كلما أقترب موعد الإنتخابات الأمريكية، كلما جن جنون ترامب وحلفائه؛ وسارع لقرع طبول الحرب في المنطقة؛ التي أصبحت مسرحاً لتأدية السيناريوهات الأمريكية وحقل تجارب لشتى أنواع الأسلحة، تحاول أمريكا تصفير النفط الإيراني؛ ومنع إيران من تصدير نفطه، والأخيرة تهدد بإتخاذ خطوات من شأنها غلق الممرات الدولية لتصدير ومرور ناقلات النفط إنطلاقاً من شعار (علينا وعلى أعدائنا وأصدقائنا) !
العراقيون يمتلكون ويستمدون عناصر القوة والمواجهة من إيران، ولديهم الخبرة بمنازلة أي قوة عسكرية على الارض؛ فهناك حروب كثيرة خاضها العراقيون ستجعل النصر حليفهم، في أي مواجهه محتملة، اذا ما وقعت الحرب وأصبح العراق ساحة مواجهه دولية وتصفية حساب.
في غضون شهرين، تعرضت ثلاث معسكرات تابعة للحشد الشعبي الى قصف جوي، حسب ما بينته التحقيقات، وهذا القصف أدى الى تدمير مخازن عتاد وصواريخ وأسلحة تابعة للحشد الشعبي، ومصادر تقول بأن هذه المخازن تعود إلى إيران، وأصابع الإتهام رسمياً لم توجه الى جهة معينة؛ لكن الإعلام الصهيوني يلمح الى ضلوعه بالإعتداء وقصف المعسكرات التابعة للحشد الشعبي، غير أن بياناً صدر من قيادة الحشد الشعبي يتهم الولايات المتحدة بتورطها بإستهداف معسكرات الحشد بحكم سيطرتها ومسؤوليتها على الأجواء العراقية، لترد أمريكا وتنفي تورطها وضلوعها بالحوادث الأخيرة التي شهدتها بعض معسكرات الحشد.
يبدو ان إحتمالية تنفيذ (المرحلة الثانية) من الهجمات الجوية واردة، وان الولايات المتحدة أعدت العدة لتصفية معارضيها في المنطقة، سواء في العراق او في دولاً أخرى، وربما سنشهد طرق جديدة من الإستهداف؛ كلما أقترب موعد الإنتخابات الأمريكية؛ فالولايات المتحدة ستعزف على أكثر من وتر، ولديها مهارة بالمباغتة والتمويه فحذاري مما يخفيه ترامب!
وفي حال إثبات تورط إسرائيل أو غيرها بإستهداف وقصف المعسكرات العراقية، فلدى العراق معاهدة إستراتيجية أمنية مع الولايات المتحدة، تنص على ان الولايات المتحدة كفيلة برد أي إعتداء يهدد أمن العراق؛ فلا يُعقل ان تجهل أمريكا بتكنولوجياتها من هي الجهة التي إستهدفت معسكرات الحشد وكيف دخلت؟
المخاوف الأمريكية من قدرة وقوة الحشد الشعبي العسكرية والقتالية تزداد؛ وتحاول إضعاف هذه القدرة والقوة بشتى الوسائل، ونعتقد بأن هناك (شوطاً ثانياً) وهو شوط المدربين ! لكن الولايات المتحدة ستراهن على الرميات الطويلة ولن تجرؤ على المراوغة وجها لوجه مع إيران؛ فلمن الغلبة ستكون في نهاية المباراة؟!
وأخيراً لا نستبعد إستهدافاً جديداً وقصفاً جوياً سيطال معسكرات وأهداف جديدة، وربما ستتغير الأهداف وستكون (المراقد الدينية) هدفاً قائماً وقادماً؛ لتأجيج الفتنة والصراع الطائفي، وعلى عاتق الحكومة العراقية مسؤوليات كبيرة؛ وعليها اتخاذ قرارات جريئة تحفظ بها كرامة العراقيين وأمنه.