18 ديسمبر، 2024 5:59 م

ماذا الذى يذكرنا بهم

ماذا الذى يذكرنا بهم

تنسب فى الديمقراطيات الغربيه الى شخصيات قامت بانجازات كبيره سوى ان كانت على مستوى بناء الدوله او كانوا مؤثرين فى انجاز معين., الرئيس جنرال ديغول شكل وقاد المقاومه ضد احتلال هتلر وعساكره الالمانيه لفرنسا, وله الاثر الكبير فى جعل فرنسا ضمن الدول الكبرى فى مجلس الامن, وهو ايضا وضع الحجر الاساسى لتطور التكنولوجيا الحديثه وبناء صرح الاقتصاد الفرنسى بحكمته الكبيره حينما طلب من بعض المقربين ان يشكلوا لجان متخصصه فى مختلف الاحتصاصات لوضع ” ماستربلان”لفرنسا الجديده بعد الحرب. واعطاهم الحريه الكامله فى العمل والدعم, فى مقابلته لهذه اللجنه قال بكل صراحه وتواضع, انى رجل عسكرى وقضايا الاقتصاد والتنميه والتكنولوجيا انتم اعلم منى بها, سوف لا اتدخل فى عملكم. قدموا خططهم وتصوراتهم التى وافق عليها الجنرال ديغول دون تردد وهى التى اعتمدت فى بناء فرنسا. هوالشخصيه التاريخيه الفرنسيه الذى يبقى فى ذاكرة الفرنسيين كبطل قومى. فى فرنسا يحاول رئيس الجمهوريه او رئيس الوزراء ان يضيف الى روعة باريس ما يؤكد على نبضها الثقافى والعلمى. رئيس الوزراء ورئيس الجمهوريه لاحقا فرنسواز ميتران ما زال حاضرا رغم وفاته منذ عدة سنين. ان ” مركز بومبيدو” كان له الدور المؤكد فى جعله حقيقه ومرتعا للفنون واللقاءات العالميه.وتحفة معماريه تفخر بها باريس اضيفت الى عماراتها الكثيره. فى كل بلدان العالم يشار الى القيادات والمبدعين والذين كانت لهم وقفة وموقف كان له ائر فاعلا فى تطوير البلاد. وفى تاريحنا العربى الاسلامى شخصيات خلفاء, قادة , مبدعين علماء اثروا المجتمع ودعموا مسيرة الدوله نحو تحقيق الافضل. نحن ابناء هذه الامه نفتخر بهم ونذكر انجازاتهم وهم بشكل او باخر ما زالوا فى ذاكرة الامه ومعنا جميعا. هل يمكن ان ننسى عظمة الحضاره السومريه ورجالها, الدوله الامويه والعباسيه , القاده والشخصيات مثل معاوية بن ابى سفيان, بنى العباس وابو جعفر المنصور الذى وضع حجر الاساس لبناء بغداد التى اصبحت عاصمة العالم, وليس اخيرا هارون الرشيد والمأمون الذى جعل بغداد منارة للعلم وبيتا للعلماء من كل الاقطار. انهم مازالوا احياء بانجازاتهم ونحتفط بهم فى ذاكرتنا. بماذا يمكن ان نذكر اونتذكر النخبة التى وضعت فى السلطه لحكم العراق وهم طيلة الـ 19 سنه لم قوموا بعمل له من الاهميه, ماديا او معنويا ما يوجب الذكر الطيب, وانما على العكس تمام .منذ الاحتلال الامريكى للعراق فى سنة 2003 وما جاؤا به وخططوا, انهم سلموا البلد الى شرذمه من المحتالين والافاقين المتسكعين فىى عواصم اوربا وامريكاودول الجوار, كما يؤكد ذلك الحاكم المدنى ” بول بريمر” ثم اعتمدوا نظام المحاصصه الطائفيه والقوميه فى الحكم, اخذت مسيرة العراق فى تخلف وتدهور مستمر بخطط مبرمجة مسبقا واصبح الواقع الكارثى الاليم الذى نعيشه الان تحصيل حاصل …. الامس افضل من اليوم واليوم افضل من الغد!! كيف ولماذا حصل كل الذى حصل ؟, ان نخبة واحزاب المحاصصه استباحوا الوطن وجعلوه فرصة فريدة للاثراء والتسلط دون ان يعيروا اى اهمية لبناء الدوله ومصير الشعب. الوزارات ومؤسسات الدوله مقسمه مسبقا فيما بينهم وهى تباع وتشترى بملايين الدولارات, وتصبح هذه المؤسسات ملكا للحزب او الكتله وتعمل بها ما تشاء وما تقتضيه مصالحها الجماعية والفرديه ولايحق الاعتراض من قبل الاخرين, هنا تسود قاعدة التكافل الكل يحمى البعض وبذلك تنعدم المسؤليه وبفقدان الرقابه والمحاسبه استفحل الفساد المالى والادارى فى جميع مرافق الدوله وقد انعكس على المجتمع الذى قد انهارت منظومة قيمه , تقاليده, اواصره الاجتماعيه ووحدته الوطنيه.
ان نخبة الفساد والافساد والعماله سوف تنتهى فى مزابل التاريخ, ورغم طيلة السنين فقد انتهى ايضا من كان اشد منهم قوة وعنفا وجبروت ولقوا نهايتهم البائسه. بماذ ا سوف نتذكرهم بعد مرور السنين ؟؟ قضايا الفشل والعجز والترهل تبدو واضحة فى كل مرافق الحياة فى عراق المحاصصه والعماله, بماذا يمكن تفسير حوالى 6000 مشروع فى مختلف المجالات لم تكتمل ومتوقف العمل بها, او انها لم تدخل فى حيز التنفيذ اصلا, ولكن المليارات المعتمده لها قد صرفت, او قد هرب المتعهد بتواطىء مع اصحاب القرار, ان هذه المشاريع لو قدر لها ان تنفذ فان الوطن واهله سيكون فى وضع اخر تماما, الا ان هذه المشاريع هى الاسلوب الامثل لسرقة المال العام بشتى الطرق. … بماذا سوف نتذكرهم… بانهيارنظام التعليم وانتشار الاميه وانتشار الكليات الاهليه التى غالبا مشاريع استثماريه مربحه بعيدة عن الاعداد العلمى الرصين, اما جامعاتنا الرسميه فقد حذفت من التدرج فى التقويم العلمى العالمى. ماذا عن صحة وحياة المواطن ….. بمعاهدنا الصحيه ومستشفياتنا البائسه التى اصبح وجودها وعدمه لايغير من الوضع المتردى, البلد الذى يغتاله وباء الكرونا وما زالت الحكومه تتخبط فى اتخاذ الوسائل الكفيله لمجابهة هذا الوباء الخطير على حياة المواطنين, المستشفيات تحرق والاطباء يعانون من صعوبات فى اداء عملهم الوظيفى, ….وماذا عن انتشار السرطان, ليس فى الامر غرابه حينما تنصب مولدات الكهرباء المستهلكة اصلا فى شوارع الاحياء السكنيه بالقرب من البيوت حيث يلعب الاطفال كرة القدم او يركبوا دراجاتهم الهوائيه. انى اذكر هنا بعض الكوارث التى يعيشها شعبنا الابى, ولكن الاكثر عنفا وبشاعه ما قامت به نخبة 2003 فى حالة اللامبالاة المتعمده لتوفير الطاقه الكهربائيه. لقد تم صرف اكثر من 80 مليار دولار وما زال العجز فى تجهز الكهرباء مستمرا وتتصاعد المأساة, مأساة المواطنبن موسما بعد اخر. ان رجال الدوله الذى لهم ضمير ويشعروا بالمسؤليه يفكروا اولا بخصوصية مناخ البلد. فى العراق الذى يستمر فيه الصيف حوال 6 أشهر وتصل درجات الحراره فوق الـ 40 مئويه بشكل مستمر , خاصة فى الاشهر حزيران , تموز وأب يجب ان يفكرون اولا بالكهرباء وذلك لجعل االحياة ممكنه, ناهيك عن الصناعه والزراعه وكافة الخدمات . ان نخبة المحاصصه لا تفكر اصلا بايجاد حلول للكهرباء التى اصبحت بوجودهم معجزه, انهم لا يعانون من ساعات الانقطاع وارتفاع درجات الحراره فى المنازل وبكاء الاطفال وحيرة كبار السن والمرضى , ان بيوتهم ومقراتهم مجهزه بما يطيب النفس وعوائلهم فى امن وامان فى اوربا وامريكا وكندا يعيشون كالملوك والامراء. انهم يدعون بان امريكا قد وضعت خطا احمر لقضية الكهرباء ويشيروا الى فسخ الاتفاق مع شركة سيمنس الالمانيه واكدوا على شركة جنرال اليكتريك الامريكيه, ولحد الان لم يحصل شيئا جديرا بالذكر. ان النخبه التى تتعامل مع الامريكان ليس لهم الشجاعه والعقل العلمى والحصافه لعرض القضية بشكل جدى ملح وضرورى جدير ان يقنع الامريكان. ان الامريكان لا ياخذونهم محمل الجد ولا يتعاملوا معهم على درجه متقاربه من المسؤليه , انهم ليسوا محترمين ليقدموا ما هو ضرورى للدوله والشعب حيث ان الامريكان على بينة من نوعياتهم , خلفياتهم والملايين التى هربوها والعقارات التى اشتروها فى عواصم اوربا وامريكا.. لنفرض جزافا, ان رئيس الوزراء الحالى او الذين سبقوه قد اصروا على اتخاذ قرارات مستقله لحل الازمة المستديمه, ماذا عسى ان يكون رد الفعل الامريكى, هل سيكون اكثر من اسقاط رئيس الوزراء الذى سوف ينال شرف الوطنيه, ثم البحث عن اخر له استعداد لخدمتهم بدون اسئله. انى متاكد من الامريكان سوف يقتنعون بالامر الواقع وهم ليس بحاجه ان تنفجر فضيحة ومأساة انسانيه جديده ضدهم!!
بماذا يذكرنا المالكى بتأسيسه للفساد المالى والادارى, بالطائفيه المقيته وثارات الحسين, بداعش واحتلال ثلث مساحة العراق, وماذا عن المدلل عمار الحكيم الذى انشا سلطنه فى الجادريه واكد على نجاحه كرجل اعمال وله حصص فى تصدير النفط , وعن السلطان البرزانى وقبيلته الذين اصبحوا من كبار اثرياء العالم فى الوقت الذى يعانى فيه الشعب الكردى من البطاله والعوز والحاجه. ماذا عن العامرى وفيلق القدس والجعفرى المقيم فى لندن واولاده الذين يستثمروا الاموال التى سرقها, عن الشهرستانى وعقود النفط المجحفه بحق العراق وعادل عبد المهدى المسؤل عن قتل شهداء تشرين والذى مازال مستعدا لبيع العراق لشركات النفط العالميه..وماذا عن قيس الخزعلى امير اعنف الميليشيات المواليه… اما سنة الشيعه مثل الحلبوسى ورفاقه الذى لا يقل ثروة وفسادا عن الاخرين, وكذلك عن المطلك واخوه حامد, انهم يستمتعون بهواء وفيلل عمان بعد ان استولوا على الاموال المخصصه لايواء اللاجئين ….. الخ. ان العراقيين سوف لن ينسوا ما قاموا به من تدمير وقتل وارهاب واغتيال وخطف النشطاء والمطالبين بوطن محترم له التاريخ الهويه والمجد. ان العراقيين الاحرار فى كل المدن والاقضيه يلعنوهم ليل نهار ويتمنوا لهم الجرب والموت بعذاب الكرونا. وغدا عندما يتحرر العراق ويعيش الشعب فى وطنه الحبيب سوف نجمعهم فى مكان كبير يزوره العراقيون ويرموهم بالحجاره كما يحصل فى اداء فريضة الحج.
دكتور حامد السهيل فى 1. 7. 2021

فى المانيا يذكر المستشار هلموت شميت موقفه القايادى حينما تعرصت مدينته, مدينة هامبورغ الى اعصار مدمر حيت الكتل الميئت قد اجتاحت المدينه, وقام بفرض الموافقه على مشاركة الجيش الاتحادى فى حالات الخطر والكوارث خلافا للدستور. ان مشاركة الجيش الاتحادى بامكانياته الهائله قد عمل بسرعه على تحديد ابعاد الكارثه وبالتاى الى خلق جوا من الامن فى المدينه. كذلك يذكر المستشار ” عيرهارد شرودر” حينما امتنع عن مشاركة لمانيا فى حرب امريكا ضد العراق فى سنة 2003 كما يذكر ايضا المستشار “هلموت كول” الذى بجهوده وعلاقاته تمت الوحده الالمانيه فى سنة 1989. فى روسيا السوفيتيه يذكر , مثلا “جوزيف ستالين” الذى تم فى عهده الانتصار على العسكريه الالمانيه والمساهمه الفاعله فى نهاية الحرب وبناء الاتحاد السوفيتى دولة صناعية وقوة عسكريه وتطور علمى فى مختلف المجالات الا ان كل ذلك ارتبط بشكل وثيق بالاجهزه المحابراتيه والارهاب والقتل وقمع الحريات. ان النتيجه كانت مروعه بانهيار الاتخاد السوفيتى وعقم الاحزاب الشيوعيه وفشلها فى دراستها واقعها المحلى . كما يذكر تروتسكى كمنظر وبناء الجيش الاحمر السوفيتى الذى حقق الانتصار , ولكنه تم اعتياله من قبل اجهزة المحابرات. هذه السطور للتذكير بعدد من الشخصيات. ان تاريخنا العربى الاسلامى يزخر ايضا بالمبدعين والحلفاء والقاده والحكماء الذين حملوا الاوطان فى قلوبهم. تعلمنا فى مدارسنا منذ العهد الملكى ان احداث ومنجزات تسمى بالخلفاء او الملوك والقاده العسكريون. فقد تم فتح ايران وبلاد اشام فى زمن الخليفه عمر ابن الخطاب, وما زالت تنسب احكمته وعقله الكبير فى امتناعه عن الدخول الى الكنيسه فى القدس خوفا من المسلمين الذين سوف يطالبون بها. وكذلك توسعت الدوله الامويه واثبت وجودها, وبدأ الاهتمام بتكوين الدوله وادارتها, ولايمكن ابدا ننسى الحليفه عمر بن عبد العزيز الاموى لعدالته وانصافه للمسلمين وزهده فى الحياة, ولازال الجامع الاموى الكبير يشكل تخفة معماريه فى دمشق لابد لكل زائر التعرف عليه. اما عن العصر العباسى فهو يمثل تطورا نوعيا فى بناء الدوله والمجتمع فكان العصر يمثل الطور البشى بشكل عام وكانت بغداد عاصمة العالم. يالها من من مفارقه ان يرفع التمثال النصفى لموسس بغداد من مكانه , لقد تم احتيار الخليفه المنصور لموعها الجميل والاراضى المزروعه والبساتين المحيطه بهاو فى موقعها على نهر دجلة الخير وهوائها العليل. ماذا يريدون , لماذا ينسفوا الحقائق ويزوروا التاريخ. ان الاثار العباسيه فى كل مكان تقدم صورا للابداع والتطور العلمى, المدارس والجامعات المستشفيات . ومن الشخصيات التىاخذت تذكر كاشطوره الخليفه هارون الرشيد والخليفه المأمون والامين الذين تركوا بصماته فى تارييخ الدوله والعاصمه بغداد بشكل خاص والتى اصبحت مجتمعا يعيش فيه مختلف القوميات والملل والاديان فى اجواء من الامن والتكامل الاجتماعى. منذ الاحتلال الامريكى للعراق عام 2003 ما جاؤا به وسلموهم مصير البلد وفق نظام اامحاصصه الطائفيه والقوميه اخذ العراق مسيرة التراجع المستمر وفقا للقاعده: ان الامس احسن من اليوم واليوم احسن من الغد. ان هذه القاعده مفزعه حقا لانه خلافا لما يقوم عليه العلم والعالم والانسان, ان الجميع فى طموح وحرطة مستمرة نحو الاحسن