23 ديسمبر، 2024 5:18 ص

لفت انتباهي تصريح لأحد السياسيين العراقيين وهو النائب العراقي  وائل عبد اللطيف حين قال على وضع البلاد مابعد داعش 
” إن الأمور مابعد داعش لن تكون اقل خطورة من التنظيم نفسه .! ” 
يقابله تصريح للنائب ” العلاق ” جاء فيه 
” ان المناطق المحررة من قبضة داعش ستشهد بعد تحريرها انقسامات قد يصل فيها الخلاف الى حد الصراع المسلح .! “
يبدو جلياً للعيان ان وضع البلاد سيكون اسوء مما هو عليه الان في ضل هذه التصريحات الخطرة من السياسيين العراقيين خصوصا اذا اخذنا بنظر الاعتبار وضع الفصائل الشيعية والمتمثله بالحشد الشعبي والتي تقاتل داعش الان ، فمن المؤكد انها لن تترك السلاح بسهولة وانها لن ترضى بان تكون على الهامش بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها في صفوفها وان قادتها سيطلبون من الحكومة مناصب حساسة ومهمة يعتبرنها من حقهم وثمناً لمقاتلتهم داعش .
ولا ننسى الدور الكردي في هذه المرحلة الحرجة ، فالاحزاب الكردية ومن بينها الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني صرحوا علناً ان الحدود سيرسمها الدم اشارة منهم الى توسيع نطاق نفوذهم لانشاء دولتهم المزعومة والانفصال عن بلدهم الام خصوصا اذا علمنا ان القناعات العراقية على راس الحكم شبه متاكدة من اعلان الدولة الكردية قريباً لكنه متوقف على حسم عائدية المحافظات الثلاث المتاخمة والقريبة من الاقليم والتي ترتبط ادارياً بالحكومة المركزية العراقية ” ..القضية الاخرى والمهمة ايضاً هي اشكالية ” التمثيل السني ” مابعد ٢٠٠٣ والازمات التي رافقت المناطق الغربية والشمالية من العراق والتي يقطنها غالبية سنية طوال سنوات التغيير والتي مثلت عصب الاسباب الرئيسي وراء احتلال ثلث مناطق البلاد تقريبا .والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا :
كيف ستكون المناطق السنية بعد داعش .؟!
اعتقد هذا هو السؤال الاهم الذي يتبادر الى اذهان الكثير خصوصاً اذا علمنا ان الحكومة العراقية مابعد ٢٠٠٣ لم تنجح في كسب ود جميع سنة العراق ، كما انها عقدت عدة مؤتمرات للمصالحة الإ انها لم تفلح في تقريب وجهات النظر بين قادتها والممثلين من الحكومة مما زاد من حدة الخلاف بينهما ، وبهذا لايمكن الانكار فشل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد ٢٠٠٣ في حسم موضوع المعارضة والتمرد باعتبارها ( هاجس عام ) خصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها داعش ، هنا ستبادر للاذهان ان صراع ( سني _ سني ) سيحصل لا محاله ويجب على من يمثلون المناطق المحررة من داعش ايجاد طرف سني قادر على تمثيلهم بشكل سليم وفعال ووطني لان هذا لا يتوقف على الحكومة المركزية فقط لانه سيعود بنا الى المربع الاول .
المحلل السياسي أحمد الآلوسي يقول ” إن الحكومة العراقية فشلت في الاستعداد لمرحلة مابعد داعش ، وكان عليها اجراء حوارات مع شيوخ عشائر وفصائل سنية قبل البدء في تحرير هذه المدن ” 
انا اعتقد ان كلام الاستاذ احمد الالوسي سليم جداً من حيث أن هذه الفصائل المسلحة السنية وشيوخ العشائر يمتلكون نفوذاً شعبياً واسعاً في المدن السنية ، كنا ان سكانها يثقون بهم كثيراً لانهم يعتقدون جازمين انهم يدافعون عنهم خصوصاً اذا علمنا ان اكثر هذه الفصائل رفضت التحالف مع داعش وكان من المفيد من الحكومة ان تتحالف معهم قبل البدء بعمليات التحرير .
بعد هذه القراءة البسيطة والمتواضعة نشعر مدى الانقسام بين وجهات النظر فيما يخص ( عراق مابعد داعش ) وبالتالي كلاً سيصر على اثبات وجهة نظره مما يعود بنا الى شبح الحرب الاهلية خصوصا ونحن نعلم ان كل الفصائل الان تمتلك السلاح والنفوذ والموارد البشرية ، اعتقد اننا سنواجه عقبات خطرة قد يطول تأثرها على البلاد العباد مالم نحكم العقل والمنطق والنفس الوطني بعيداً عن التعصب والجهل والطائفية .