بعد الأنتصار في عمليات تحرير الجانب الأيسر من مدينة الموصل وهو الجانب الأكبر؛ أنطلقت عمليات تحرير الجانب الأيمن من المدينة وبالرغم من صغر ميدان المعركة جغرافياً إلا أنها تعد من الأشرس المعارك التي خاضتها القوات الأمنية حيث لم تعد حسم المعركة مع العدو في المدينة فحسب بل في جميع أرجاء الوطن.
أن شواهد الأنتصار لمعاركنا السابقة مع العدو لها دلالةٌ واضحة أن المعركة محسومة وبوقتٍ قياسي جداً، وستصبح الخلافة المزعومة في خبر كان، ولذلك لابد من التفكير ووضع الحسابات لما بعد أنتصارنا في المعركة، حيث ستواجهنا مشاكل لمايقارب أربعة ملايين نازح، وأعادة أعمار بناء البُنى التحتية للمحافظات التي حصلت فيها المعارك، والمشاكل العشائرية والثارات في تلك المناطق، والأنغماسين من نفس الدواعش؛ في الوقت الذي الأقتصاد العراقي يتراجع حيث أنعدام الرؤية الأقتصادية التي تنتشل البلد من شماعة التقشف، وكذلك وجود ساسة الأزمات المتراقصين على جراحات الشعب للوصول الى مآربهم السياسية والسلطوية، مستغلين سذاجة الشعب ومعاناته، ونفوذهم في الدولة العراقية، حيث يسلكون وادِ والشعب في وادٍ آخر خصوصاً وحسم المعركة تزامن مع قرب الأستحقاق أنتخابي القادم.
لذلك المرحلة القادمة ليست بالمرحلة السهلةِ أوالهينة ولايمكن المرور عليها بمرور عابر السبيل، ولكن لابد من الوقوف عليها وعلى تفصيلاتها وقفة جدية، لأنها مرحلةٍ هي أصعب من هذه المرحلة بسبب سيادة الضبابية عليها والغشاوة السوداوية، وصراع الآرادات؛ الآرادات المحلية والأقليمة والدولية، وكل طرف من أطراف النزاع مقتنع أن في هذه المصارعة أثبات وجوده، ولابد من وجوده في الساحة وحيداً، متناسياً أن الوطن وطن الجميع، ولاب من وجودهم سويةً في هذه الساحة لأنها مُلكٍ للجميع، والجميع يمتلك تأريخٌ حافلٌ بالعطاء فيها.
ولكن رغم كل ذلك من التشابك وأختلاط الأوراق، هناك قادة كانوا ومازالوا ذو بصيرة عالية، ورؤية بعيدة الأمد، حيث أستبقوا الأحداث وأطلقوا المبادرات، عازمين على وضع النقاط على الحروف وحلحلة الأمور بالأيدي العراقية، كما الأنتصار جاء على تلك إيدي، ولكن هؤلاء القادة يحتاجون منا حسن الظن بهم، ومؤازرتهم، ومطالبتهم بالشفافية العالية والوضوح لتفاصيل حل تلك الأزمات أكثر مماهم عليه.