18 ديسمبر، 2024 7:03 م

ماذا بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل….!!

ماذا بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل….!!

أحدث الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل،هِزةً عالميةً مفزعة،لما سترتد نتائجه الوخيمة على منطقة الشرق الاوسط ،وعلى العالم كله،فالهجوم العسكري،الذي نفذ بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ كروز والباليستية،حقق أهدافه الإعلامية فقط، ولم يحقق أهدافه العسكرية،حتى أن الكثير من المحللين الإستراتيجيين،إعتبروه (مسرحية)،متفق عليها ،لحفظ ماء الوجه الإيراني، بين اسرائيل وامريكا من جهة وبين إيران وأذرعها من جهة أخرى، بعد قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية بدمشق،فيما عدّته طهران ومريديها ، ((نصراً إلاهياً ))،وأقامت الإحتفالات، في شوارع طهران والعواصم التابعة لها،وبعيداً عن هذا الهوس، بالإنتصارات الفارغة الدونكيشوتية ،التي لم تقتل ذبابة في إسرائيل،نقول بأن عصراً جديداً من الحروب قد بدأ،وأن عصر الهجوم الإيراني على إسرائيل، لايشبه العصر مابعده أبداً،فالردّ الإسرائيلي المزلزل (كما تقول)،قادم لامحالة،ولكن قبل هذا ،علينا شرح نتائج الهجوم وتداعياته ،من الناحية العسكرية والنفسية والإعلامية،فبالنسبة لإيران فأنها أعطت جائزة لإسرائيل ،أنقذتها من حربها على الفلسطينيين في غزة ،وتدمير مدنها،وحرفتْ أنظار العالم عن جرائمها في غزة،وعززتْ نظرية ضرورة تصفية حماس وجماعتها ،والقضاء عليها نهائياً،وإتجهت الأنظار الى الهجوم وآثاره ،ونتائجه المستقبلية ،ونسيتْ (حرب غزة)،ثم كسبت إسرائيل الرأي العالمي كله،وأظهر الهجوم (مظلومية) إسرائيل،وإصطف وتعاطف العالم الأمريكي والاوربي معها ،وهاجم الاعلام العالمي الهجوم وإنتقده بشدة،وهذا(نصر وهدية مجانية) لإسرائيل،كونها (معتدى عليها) بنظر العالم، وخاصة أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا ،وأصبحت إيران وأذرعها(منبوذة ) بعد الهجوم،ومحور للشر والإرهاب في المنطقة والعالم ،ولابد من مواجهتها وإيقافها عند حدها كما يرى الآخرون،في حين أبدت روسيا والصين تفهماً واضحاً ودعماً مباشراً لإيران، في هجومها على إسرائيل وإعتبرته دفاعاً عن النفس،،لهذا نعتقد بعد تهديدات وإصرار اسرائيل، على الردّ على الهجوم ، رغم إعتراض إدارة بايدن ودول أخرى حليفة لها ، على عدم الرغبة في توسيع الحرب ،لآنها ستحرق الاخضر واليابس في الشرق الاوسط كله، فإن الحرب قادمة لامحالة، كما تشير جميع الأدلة والمعطيات، لاسيما وأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا  وأمريكا ،أعلنت موقفها القوي بدعم إسرائيل الى النهاية، بكل ماتملك من قوة تكنولوجية عسكرية هائلة، لمواجهة إيران، في الوقت ذاته ، تعاني إيران من ضعف شديد في التسليح العسكري والتنكنولوجي، بسبب الحصار التاريخي المفروض عليها منذ عشرة اعوام ، وقدرتها الصاروخية الباليستية ،وطائراتها المسيرة ، أظهرت عجزها عن تحقيق أهدافها بدقة وتأثيرها تحت الصفر، في الهجوم الأخير، إذن إيران تعتمد فقط على أسطولها البحري وتفوقها فيه ،حسب تصوراتها الخاطئة، وفي القوة الجوية عاجزة تماماً عن مواجهة البي 52 وال35 والرافال والميغ 35وحاملات الطائرات وفرقاطاتها العملاقة وغيرها من احدث الاسلحة التكنولوجية، وتفوق امريكا وبريطانيا والمانيا الجوي الذي لايضاهى ولا يجارى ،نعم أيران تمتلك أذرعاً وفصائل مسلحة ولائية ،تقاتل نيابة عنها، وتستطيع تحقيق أهدافاً في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، من خلال مهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة في المنطقة ،وإحتلال سفارات أمريكية وغربية وقصفها، وحجز رعاياها رهائن لديها، ومساومة تلك الدول،هذا أقصى مايمكن أن تحققه إيران في مواجهة اسرئيل ،وحلفائها أمريكا وأوروبا،فإيران عاجزة عسكرياً ،عن الدخول في حرب مع أمريكا وأوروبا وإسرائيل والعالم،رغم دعم روسيا والصين لها، فروسيا منشغلة في حربها مع أوكرانيا وطامسةً في مستنقعها ، في حين الصين لم تشترك في أي حرب عالمية، خارج بلادها بكل تاريخها،إذن إيران إذا هوجمت من قبل إسرائيل ستخسر الحرب، وتخسر تطلعاتها الى إمتلاكها السلاح النووي، وستدمر جميع مفاعلاتها ، وجبهتها الداخلية ضدها تماماً، وإقتصادها منهار بسبب الحصار، بإختصار إيران لاتمتلك مقاومة وخوض حرب عالمية، تعرف نفسها عاجزة عن المواجهة ،وتحقيق أي نصروهمي، كالذي حققته في هجومها على اسرائيل،إيران تنتحر بإصرارها على توسيع جبهة الحرب، وإعتماها على (وحدة الساحات)، غير كاف للمواجهة، نعم إيران تنتحر كما إنتحر العراق،في دخوله الكويت وبعد تحرير الكويت،وعدم الاحتكام للعقل والمنطق، في مواجهة تحالف دولي عسكري ل42 تحالف دولي، إيران تواجه نفس السيناريو العراقي، الذي تدمر العراق بسببه، ولم تتعظ مما جرى للعراق، فهي ذاهبة الى الهاوية السحيقة وستخسر كل نفوذها في المنطقة، حينما سيتخلى عنها حلفاؤها وأذرعها ، وتنتقل الحرب داخل أراضيها ،حينها لاتوجد خيارات غير المواجهة ،والحرب الغير متكافئة ،كما يحصل في حرب غزة، لأنها ستواجه تحالفاً دولياً، ومنطقة عربية حاقدة عليها،ومعارضة تنتظر الفرصة للإنقضاض على النظام ، لأن الأرضية مهيأة لها ،والدعم الدولي معها،لهذا سيكون سقوط نظامها أسهل من (شربة ماء)، لقد أعطت إيران بهجومها على إسرائيل ،مبرراً تعاطف معها كل العالم ، للردّ العسكري المزلزل اليوم أو غداً(كما تهدد )داخل إيران، والهدف دائماً مفاعلاتتها النووية ،ومقرات حرسها الثوري والمراكز الحساسة في ايران ،وشلّ حركتها الألكترونية والسيبرانية المعلوماتية،نعم إسرائيل مصرّة على نقل المعركة داخل ايران وتوسيع منطقة الحرب والخروج من مأزقها وفشل حربها على غزة، وقد صفا لها الجو ووجدت فرصتها،لنقلها بعد الهجوم الفاشل، ولم يبق إلاّ المواجهة وشكل الردّ الإسرائيلي،إذن المنطقة كلها، أمام كارثة وحرب،إن حصل الردّ الاسرائيلي،وستكون ساحات هذه الحرب مفتوحة ،تنطلق من اليمن باب المندب ومضيق هرمز، الى لبنان وسوريا والعراق ،هذه يسميّها النظام الإيراني(وحدة الساحات)،فهل ستسكت طهران على ردّ نتنياهو المرتقب، على مفاعلاتها ومعسكراتها،وتحتفظ بما حققته إعلامياً فقط ،في هجومها بالصواريخ والطائرات المسيرة، أم تندفع نحو الهاوية ، التي ذهب اليها العراق ، هذا هو السؤال الذي يقلق العالم، وبالأخص العراق وسوريا ولبنان، الذي يعانون الأمرين من نتائج الغزو الامريكي الكارثي على العراق، وتداعياته على سوريا ولبنان واليمن، وظهور ظاهرة التنظيمات الارهابية الوحشية، وتغذيتها ودعمها من الدول التي لها مصالح إستراتيجية في الشرق الأوسط، ومشاريع إستعمارية طويلة المدى ،إن صَبر إيران الإستراتيجي قد نفد، فمتى ينفد الصّبر الإستراتيجي الإسرائيلي والأمريكي تجاه إيران ياترى …!!!