7 أبريل، 2024 5:17 م
Search
Close this search box.

ماذا بعد حرق القنصلية الإيرانية في البصرة ؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يتابع العالم اليوم بشكل عام والعراقيين بشكل خاص مجريات الاحداث المتسارعة في البصرة بترقب وحذر شديدين!!

وهذه الانتفاضة تختلف عن سابقاتها من مظاهرات وانتفاضات كانت تجتاح العراق بعد احتلاله وخصوصا تلك التي وقعت ابان حكم سيء الصيت المالكي وكانت مطالبها في وسط وجنوب العراق تتلخص بالبطالة وتردي الخدمات والفساد والتي حاول امتصاصها بوعود كاذبة بمنحه فترة مائة يوم ثم تنصل عنها ولم ينفذ لهم مطلبا واحدا.

او تلك التي انطلقت في المحافظات السنية (والتي يخجلني ان اصفها كذلك لكنها تسمية و سياسة أمريكا في تمزيق العراق) مضافا اليها ان المواطنين قد ذاقوا ذرعا بنهجه الطائفي المقيت والذي كان يمارسه هو وطاقمه وقياداته العسكرية ضدهم ,

وعندما عجز عن احتوائها وجه أسلحته الثقيلة واباد العشرات من أبناءها كما حدث في الحويجة ووصفهم قبل ذلك بالفقاعة النتنه, ثم زج بالألوف من شبابهم في المعتقلات تحت تهمة الإرهاب ومازال مصير المئآت منهم مجهولا.

كل تلك الاحداث كانت تجتاح العراق والقاسم المشترك الذي يقاسيه المواطنون من اقصى شماله الى جنوبه هو الانفلات الأمني وتكاثر المليشيات و البطالة وانعدام الخدمات وتوقف اغلب مناحي الحياة وهم يشاهدون بأم اعينهم الأرقام الفلكية من الميزانية السنوية التي تعدت اكثر من ترليوني دولار والتي لو انفقت على العراق لكان المواطن العراقي في مصاف ارقى الدول رفاهية!!

لكنها تحولت الى حسابات مصرفية للفاسدين ولكل طاقم الحكومة والأحزاب المتنفذة وقادة المليشيات وبمباركة وسكوت المراجع والمعممين الذين استحوذوا بالمقابل على أموال الخمس والتي تمثل أرقاما ضخمة ولا يوجد أي إحصائية عنها وعن كيفية صرفها ولو صرف عشرها على محافظات اتباع ال البيت لما حدث ذلك التذمر و الطوفان !!

لكن ما أخر انطلاق انتفاضة جنوب العراق هو زج شبابهم في حرب طائفية بعد شحنهم وتحشيدهم فكريا وامتدت لسنين عجاف ثم سوقهم الى محرقة أخرى لمحاربة داعش والتي أودت بحياة عشرات الالاف من خيرة شبابهم والتي لم يعد يخفى على احد انها صنيعة أمريكية إيرانية ..

وبعد انتهاء هذه الصفحة و تسريح عشرات الالاف منهم تحول جلهم الى عالة على ذويهم بعد سرقة وإيقاف معاشاتهم والتي كانت احد الأسباب التي اضطرت العبادي لإقالة فالح الفياض مسؤول الحشد الشعبي,

كذلك فقدانهم لعملهم الرئيسي بتحول اغلب اراضي محافظاتهم والبصرة على وجه الخصوص والتي كانت تعتمد على الزراعة في معيشيتها الى اراض قاحلة عالية الملوحة بسبب الإهمال وتوقف التطوير الزراعي وتعمد ايران برمي مخلفاتها في مبازل ومجرى المياه المنحدرة ونتج عن ذلك ايضا نقصا حادا في توفير المياه الصالحة للشرب وهلاك الثروة الحيوانية والنباتية وتهالك محطات التصفية اساسا..

في بادئ الامر خرج العشرات ثم المئات من الشباب العاطل ليعبروا عن مطالبهم بشكل سلمي فلم تعر لهم الحكومة المحلية أي اهتمام ثم فرقتهم بالقوة ثم ما لبث ان تقاطر الناس لينظموا اليهم تعبيرا عن غضبهم من اهمال المدينة منذ احتلال العراق وهي المحافظة التي تنتج 70% من واردات العراق وهي أساسا لم تعان من أي إرهاب او إقتتال طائفي,

فلا هي تمتعت بما حباه الله بها من خيرات ولا التفتت لها الحكومة لتطويرها واحتضان أهلها وشبابها!!

فلماذا اهملت الحكومة الفاسدة البصرة طوال تلك الفترة ولم تنفذ فيها أي مشروع وخاصة الخدمية منها وبالذات نصب محطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء واستصلاح الأراضي والاستثمار والقضاء على البطالة ؟

ولماذا زرعت احزابها ومليشياتها فيها ؟

فالجواب واضح ولا يخفى على ابن البصرة الذي يزيد نقمة عليهم يوما بعد يوم مما اضطره أخيرا الخروج للشارع بعد ان طفح الكيل , انه الاستحواذ على ابار النفط والتصدير خارج السياقات لناقلات النفط التي ترسو يوميا لتسرق نفط العراق بأسعار مغرية وربما بنصف السعر العالمي وبالاتفاق مع شركات كبرى ومافيات تقف ورائها دول لتتحول الأموال لحساب تلك الأحزاب والمليشيات !!

كل تلك الأسباب أخرجت الناس بعفوية للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي لم تكترث الحكومة لها !!

لكنه وللأسف فان اغلب التظاهرات التي تقع في العراق اليوم لا ترتقي في أهدافها لمستوى يحرج حكومة المنطقة الغبراء امام المجتمع الدولي وامريكا بالذات لإنها هي من نصبت تلك الطغمة الفاسدة وهي على يقين بافرازاتها وفسادها وليس من أولوياتها الإطاحة به لطالما ان شركاتها وقعت عقودا طويلة الأمد في السيطرة على ابار النفط وأخرى تنهبه بسعر رمزي يذهب لجيوب الفاسدين والا لكان من السهولة بمكان الاصطفاف مع المنتفضين وتاجيج الإعلام العالمي ضدهم وازاحتهم خلال مدة وجيزة مثلما معروف عنها في تدخلها في مناطق الصراع!!..

فالانتفاضة والمطالبة بتوفير الخدمات فقط امر لا يستدعي لفت انظار العالم والتعاطف مع مطالب المنتفضين, لذا ستبقى الحكومة الحالية في مأمن من المسائلة و المتابعة والاحراج امام دول العالم ومنظماتها وهيأتها ولديها من الدفوعات الكثير, فهي على سبيل المثال ستتملص بانها انهكت في مقارعة الإرهاب وإرث الديون وتقلبات سعر برميل النفط وغير ذلك .

ومن السهل جدا اجهاض أي انتفاضة بطرق عديدة وهي لا تخفى على هكذا نوع من العملاء المتمرسين في المراوغة والفساد والذين اسسوا للأسف وبدعم امريكي ايراني لدولة عميقة !!

فسيعمدوا اما باختراقها بمندسين ليغيروا مسار الانتفاضة بتعمدهم بحرق مباني وقطع طرق وترديد شعارات لحزب البعث المحظور!! او موالاة لدول وانظمة بعينها ورفع اعلام وحرق أخرى!!.

بل حتى ان تطلب الامر دخول المليشيات بلباس وشعار المنتفضين والعمل على تصفية عناصر وقيادات عسكرية ومدنية وحرق ونهب وتعطيل مصالح حكومية وبعد ذلك فالحجة مواتية لقمعهم وفتاوى المرجعيات تحت الطاولة في ادانة تلك الاعمال لردعهم ثم الدعوة للهدوء والالتفات لمطالب المنتفضين دون محاسبة المقصرين واحالتهم للمحاكم والبراءة منهم..

وبناءا عليه فلا استبعد ان ما يجري من حرق وتخريب وراءه ايد خفية !!

اما حرق القنصلية الإيرانية فتلك أيضا لعبة مكشوفة بعد ان تم افراغها من جميع المستندات والوثائق والاقراص المدمجة واخلاء الموظفين وطاقم الحماية و التي تدير ملف البصرة والمليشيات والأحزاب والقيادات وجاء ذلك كخطة ماكرة لشرعنة النظام الإيراني بحماية مصالحه والتدخل في الوقت المناسب !!

عليه ومن وجهة نظري كمراقب لما يجري من احداث ساخنة في البصرة والتي أتمنى ان يلتف الشعب العراقي حولها ان يرتفع سقف المطالب وتتحول الى المطالبة بفتح ملفات الفساد والأموال المنهوبة وكشف الحسابات الفلكية واستردادها كذلك إحالة جميع الطاقم الذي حكم العراق الى المحاكم المحلية والدولية وتقديم جميع الملفات المتعلقة بانتهاك حقوق الانسان وملاحقتهم لما اقترفوه من هدر لدماء واموال العراقيين فضلا عن عمالتهم وتخابرهم الذي اصبحوا يجاهرون به دون خجل!

كذلك الإصرار على الإيقاف بالعمل بالدستور الذي كتب على عجل وعلى هوى المحتل وإلغاء نتائج الانتخابات النيابية التي يعلم الجميع كيف حصلت ونتائجها المزورة وتشكيل كتلها وفق المصالح ثم المطالبة بتشكيل حكومة انقاذ وطني تحت اشراف اممي وحل جميع المليشيات ونزع السلاح..

ولا يتم ذلك الا بالإنتفاضة المنظمة التي يجب ان يهب لها جميع أطياف الشعب العراقي.

وفي حال عدم الاستجابة والمماطلة لمطالبكم السلمية تحولوا الى العصيان المدني ليعم كافة ارجاء البلاد ويجب ان يكون الشعب على وعي تام ويسد الثغرات فليس الامر من السهولة كما تتصورون من كذب وشعارات في ممارسة الديمقراطية !

فأنتم تتتعاملون مع اسواء طغمة تتباهى باجرامها وعمالتها وهي مستعدة لحرق البلاد والعباد دون رحمة فسيستخدموا ضدكم كل أنواع الترغيب والترهيب لفض جمعكم إما بفتاوى ضالة او وعود زائفة كاذبة او ربما سيوعزوا لكامل قواتهم الأمنية وطاقم الحكومة بالانسحاب من المدينة والفسح للمجاميع الإرهابية لتحل محلهم مثلما حدث بالضبط مع الموصل الحدباء شقيقة البصرة الفيحاء …

فاحذروهم !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب