23 ديسمبر، 2024 9:57 م

ماذا بعد أحداث المسيب؟

ماذا بعد أحداث المسيب؟

مصائبنا دقائق في شريط الأخبار، و جزء من حياتنا اليومية، صيحات تتعالى كل حين، نتوقع الإنفجارات كل زمان ومكان، في مدينة الصدر وبغداد الجديدة والكرادة والمنصور، رياض الأطفال والحدائق والأسواق، موت يطاردنا ونهرب فلا سبيل، حتى صرنا نسأل لماذا لا يحدث إنفجار وقتل؟ في يوم لا  يشوبه المشهد المأساوي.
عوائل مفجوعة وضحايا يرتحلون بلا ذنب،  يتحمل ظلمهم الإرهابي والمسؤول.
 جنود دون تدريب في مواجهة تنظيم عالمي، تقوده دول كبيرة، ومخطط عالمي، معركتها تفرض لا تقاعس او تهاون، تفرعت وتجذرت وظهرت لها مخالب وذيول، تلتف حول جسد العراق كالأفعى، وكنا نتحدث عن ارهاب  وخلايا مشتته في الصحراء، واليوم ندافع عن المسيب، وتشتعل حدود بغداد بحزام من نار، وعمليات تجري على مرأى ومسمع الجميع.
أحداث تفرض نفسها،  وتحديات تحتاج الى مسؤولية وقوف الجميع في خندق واحد، تحت ظل البيت العراقي، ما حدث في المسيب وديالى ومعارك الأنبار لا يمكن نكران وقائعها وحقائقها على الأرض؛ هل بالفعل ان الأرهاب وداعش يسيطرون على الأرض ويتختارون ضحاياهم؟ وكيف تسقط مناطق كاملة والحل حرقها لإستعادتها؟ والحديث عن معركة الصحراء أنتهى وصرنا ندافع عن مدن ستراتيجية، تقع بين كربلاء وبابل وطريق بغداد، تربط الوسط بالجنوب، يشير الى إن حزام بغداد من المناطق الهشة ، يشجع الإرهاب للتمادي والتمدد والوقوف على اسوار بغداد، ويشن معركة على ابواب بيوتنا ومقدساتنا.
المسيب لا تبعد  عن جرف الصخر سوى 2 كم ، كذلك كربلاء والنجف ومراقدها المقدسة بنفس المسافات عن حدود الأنبار، والحديث على ابواب المدن وليس في مناطق نائية وإرهاب يتوسع الى دائرة المعارك الطائفية، من حزام بغداد وديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين، والقاعدة في الانبار ممتدة من سوريا،  لتعويض الإندحار هناك وخلق الأجواء المناسبة هنا، وإحاطة كل المدن بأحزمة نارية.
 شعبنا يتعرض لهذه الازمات منذ سنوات دون حدوث تغييرات جذرية، نتعرض لأشد انواع الهجمات الشرسة الممنهجة،  كل يوم نفقد الامل بمستقبل العراق وحياة ابنائه، ولا يراجع ملف من اولويات الشعوب، لم ترصد مكامن الخلل، وترتب الهيكليات لحماية هذا الشعب الذي لا حيلة له سوى توديع قوافل الضحايا، معناة ارامل وايتام ومعاقين.
 الأمن ستراتيجيات وأليات عمل طويلة، ليس ردود افعال، يحمل ابعاد إجتماعية  وثقافية وإقتصادية وتنموية، والحكومات تصارح شعوبها بالواقع.
 ما يجري من احداث مؤشر الى اخطاء متراكمة، تحتاج المراجعة الشاملة،  وستراتيجية تشرك الجميع في القرار والمسؤولية، بتعاضد وتكافل إجتماعي وسياسي، يكون قوة رادعة للخطر القادم، يقف الجميع كفريق واحد، ويُترك التعامل  الإرتجالي والمزاجي الحزبي الإنتخابي.  المواطن عليه السعي لتغيير الواقع المرير، والمهم التركيز على البرامج والتجربة  السابقة،  ويترك تزويق الشعارات ومَنْ يشتري الأصوات بالمال العام.