16 أبريل، 2024 7:16 ص
Search
Close this search box.

ماذا بعد تحالف الصدر مع العامري ..؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

فاجأ السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدر ، الجميع ، وأعلن تحالفه مع قائمة الفتح التي يتزعمها هادي العامري زعيم منظمة بدر ، والتي تضم عصائب اهل الحق وحركة النجباء وحزب الله العراقي المشكل منه الحشد الشعبي ، لتشكيل الكتلة الاكبر للانقضاض على رئاسة الوزراء،بعد أن خذل زعيم قائمة النصر حيدر العبادي، الذي وضع له شرط الخروج من حزب الدعوة،فماهي تداعيات هذا التحالف المريب الذي يعيد العراق الى المربع الاول والتخندق الطائفي بعودة ( البيت الشيعي والتحالف الوطني)، وماهو مصير العبادي وقائمته ، وماهو دور قاسم سليماني في جمع الصدر – العامري، وربما المالكي بعده ، ثم ماهو موقف بقية القوائم التي فوجئت بقبول السيد مقتدى التحالف مع ( الميليشيات الوقحة) كما يسميها ، ليذهب معها الى ( الفضاء الطائفي) والحكومة الابويّة،وليس الوطني كما اسماه السيد هادي العامري، وأخذ يردده ببغاوات السياسة، على أنه (الفضاء الوطني) ، المنقذ الاوحد من المستنقع السياسي الطائفي ،الذي يسبح به ساسة العراق والعملية السياسية ، منذ الاحتلال وإلى يومنا هذا، ومن حقنا نسأل ونتسائل ،مَن أجبر السيد مقتدى الصدر كي ،يتحالف مع الفتح التي تضم (الميليشيات الوقحة) كما يصف ،وللإجابة على هذه الاسئلة لابد من العودة الى إعلان الصدر، قبوله بولاية ثانية للعبادي، والتحالف معه بشرط ترك حزب الدعوة، فما حدا ممّا بدا،الذي أرغم السيد مقتدى الصدر هو تفجير حسينية الحسين (ع) في مدينة الثورة، فما هو رابط التفجّير بموافقة الصدر على التحالف مع العامري والخزعلي في قائمة الفتح، بعد إفتضاح من كان وراء التفجير وهو ابو مؤيد الكصكوصي قائد إحدى سرايا السلام ، وعائدية الصواريخ والاسلحة والاعتدة له وللسيد مقتدى الصدر. فجرت مساومة السيد الصدر مقابل السكوت على قضية التفجير، وتم تهدّيد الصدر من قبل جهات إيرانية نافذة ، وأعلن الصدر بنفسه عن هذا التهدّيد، ثم جرى لقاء السيد الصدر والعامري في السفارة الايرانية ، لترتيب وطمّطمة عملية التفجير ،وإلقاء التّهم على جهات خارج التيار الصدري، وتبرئة السيد مقتدى وتياره من مسئولية التفجير ، والإتفاق على التحالف مع الفتح بحضور ورعاية قاسم سليماني، إذن قضية تحالف الصدر – العامري جرت بتسوية وترهيب إيراني واضح للسيد مقتدى، وتم الاتفاق على تشكيل الكتلة الاكبر، والتي من خلالها ستشكل الحكومة، ولكن بدون العبادي، أي تم الاتفاق على تسمية رئيس وزراء من خارج حزب الدعوة ،وتحديدا من الفتح أو التيار الصدري، وهذا الاتفاق قد فجّر الصراع مجدداً بين الكتل والقوائم الاخرى، لاسيما وإن سليماني وأطراف أخرى تعمل على إستكمال تشكيل الكتلة الاكبر، بإضافة دولة القانون بزعامة المالكي الى تحالف الصدر-العامري، والعمل على كسب كتل صغيرة تعزز الكتلة الاكبر، والدعوة الى الانضمام الى التحالف للقوائم الاخرى ، ولكن بقيت الحكمة خارج هذا التحالف، لأسباب تفاوضية لم يشركوا السيد عمار الحكيم بإجتماع سليماني –الصدر –العامري ، نقول عن هذا التحالف (الصدر –العامري) ، بأنه ليس تحالفاً وإنما تمهيداً للتحالف، وهو عملية جسّ نبض القوائم الاخرى، وتلبيّة لقرار إيراني لتشكيل حكومة تابعة لولي الفقيه، تأخر السيد العبادي وهو( مقتله) وحرمانه من الولاية الثانية ،في تشكيل تحالف واسع ،يجمع سائرون والحكمة والوطنية والقرار وغيره ، وإنشغاله بأزمة التزوير واعادة العد والفرز وقرارات مجلس النواب، وتأجيله عملية تشكيل تحالف ، نعم التأخير من قبل العبادي جعل السيد الصدر، يضطّر للموافقة على التحالف مع العامري، بضغط وترهيّب وتهديد إيراني، أعلن عنه الصدر قبل إسبوع ، ودعوته اليوم للقوائم لأجتماع عاجل تحضره القوى الوطنية والاحزاب الكردية ، هي مبادرة متأخرة، لاسيما وأن دولة القانون ستلتحق بتحالف الصدر- العامري، بعد وساطات وضغوطات إيرانية قوية، تمارس على مقتدى الصدر ،للقبول على إجراء عملية تصالح مع نوري المالكي، تمهيداً لإلتحاقه بالتحالف، كل هذا يجري بتسارع عجيب، والجانب الامريكي يتفرّج على صولات وجولات وإجتماعات قاسم سليماني ،بالقوائم لتشكيل الكتلة الاكبر ، وسحب البساط من تحت السفارة الامريكية ، التي إجتمعت بالعامري والمالكي والحكيم وأطلعتهم على جهود الجانب الامريكي برعاية السفير الامريكي سيليمان، في تشكيل حكومة ،تحظى بقبول كل طوائف المجتمع العراقي ولا تقصي وتهمش أية مكون ، أنا أعتقد أن الوقت مازال مبكراً لحسم الامر، لتحالف الصدر- العامري، حتى لو التحق التحق اليهم دولة القانون ونوري المالكي، لسبب بسيط ، هو أن مسألة العد والفرز لم تبدأ بعد، وإنها ستغيّر حتماً من موازين القوى في القوائم، وسيخرج الكثير من الفائزين بالتزوير، وهم كثر من القوائم ،وسيحدث تغيّير في عدد المقاعد،الفائزة، لصالح قوائم خاسرة، ثم أن العبادي وقائمته ،يعملان على تشكيل تحالف موازٍ لتحالف الصدر- العامري، إن لم يكن عدده أكثر، بفعل العدّ والفرز، وبكل الأحوال لن تسكت الادارة الامريكية بكل تأكيد، على تسليم السلطة لأعدائها ، كما تقول وهم ممّن يتبع للولي الفقيه الايراني وأجنحته في العراق، ويقصدون بقائمة الفتح، الذي يضم ( بدر والعصائب والنجباء وحزب الله العراقي وغيره) التي تهدد أمريكا ليل نهار، وهم ممّن يرفض التواجد الامريكي في العراق، ولن يقبلوا بفرض العبادي ،مرشحاً للادارة الامريكية، والذي عبّر عن هذا نوري المالكي والعامري والمفوضية وغيرهم. أن حرباً أهلية ستقوم داخل التحالف الوطني، اذا لم يشكل الحكومة المالكي أو العامري، نحن نرى أن عملية تشكيل حكومة أغلبية طائفية تعيدنا للمربع الاول، وتحيي البيت الشيعي والتحالف الوطني، والاصطفاف الطائفي، سيدخل العراق بالنفق الاظلم حتما، وإصرار المالكي والعامري على حكومة الاغلبية ومعهم الصدر سيفضي الى حرب أهلية ، وهذا ما لم تقبل به الادارة الامريكية، لانها لاتسمح وتحت أي ظرف أن يكون المالكي او العامري رئيسا للوزراء، في وقت يظحى العبادي بدعم امريكي لامحدود بوصفه الرجل الذي قضى على تنظيم داعش وحرر المدن العراقية منه، ولاتريد تكرار تسليم المدن ثانية على يد نوري المالكي، بكل تأكيد الايام المقبلة حبلى بالمفاجآت ، والاضطرابات، بل والفوضى، خاصة بعد الانتهاء من عملية العد والفرز ، والغاء نتائج الخارج والنازحين، نعم العراق يعيش حالة الفوضى السياسية بأبشع صورها ، بسبب التزوير والتدخل الايراني، وتغول الاحزاب وتصارعها ، ليس من أجل خدمة وزإنقاذ العراق من محنته وكوارثه ومآسيه، بل من اجل المغانم والمناصب والمزيد من نهب ثروات البلد، في حين مازال ملايين المهجرين والنازحين في المنافي ومخيمات النزوح ، لهذا نرى أي تحالف طائفي أو قومي هو تمهيد لتقسيم العراق، وإدخاله في دوامة الحرب، فالكل يعلم أن الاحزاب تعمل لماصلها وأحزابها فقط، لا من أجل العراق، والدليل نتائج الانتخابات المخيبة لآمالهم ، وهي شهادة على رفض الشعب العراقي بمقاطعته لها ، وإصراره على إسقاط هذه الاحزاب وشخصوها الفاسدة في الانتخابات، وهو ما حصل لحزب الدعوة ودولة القانون وغيره، لذلك نرى في تحالف الصدر- العامري، فرصة لإعلان التحالف الوطني ،بحلتّه الطائفية المقيتة الجديدة .التي نتج عنها تسليم المحافظات لداعش، بسبب الاقصاء والتهميش والسياسة الطائفية لنوري المالكي ،وخروج التظاهرات المليونية في المحافظات الغربية رفضا لهذه السياسة ،فعودة التحالف الوطني مرة ثانية هي نذير شؤم لاعادة الاوضاع في العراق الى المربع الاول وهذا مايريده نوري المالكي ، من خلال إصراره على حكومة الاغلبية الدكتاتورية الطائفية التي ستضمن له العودة والقفز الى سدة السلطة مرة أخرى ، ومن يحقق له هذا الحلم ، سوى تحالف الصدر –العامري وبقية الكتل الصغيرة للاجهاز على السلطة وإدخال العراق في اتون الحرب الاهلية التي بشروا بها ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب