16 أبريل، 2024 3:42 ص
Search
Close this search box.

ماذا اعددنا لمواجهة الكارثة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يعد خافياً ان كرة النار التي بدأ فتيلها يستعر في سوريا بعيدان ثقاب امريكية من جهة وروسية من الطرف الاخر ستتدحرج الى العديد من الدول الاقليمية ، وستدفع شعوب المنطقة ثمن ذلك الصراع .
واخفقت قمة العشرين التي اختتمت بسان بطرسبرغ في روسيا والذي كان محورها الاساس ايجاد حلول  للازمات الاقتصادية العالمية في التوصل الى ضمان محدد يثني امريكا عن توجيه الضربة العسكرية على سوريا بل كانت القمة ولقاءات الكواليس الدبلوماسية والسياسية زيتاً يصب على نار الازمة ويعجل في اشتعالها .
والانكى من ذلك ان هذه القمة زادت مساحات الابتعاد بين قوى الصراع الدولي ، تحركها المصالح الخاصة بكل طرق ومحاولات السيطرة على مناطق نفوذ جديدة ، مما يعني ان الصراع الروسي الامريكي عاد من جديد ولكن بقوة هذه المرة بعد الحرب الباردة الطويلة الامد بين العدوين التقليديين عبر التاريخ .
ومهما حاول العراق النأي بنفسه عن هذه الازمة او الوقوف على التل بعيداً عن تداعياتها, الا انه سيبقى في قلب العاصفة سواء كان مع الاسد او المعارضة ، مع روسيا او امريكا ،لان اثار العمل العسكري ستشمل كل محيط سوريا بدءاً من اسرائيل وايران وتركيا والمعارضة وربما دول الخليج العربي ، ولكن بنتائج متفاوتة كلاً حسب موقعه او المساحة التي يشغلها على خارطة حسابات الازمة .
من هذا الواقع الذي يؤكد قيام امريكا بتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا بغض النظر عن حجمها وعددها وعدتها وتوقيتاتها ، نجد  في كل الاحوال ان لم تقع اليوم فانها ستكون غداً لامحالة .
وقد تشكل هذه الازمة اذا ما اشتد اوارها بمثابة معركة مصيرية بين اطرافي معادلة النزاع ، كلا يسعى الى الانتصار ويرفض اي هزيمة متوقعة ، عليه فان بداية هدير المدافع  والصواريخ والطائرات ستكون نهاياته مفتوحة الى اجل غير معلوم تزهق فيه ارواح  الاف البشر وتتدحرج عروش ، وتتكون خارطة سياسية وجغرافية جديدة.
والسؤال الملح في هذا الوقت هو ماذا  هيأ العراق استعداداً لنتائج المعركة المقبلة ، على الصعيدين الامني والاقتصادي, بعد ان اصبحت ذيول الصراع متداخلة ومتنافرة في الوقت نفسه ، بحيث لايمكن للحكومة العراقية ان تظل جالسة في الشمس بانتظار الظل تاركة المواطن في متاهات المجهول وغارقاً في دوامة التحليلات والاستنتاجات حتى تقع الكارثة على الجميع من دون ان تستثني احداً .
لا اريد اضفاء السوداوية على الاوضاع لكن نذر المأساة بدأت تلوح في الافق فمن يتصدى لها وكيف ؟ .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب