أن فتوى الامام السيستاني قلبت كل الموازين و الحسابات، فحولت الانكسار الى عزيمة و انتصار، فهبت جحافل المجاهدين، ملبيةً لنداء مرجعها، نداء العزة و الكرامة.
كان لذلك النداء أستجابة كبير في جميع الاوساط في المجتمع، السياسية، والعشائرية، و الثقافية، و غيرها، فكان الجميع ملبياً لهذا النداء العظيم، فهو الذي اعاد هيبة الدولة و سيادتها عندما كان القتال على اسوار بغداد.
الفضل الكبير في هذا الانتصار الذي تحقق للمرجع الأعلى السيد السيستاني، فهو مهندس الانتصار و صانعه، فشكراً له و لحكمته، و شكراً لكل المجاهدين الاشاوس الذين لبوا نداء مرجعهم.
بعد خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف، معلنةً عن الجهاد الكفائي، تأسس الحشد الشعبي، فكان نتاج هذا النداء المقدس، و بدماء شهدائه رسمت لوحة الانتصار، فهم كانوا اصحاب عقيدة و مبدأ، فهذا الفكر المتطرف(داعش) لا يستطيع ان يكسر جناحيه سوى رجال متسلحون بالعقيدة و الايمان.
بين الحين و الاخر نسمع الاصوات النشاز بعد كل انتصار، مطالبة بحل الحشد الشعبي و الغاء قانونه، بدعم من اجندات خارجية لا تريد الخير و الصلاح للبلد، فلابد من بقائه كقوة ضاربة لأي طارىء يحصل و لحماية البلد من المخاطر المحدقة به.
لابد من أستثمار هذا الانتصار، و السير بالعراق الى بر الامان، من خلال تسوية المشاكل السياسية، و اعطاء التنازلات من جميع الاطراف لبناء عراق موحد.
ان مشروع التسوية الوطنية؛ هو المشروع الابرز على الساحة العراقية، فهو اكثر قرباً و مناغمةً لواقعنا المرير، حيث يعتبر الشراع الذي ينقذ البلد و الذهاب به الى بر الامان، فلا خيار امامنا سوى وحدة العراق ارضاً و شعباً.
تعتبر التسوية الوطنية؛ المشروع التاريخي الوطني، و الذي كتب بأيادي عراقية، فهو لم يفرض على العراقين من الخارج كبقية المشاريع، فأما الذهاب بمشاريع التقيسم الخارجية، او الحوار و تسوية المشاكل الداخلية، من خلال تسوية تأريخيه تعطي كل ذي حق حقه.