قوات الحشد الشعبي التي اكتسبوها في المعارك مع تنظيم داعشالإرهابي، من خلال دمج الأفراد من هم في سن الخدمة العسكرية واستيعابهم في الجيش العراقي الجديد، أما المتطوعون الآخرونفانه يتم إعادتهم إلى وظائف الأصلية من كان موظفا في الدولة، أو إلى أعمالهم الأخرى التي كانوا يزاولونها قبل انضمامهم إلىالحشد الشعبي مع إعطائهم مكافئات مجزية عن ما قاموا به من أعمال حفظت كرامة ووحدة العراق والعراقيين، إذ إن هذه الخطوةمن شانها أن تزيد فاعلية وقوة الجيش العراقي من جهة، وان تجعل من أفراد الحشد الشعبي قوة ضاربة في هذا الجيش ثانيا.