22 ديسمبر، 2024 10:59 م

ماذا بعد تهديد الميليشيات العراقية لأمريكا ..؟

ماذا بعد تهديد الميليشيات العراقية لأمريكا ..؟

أطلق قادة الميليشيات العراقية، تهديدات مباشرة للادارة الامريكية، والجيش الامريكي والسفارة الامريكية في العراق، إثر قيام طائرات التحالف الدولي، بقصف معسكرات ومقرات الميليشيات العراقية والحرس الثوري الايراني ،داخل الاراضي السورية، في منطقتي التنف والبوكمال ومطار التيفورومراكز القيادة والالوية وغيرها،حيث قال زعيم منظمة بدر السيد هادي العامري، أن القصف الذي ذهب ضحيته العشرات ،من عناصر كتائب النجباء وحركة حزب الله العراقي والعصائب وغيرها ،سنردّ عليها في الوقت المناسب ولن تمّرونحمّل الجانب الامريكي والتحالف المسئولية ، وهكذا كرّر أيضا نائبه في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بشكل مباشر وصريح وسمّى الهدف بإسمه ، قائلاً ((ان التحالف الدولي بقيادة امريكا هي المسئولة عن قصف الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي في سوريا، وإن هذا لن يمرّ دون ردّ وعقاب))، وسبق أن أطلقت كتائب حزب الله العراقي تهديداً ،ونفذتّه بقصف قاعدة عين الأسد بصواريخ محلية الصنع، ووعدت الكتائب بقصف السفارة الامريكية في بغداد، وقد وجهت بالفعل عدة صواريخ دون أن تطلقها لحد الان في إشارة الى إستعدادها لتنفيذ هجوم صاروخي على السفارة الامريكية وبات وشيكاً، هذا التصعيد الخطير ، ماذا يعني لحكومة العبادي ..؟وماهو موقفها من هذه التصريحات الهجومية والتهديدات المباشرة لأمريكا ، لاسيما وإن أي ردّ رسمي على هذه التصريحات من الحكومة لم يصدر لحد الان، سوى تصريح خجول، من السيد حيدر العبادي يقول فيه ، أن لايوجد لدينا اي خسائرللحشد الشعبي ،جرّاء قصف الامريكي أو الاسرائيلي المجهول داخل الحدود العراقية، متنصلاً عن مسئوليته عن الميليشيات العراقية التي تقاتل في سوريا،هذه التصريحات المباشرة للادارة الامريكية، هدفها واضح وهو الضغط على إدارة الرئيس ترمب وإدارته ،للخضوع لرغبة إيران في تولي زعيم منظمة بدرالسيد هادي العامري لرئاسة الوزراء ، وقد أعلنها ابو مهدي المهندس علناً في مؤتمر صحفي أمس حين هدد وقال ((أحذر الجميع من تجاهل قائمة المجاهدين في تولي رئاسة الوزراء ولن نسمح أبداً بتشكيل حكومة ،دون أن تكون رئاسة الوزراء من مجاهدي الحشد الشعبي )) ، ولهذا ألإصرار فشل تحالف الصدر سائرون مع الفتح ،وتعثرّت المفاوضات لإصرار الفتح على توليّها لرئاسة الوزراء، التي يعارضها الصدر، وإتجه الى قائمة رئيس الوزراء حيدر العبادي (النصر ) ،معلنا ً تحالفه معها،إذن عمليات تفجير حسينية الحسين (ع) في مدينة الصدر وحرق صناديق الاقتراع وسقوط ألأجهزة الالكترونية للمفوضية وتدميرها ،وإشعال أزمات وفوضى حكومية ، وراءها جهات متنفذّة ،وعمليات منظمة لإدخال العراق في حرب أهلية بشّر بها نوري المالكي ومفوضية الانتخابات .وتهديدات لمقتدى الصدر بالاغتيال، إضافة إلى تعقيد وتسويف عملية إعادة العدّ والفرز وإقصاء المزورين وإحالتهم للقضاء من موظفي مجلس المفوضية وتعقيد عملية تشكيل الحكومة والتحالفات التي وصلت الى التهديدات بالقتل ، وكما قلنا في مقال سابق، ان الصراع ليس بين الكتل والقوائم ، وإنما الصراع هو بين أمريكا وإيران، لأن كل طرف يريد تشكيل حكومة تابعة له ، وهناك جناحان في الحكومة تابعان لإمريكا وإيران، جناح يرأسه حيدر العبادي ،تابع لأمريكا ، وجناح تابع لإيران يقوده هادي العامري ونوري المالكي وعصائب الحق،لهذا تعقدّتْ عملية تشكّيل الحكومة وتأخرّتْ كثيراً ،وسوف تدخل في الفراغ الدستور إذا لم يشرّع البرلمان ،التعديل الرابع الذي يسمح بتمديّد عُمْر البرلمان، لحين الانتهاء من المصادقة على نتائج الانتخابات ،وتشكيل حكومة جديدة، وظهور فضيحة التزوير الكبير ،وسرقة أصوات المواطنين .التي لم يشهدْها تأريخ الانتخابات في العالم ،وهي فضيحة كبرى بإمتياز، بالتهديّد والترغيب والرّشى، وشارك في التزوير جميع القوائم بلا إستثناء ، وبأشكال متفاوتة، وأكثر عمليات التزوير وتهديد الناخب ورشيّه ،جرت في مخيمات النزوح ، وحركة السكان ومراكز الاقتراع في خارج العراق،إذن التهديدات التي أطلقها قادة الميليشيات والحشد الشعبي ضد الامريكان ، لها ما يبررها لدى هيئة الحشد والقوائم التابعة له الفتح ودولة القانون ،وهي إخضاع الجانب الامريكي وإبتزازه لصالح إيران، وليس رداً وثأراً لدماء الذي قتلتهم الطائرات الامريكية في البوكمال ومطار التيفور والتنف ، نعم هناك معلومات مؤكدة ، ان الجانب الأمريكي ، ولو أنه لم يرد على هذه التهديدات، ولكن المعلومات التي نشرتها الواشنطن نيوز، تقول أن أرتال من الدبابات والجيش الامريكي مصحوباً بطائرات الأباتشي ، دخلت العراق وتمركزّت في قاعدة الوليد ،بحجة حماية الطريق الدولي ،وصحراء الانبار والرطبة وطريبيل ،وإنّ الادارة الأمريكية ،تعدّ سيناريو عسكري في العراق، تواجه به تهديدات الميليشيات بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وهذا الأمر أصبح واضحاً ، من خلال تزامن العمل الدولي على تحجّيم وإنهاء التواجد الإيراني في سوريا ،بموافقة وضغط روسيا على إيران والنظام السوري،إذن السيناريو الامريكي بعد ألانتهاء من تشكيل الحكومة ، هو إنهاء التواجد الامريكي وحل الميليشيات والحشد الشعبي في العراق، حسب الرؤية والاستراتيجية الامريكية، التي تعمل عليها منذ انتهاء معركة الموصل، وطرد تنظيم داعش من الحويجة والقائم وعانه، وإنهاء تواجده وخطره كلياً في العراق، والآن بدأت بوادر تنفيّذ هذه ألاستراتيجية على الارض ،من خلال التصادم مع الميليشيات ،وقصف مقراتها ومعسكراتها في كل من سوريا والعراق، وما نراه من نفاق سياسي لدى بعض القوائم والأحزاب ،التي تلعّب على وتر الطائفية والمحاصصة وتقاسم النفوذ والمناصب ولايهمها سوى مصالحها الحزبية والفئوية والشخصية، في غياب المشروع الوطني العراقي، ومن هذه القوائم قائمة دولة القانون التي تصرّ هي وزعيمها على عودة ترميم –البيت الشيعي – لإخراج حكومة شيعية طائفية يسميها نوري المالكي حكومة الاغلبية السياسية ، وهذا لن يتم إلا بتحالف الفتح ودولة القانون وسائرون والحكمة، لحد الان فشلت جهود الفتح ودولة القانون ، أمام إصرار مقتدى الصدر والعبادي على النأى عن تشكيل تحالف وطني شيعي ، للخروج من دائرة المحاصصة الطائفية ، والعبور على كما يزعم الصدر( الى حكومة عابرة للطائفية، أو الفضاء الوطني والحكومة الابوية)، وهي مصطلحات فضفاضة لم تلق تجاوبا ً حقيقيا ً لدى الأطراف الأخرى، من التحالف الوطني كدولة القانون والحكمة ، إذن كيف ينتهى سيناريو أزمة وفضيحة تزوير الانتخابات بالعدّ والفرز، وكيف سيتمّ تشكيّل حكومة وسط عاصفة شديدة ، من الصراع الامريكي- الايراني ، تقودها الميليشيات ، ووسط غياب كامل لرؤية الوطنية والمشروع الوطني، أزاء هذا الصراع الذي يعمل رموزه ،على إفشال أي جهد وطني لبروزه وإنقاذ العراق ، أعتقد ان المشروع الوطني وإلغاء الانتخابات والعملية السياسية برمتها، هو الذي سينتصر في نهاية المطاف القريب، والذي تعمل عليه دولاً كبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وبقوّة، بعد تحجّيم وطرد توابع وأحزاب إيران الطائفية وميليشياتها من العراق ، والتي تتحّمل وزّر ما جرى للعراق، من كوارث وقتل وتشريّد وتهجيّر وظهور ظاهرة تنظيم داعش الاجرامي كرد فعل طبيعي على جرائم الحرب الاهلية الطائفية والعنف المفرط الطائفي ،في عهد حكومتي الجعفري والمالكي ،وتسليم المدن الغربية لتنظيم داعش ، أرى ان هذا السيناريو الامريكي هو الذي سينتصر قريبا في العراق، لأن معطيات كثيرة سياسية وعسكرية تؤكد هذا التحليّل، لاسيمّا وأن مواجهة إيران أصبحت قاب قوسين وأدنى ، وإنهاء وتحجيّم دورها في سوريا في نهايته، والتظاهرات داخل مدن إيران تتصّاعد. بفعل الدّعم الدوّلي ،ونتيجة الحصار الامريكي القاسي لإيران، ودعم المعارضة الايرانية، والإتفاق الامريكي- الكوري الشمالي ، لم يبق ما يشغل ألإدارة الامريكية والكونغرس ومجلس النواب ،إلاّ إيران وأذرعها التي تواجه الإندحار والهزيمة، في اليمن وسوريا ولبنلن والعراق. كلُّ المؤشرات ،ليس في صالح إيران وأذرعها في المنطقة ، وألايام القليلة المقبلة ،ستشهّد إما مواجهة عسكرية معلنة ،أو إندحار وهزيمة للمشروع الايراني في العراق…