هل هدأت النفوس في الغرب بعد ان اعلن الجيش الاحمر الروسي انسحابه الى معسكراته والغاء فكرة غزو اوكرانيا… وهل كانت العملية العسكرية تدريبية فعلا ً كما اعلنها الكرملين ام انها مبيته لاجتياح اوكرانيا الجارة كما اعلن البيت الابيض وحلفائها… تساؤلات عديدة لم يستطيع توضيحها قادة العسكر ويعرف تفاصيلها رجال المخابرات الذين مازالوا يتواجدون في اراضي خارج دولهم وهم يتابعون الاوضاع لحظة بلحظة….
اسئلة كثيرة لم يستطيع الاجابة عنها الرئيس الروسي بوتين وخاصة ما يدور في افكاره من نيات مبيته هدفها اعادة التوازن العسكري بين المعسكرين الشرقي والغربي واختياره لدولة مثل اوكرانيا الجارة المسالمة لمعرفة الرد الغربي بشكل عام والامريكي بشكل خاص وهل لدى الجانب الروسي الرغبة بإعادة مسلسل اجتياح الامارة العربية النفطية الكويت على الخليج من قبل الجيش العراقي ام ان الطعم الذي بلعه العراق ومازال يدفع اثمانه هو درس قوي لكل دولة كبيرة تريد او تحاول غزو دولة اخرى مهما كان حجمها وان تفكر بالدمار الذي سوف يلحق بها خاصة اذا ما ارادت دول العالم معاقبتها وتشكيل تحالف دولي ضدها. او اتخاذ قرارات اممية اقتصادية لعزلها عن دول العالم كافة وتجويعها وترويع مواطنيها العزل بحجة انها طرف معادي للإنسانية جمعاء…
فهل فهم بوتين اللعبة الأمريكية الجديدة ام ان موسكو لا تفكر اصلا بغزو جارتها اوكرانيا وان العملية العسكرية الاخيرة مجرد للكشف عن قوة حلف الناتو او ما يسمى منظمة حلف شمال الاطلسي القريب من روسيا والذي يضم تحت جناحيه ثلاثين دولة اغلبها اصبحت اليوم محيطة في الاراضي الروسية وانها جس النبض لكشف الصديق من العدو من الدول الغربية وخاصة الدول العظمى مثل فرنسا والمانيا وهل سوف يكون تأييدهم المطلق في مجلس الامن الدولي مع كل القرارات التي يقدمها المندوب الامريكي ام هناك سكوت او رفض للتصويت لمثل هكذا قرارات…
ان ادراك القيادة السياسية في روسيا للأمور وعدم التهور واعلان انسحاب القطعات الى ثكناتها العسكرية السابقة في حال كان هناك قرارات روسية متخذه مسبقا لغزو اوكرانيا يعتبر مؤشر جيد جداً ويشار له بالبنان للرئيس الروسي بوتين ورغبته بحلحلة الامور بالطريقة السلمية وعدم انجرار روسيا الى منزلق خطير سوف يدفع ثمنه اغلب دول العالم والذي يؤدي ربما الى حرب عالمية ثالثة وعندها سوف تفسح المجال لدول كثيرة باجتياح دول اخرى صغيرة قريبة منها بحجج وهمية كترسيم الحدود او مطالبتها بتطبيق قوانين حقوق الانسان وغيرها من الاعذار التي تبيح لتلك الدول احتلالها الاخرى….وان موسكو تعرف قبل غيرها تعطش المعسكر الغربي ورغبته بإزالة اقوى واخر قوة مناهضة لهم في الشرق وان الثمن سوف يكون تدمير الترسانة العسكرية والنووية الروسية باي طريقة كانت…. وبمجرد اعلان موسكو الاخير بالانسحاب من الحدود الاوكرانية يرافقه اعلان الموقف السياسي للكرملين بان حركة الجيش الروسي على حدود اوكرانيا هي تدريبية فقط اعادت الانفاس الى كل شعوب العالم التي ترفض الحروب والكوارث المصطنعة والذي يرقص على اوتارها دوما القادة السياسيين….وان السلام سوف يعود لكل بقاع الكرة الارضية ان شاء الله…