18 ديسمبر، 2024 8:09 م

“ماذا بعد تحرير درعا … وهل فشلت حرب أمريكا على سورية !؟

“ماذا بعد تحرير درعا … وهل فشلت حرب أمريكا على سورية !؟

ها هي درعا المحافظة بشرقها وغربها قد عادت للدولة السورية بعد ان اختطفت المجاميع المسلحة مناطق واسعة بالمحافظة بمن فيها طيلة سبعة أعوام مضت ،هنا لن ندخل بتفاصيل عملية التحرير التي قادها الجيش العربي السوري والحلفاء ،فـ ما يهمّنا اليوم من كلّ هذا هو أنّ سورية استطاعت خلال هذه المرحلة وبعد مرور سبعة أعوام على الحرب التي استهدفت درعا المحافظة ، أن تحرر المحافظة وتستوعب حرب الصهاينة و أميركا وحلفائها على درعا وهي حرب متعدّدة الوجوه والأشكال والفصول وذات أوجه وأهداف عسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية،ومع انكسار معظم هذه الأنماط من الحرب على أبواب صخرة درعا الصامدة، أجبر الصمود السوري بعض الشركاء في الحرب على سورية على الاستدراة في شكل كبير في مواقفهم بعد تحرير درعا المحافظة ،وفي هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون، يتحدثون عن تعاظم قوة الدولة السورية بعد مراهنتهم على إسقاطها سريعاً، فالقوى المتآمرة على الدولة السورية بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة، بأنّ سورية قد حسمت قرار النصر وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وغيرهم، فسورية الدولة اليوم تسير في طريق واضح المعالم لتكوِّن محوراً جديداً في هذه المنطقة، بل في هذا العالم، رغم ما تعرضت له من أعمال تدمير وتخريب وجرائم ارتكبت في حقّ شعبها من قبل محور العدوان .

إنّ تسارع الأحداث والتطورات الميدانية وعملية الحسم السريع في درعا المحافظة وعموم مناطق الجنوب السوري ، وتعدّد جبهات القتال على الأرض والانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري وما يصاحبها من هزائم وانكسارات وتهاو في بعض قلاع المسلحين، “المعارضين حسب التصنيف الأميركي”، من المؤكد إنه سيجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على سورية على تغيير موقفها من هذه الحرب والاستدارة نحو التفاوض مع الدولة السورية، في محاولة لتحقيق وكسب بعض التنازلات، لعلها تحقق ما عجزت عن تحقيقه في الميدان، وهذا ما ترفضه الدولة السورية اليوم وفي شكل قاطع، حيث تؤكد القيادة السورية والمسؤولون جميعاً، أنهم لن يقدموا لأميركا وحلفائها أي تنازلات، ويقولون بصريح العبارة “إنّ ما عجزت أميركا وحلفائها عن تحقيقه في الميدان السوري، لن تحققه على طاولة المفاوضات”.

ختاماً ،اليوم ميدانياً وتزامناً مع تحرير درعا المحافظة ،سيتم قريباً أعلان تحرير كامل الجنوب السوري بمجموعه “فمعارك القنيطرة بساعاتها الأخيرة “،وبهذه المرحلة من المؤكد ،إنّ تحرير كامل الجنوب السوري هو الضربة الاقوى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة ، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الصهاينة والأمريكان وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة.