23 ديسمبر، 2024 2:10 م

ماذا اراد السيد عزة الدوري في خطابه ؟!

ماذا اراد السيد عزة الدوري في خطابه ؟!

جاء الخطاب ليغطي مناسبتين الاولى ميلاد حزب البعث والثانية  ذكرى ضرب حلبجة بالسلاح الكيمياوي .
أراد ان يوضح المغزى من مدحه داعش في خطابه الذي تلا تحرير الموصل وان الحزب قد ساهم في تحرير نينوى من القوات الحكومية حيث قال انا استمعنا في تأييدنا وتحالفنا مع داعش للنصائح (ويبدوا ان الناصحين  كانوا من داخل الحزب وخارجه ) وهو يريد ان يجعلنا نفهم من انه لا يترأس الحزب باسلوب دكتاتوري بل انه يأخذ باراء الاخرين وان كانت خطأ ما دامت الاكثرية تؤيد ذلك .
وتوجه في كلامه لكل العراقيين الساعين لايقاف النزيف الدموي والحقد والكراهية والانتقام المتبادل من ان طريق خلاص العراق يأتي في نبذ الاحزاب الطائفية سنية كانت ام شيعية ام متقوقعة في شكل ديني اخر او اثني من خلال بيان خطأ من  نصحوه بتأييد داعش لان المقابلة تحولت الى حرب طائفية بامتياز تهدم ولا تبني تزيد الكراهية ولا تسامح وأن الرهان حول احتمالية فوز احد الطرفين هو رهان خاسر بلا شك . وعودة لتأكيد روابط العروبة القوية من خلال تأييده لعاصفة الحزم في خطوة لمباركة التوجه العربي العربي لحلول المشاكل وازالة الاخطار التي تحيق بالامة العربية والتي يحافظ فيها العربي على غلبة دينه الاسلامي من أي اساءة ويحترم باقي الاديان (لكم دينكم ولي دين ) التي ستكون لو اتبعت كفيلة لتحرير الانسان العراقي  والعربي من الاتباع الاعمى المذهبي لغير العرب  وللطائفية البغضة و كخطوة اولى لتحرير الانسان العربي من اتباع الغرب او الشرق .وهي دعوة لاتباع الوسطية في الدين والسياسة وادارة الدولية وحقوق المواطنة كحافز للنقاش العقلاني المفتوح لكل العراقيين لبيان وجهات نظرهم ومعتقداتهم ثم اتباع ما هو اصح لا من خلال تكفير الاخرين ومحاولة ازالتهم من الوجود!.وبذلك فان الجهود ستتوجه الى بناء العراق من جديد يسود فيه القانون ويركل فيه جميع من جاء بهم الاحتلال ومارسوا الفساد والسرقات والقتل والظلم .
كما يعتبر حاليا  اعلى رد رسمي لقيادة البعث وتأكيدا حين تسائل في البداية عمن هو المسؤول عن قصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية وقتل اخواننا الاكراد في اسلوب اقناعي ليثبت للجميع من خلال اعلى مسؤول استخباراتي في ذلك الوقت من ان الايرانيين هم من قصفوا حلبجة وان ما تم ضربهم به هو سلاح كيمياوي كانت ايران تمتلكه لا العراق .. هذا الامر كأني أراه طرح للشعب العراقي الكردي (لا لقيادته لانهم يعلمون بذلك ) لمعالجة  ظنهم الخاطيء وليعرفوا حقيقة الامر وهو بنفس الوقت يفتح الافاق مفتوحة لتحالف بعثي كردي مستقبلي فيما لو استمرت داعش على اسلوبها الانفرادي والطائفي الذي يحصد العراقيين وسعي البعث للتخلص منهم وطردهم خارج الحدود الى من حيث اتوا فقاعدة الحزب كبيرة في الموصل وباستطاعته ان يقلب موازين القوى لو شاء .
ماذا يمكن ان ينتج عنه تحالف البعث والاكراد ؟ ..اقول اغلب ظني هو السعي لانشاء اقليم عربي لا طائفي ولا يحمل اسم اقليم السنة ولكن اقليما عربيا (او المدن المحررة ) يسيطر عليه البعث والبقية من احزاب ومجاميع وفصائل اسلامية وعلمانية في جبهة عربية كردية لانشاء أحد التكوينين هما : اما ان يعترف به كقوة واقعية عراقية تحاور الطرف الاخر الذي يجب ان ينبذ الطائفية ويمتنع عن التكفير ويجلس على طاولة ايجاد الحل الامثل للعراق او ان تتحول مناطق هذا الاقليم الذي يمكن ان يمتد الى بقية المحافظات الغربية  وكربلاء والبصرة كأقليم لا طائفي و يتعاون مع العروبيين الشيعة ويقاتلا من اجل قلب النظام وتحرير العراقيين من التبعية الفارسية . ثم يصار الى انشاء دستور يتوافق عليه الجميع . ولم يغلق الباب اما الحلول الاخرى فلقد دعى داعش من جديد اذا ما ارادت  للالتزام واحترام الجبهة القتالية الموحدة المتحالفة  وعدم السعي على الغاء الاخرين او اخذ اماكنهم  والعمل سوية وفق اتفاق قيادي جماعي لا انفراد في اتخاذ القرارات وتنفيذها ولا اتباع اسلوب الحشد الطائفي .
الفقرة الاخيرة التي تبرز بقوة  وهي قيام السيد عزة الدوري بتقديم الشكر لكل من قدم النصح والمشورة في هذذا المجال وفتح الباب على مصراعيه لتنشيط عقل البعثي وان لا يتحول الى بوق من ابواق المصفقين وتشجيع الابداع وطرح ما يراه مناسبا للنقاش ويحذر من الاشياء التي قد لا تبدوا للاخرين من انها خطأ وبذلك فهو يرفض ممارسة الدكتاتورية الفكرية التي تمارسها بعض القيادات او الرموز الموجودة على الساحة .
اما باقي ما ورد في الخطاب أعتقد انه واضح و لا يحتاج الى شرح اكثر.