17 أبريل، 2024 9:57 ص
Search
Close this search box.

ماذا اكتب عن ركضة طويريج وكورونا؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع تفشي وباء كورونا وتحذير منظمة الصحة العالمية وكل المؤسسات الصحية في الدول التي تفشى فيها الوباء ومنها العراق بضرورة اخذ كل التدابير الوقائية حتى نتجنب الاصابة بهذا الوباء ومن هذه التدابير الوقائية لبس الكمامة والتباعد وعدم التجمع وقد فرضت بعض الدول وكذلك العراق حظرا للتجوال وغلق الاماكن العامة لمنع التجمع بل الى اليوم لازالت صلاة الجماعة والجمعة متوقفة بسبب الوباء ، وحتى المرجعية في النجف الاشرف اكدت على الالتزام بالتدابير الوقائية واشكلت ذمة من يخفي اصابته .

في ظل هذه الاجواء الكل كان يترقب قرب حلول شهر محرم الحرام مع عدم اختراع عقار لهذا الوباء بل ان هنالك حالات جعلت تثير الشكوك لدى الناس فالبعض يكذب المرض واخر يؤكده وثالثا يهوله ورابع يبسطه ويمكن معالجته ، ولا جديد على الساحة الصحية العراقية ، وحلت ذكرى عاشوراء ، والملايين تتدفق على ضريح سيد الشهداء عليه السلام بلا كمامة ولا تباعد بل تزاحم يضاهي ما جرى العام الماضي ، وهنا بدات الحيرة والمقارنة بين التدابير وركضة طويريج ، فهل هذا صحيح ؟ ممن يؤمن بالحسين عليه السلام يرى ان حبه للحسين يفرض عليه ان يؤدي الشعائر ، وممن يؤمن بالوباء يرفض هذا التجمع ، وحقيقة هنا المقارنة ليس بين المرض والوقاية بل بين المرض والعقيدة .

حاكم عباسي ارغم اثنين من اتباع اهل البيت البراءة من علي عليه السلام احدهما تبرا فاطلق سراحه والثاني لم يتبرا فقطع عنقه فنقل الامر للامام الصادق عليه السلام فقال الاول تفقه بالدين والثاني استعجل الجنة ، فالثاني يعلم بان التقية تسمح له ذلك لكنه رفضها ، ومثل هذه الحالات كثيرة حدثت بين المسلمين ، الحسين ليلة العاشر طلب من اصحابه ان يصطحبوا اهل بيته وياخذون الليل جملا وينسحبوا لان القوم يطلبوه وضمن لهم الجنة ، فرفضوا وقالوا لا نرضى ان يقال عنا تركنا ابن بنت رسول الله لوحده ، واقراوا التاريخ كيف اجاب صحب الحسين عليه السلام .

كان هذا الامر حدث امام زائري الحسين عليه السلام للخيار بين احياء الشعائر وبين تجنب الاصابة بالمرض علما الاصابة بالمرض ليس احتمال مؤكد بينما اصحاب الحسين كان الموت مؤكد ومن طلب منه الخليفة العباسي البراءة من علي عليه السلام كان الموت مؤكد فرفضوا التخلي عن اهل البيت عليهم السلام ، نعود لركضة طويريج وكان القرار الايمان بحكم الله وليس تحدي المرض لان المرض موجود بالرغم من ان المعالجة اصبحت ممكنة وقد تم شفاء الكثيرين من هذا الوباء ، نعم شاركوا وبايمان مطلق .

نعم ومن لم يشارك بالركضة لكنه شارك بقلبه وايمانه وقراءة الزيارة في بيته فانه ماجور والله عز وجل اعلم بالنوايا .

هنا اقول لكم لا تستبعدوا التهويل والاكاذيب الاعلامية لربما ستكون هنالك اصابات اعتيادية فيقوم الاعلام المسموم بالقاء تبعية هذه الاصابات على الشعائر الحسينية او ذكر ارقام اكثر من الواقع .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب