18 ديسمبر، 2024 6:14 م

مادور الطبقة الواعية في مايحصل في العراق ؟

مادور الطبقة الواعية في مايحصل في العراق ؟

ان صناع الحضارات والتاريخ الناصع في كل انحاء المعمورة من السابقين والحاليين والمستقبل هم طبقة الواعين العارفين والذين يعرفون قيمة شعوبهم ومكانتها في العالم واحداثه ,لذلك بنيت حضارات عديدة امتازت بمفكريها وسياسييها وعلماؤها وقوتها الاقتصادية الذين يجعلون اهلهم يعيشون في رخاء وازدهار وتلعب حضاراتهم دورا مهما في الحياة الانسانية وتكون مصدر اشعاع تقتدي الامم والشعوب بها للبناء والتطور ,وفي عراقنا كان الدور الريادي خلال السايق وامجاده للفئة الواعية والتي تمتاز بالروح الوطنية الوثابة التي تعمل لكل شعبها بلا تمييز وتفرقة على اي اساس ,وقد كلفها هذا الامر الكثير من التضحيات الجسيمة والمضايقات والزج في السجون ولكنها (اي الفئة الواعية )رسمت طريق النجاح والعزة والكرامة لشعبها ,وعلى مر التاريخ الحديث كان للمثقف والاديب والكاتب والاستاذ دوره في توعية الناس لتحافظ على وطنها ضد كل التهديدات التي تواجهه فانتفض الشعب بثورة العشرين وتبعه في مقارعة الاحتلال الانكليزي عام 1941 وغيرها من الحركات التحررية والثورية وكتب التاريخ اسماء الناس باحرف من ذهب ليخلدهم الى الابد ويكونوا علامة فارقة في التاريخ العراقي .

اسوق هذه المقدمة البسيطة لاعرج على حال العراق اليوم الذي تتحكم به طبقة من السياسيين اقل مايقال عنهم انهم لم يقرؤوا تاريخ بلدهم بامعان ليستفيدوا من الذين سبقوهم ويفتقر اغلبهم ايضا للروح الوطنية والالتصاق بالارض , العراق يتعرض يوميا لازمات وانصاف المثقفين يلعبون دور وعاظ السلاطين بالمدح والسجع والدعاية لهؤلاء لانهم اولياء نعمتهم مع غياب للصوت الواعي الحقيقي الذي بامكانه تغيير المعادلة لصالح الشعب ولكن الجميع يتعكز لسبب واهي وهو عدم سماع صوته والاخذ برايه وكأن الامر محاولة ان نجحت يستمر وان فشلت يسكت ولايتابع ويكرر المحاولة اي وصول الاغلب من المثقفين يريدون ان يفرضوا اراءهم بلا نقاش ولا تعب اي يكتبون ويتحدثون بنرجسية عالية وليس من واقع المجتمع وان ظهر كاتب ومثقف حقيقي يحاربونه لانه لم يقرا قصص لعدد من الكتاب الاجانب والروايات والتاريخ لدول العالم ولايحمل شهادة طولها وعرضها بمساحة بيته ,اي ان الامر متعلق بجلوسه بالبيت واكثاره من القراءة والكتابة وليس النزول الى الشارع ومعايشة الشعب همومه ليخرج ناتجه الفكري من الواقع , اين دور المثقف والواعي والمرشد والتجمعات العديدة للمنتديات الفكرية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسة الدينية المحترمة من كل الذي يجري في العراق ومؤامرات المتامرين مستمرة ووجود الاصوات النشاز التي تنادي بالتقسيم والتفرقة والتجزئة ووجود دول متربصة بالبلد تريد دماره مستخدمة بذلك ادوات رخيصة تعمل في الطبقة السياسية العليا كذلك وجود مشروع حقيقي لتخريب البلد وربطه بكانتونات اقليمية مشبوهة , كل هذه المخاطر واغلب مثقفينا نائمون لايرف لهم جفن غير عابئين بالذي يجري بل منشغلين بآخر نشاطات الكتاب العالميين وقراءة الروايات الرومانسية والبوليسية وكأنهم مواطنيين ليسوا بعراقيين ,طبعا مع وجود قلة قليلة من المثقفين والكتاب يعملون بكل اخلاص ويحاولون ايصال صوت الناس الى اعلى طبقة سياسية حاكمة وتعرضوا ايضا جراء هذا الامر الى المضايقات والاعتقالات والقتل احيانا ,هنا اتوجه بسؤال حقيقي هل تنال الشعوب حقوقها بالتمنيات والدعاء ام بالعمل والتضحيات واختيار الناس الوطنيين لقيادة العراق ؟,مع الاسف هناك الكثير من علامات الاستفهام تحوم حول دور المثقفين والطبقة الواعية وسكوتهم عما يجري اليوم في العراق هل امتلات جيوبهم وانتفخت بطونهم واصبحت حركتهم بطيئة بل منعدمة ام ان هناك بصيص امل فيهم بان يؤدوا واجبهم تجاه وطنهم وشعبهم بما يضمن النهوض من واقعنا اليوم الى واقع افضل وحياة اكرم ؟هذا ماسنراه في الايام القادمة .