10 أبريل، 2024 6:35 م
Search
Close this search box.

ماحج الحجيج ولا ضج الضجيج

Facebook
Twitter
LinkedIn
.كان للإمام جعفر الصادق(ع)، تلميذا اسمه علي بن يقطين وكان من تلامذته العلماءأحب علي بن يقطين أن يذهب إلى الحج وقد علم أن الإمام جعفر الصادق(ع) أستاذه، قد سبقه إلى الحج، فجهز نفسه وحمل معه زاده ومتاعه ودراهمه وتوجه الى مكة، فلما وصل إلى ظاهر بغداد وجد امرأة فقيرة ذات أطفال أيتام، فرق لهم قلبه وأعطاهم كل ما معه ورجع إلى بغداد، ولما انتهى موسم الحج ورجع الناس إلى ديارهم جاء رفاقه من الحجاج يزورونه في داره فتعجب منهم
وقال لهم .. : لكني لم أذهب إلى الحج ..
قالوا .. : كيف تقول هذا يا ابن يقطين وقد رأيناك في الحج تطوف حول الكعبة وتسعى بين الصفا والمروة .. أنسيت حين أقمنا في جبل عرفات ..
فتركوه وهم مندهشين من نكرانه، واستمر هو بدهشته من قولهم لأنه لم يذهب إلى الحج، ولما ذهب الناس إلى دار الإمام جعفر الصادق(ع)، يهنئونه بعودته من الحج
ازدادت دهشتهم عندما سألوه عن الحجاج وكثرتهم في ذلك العام ..
فقال عليه السلام : ما اكثر الضجيج وأقل الحجيج ما حججت إلا أنا وناقتي وعلي بن يقطين..
فها هو علي ابن يقطين الذي اثر على نفسه واعطى اموال سفر الحج لسيدة فقيرة تطلب لقمة عيشها من القمامة والكل عرف القصة .. فهل تتخذوه أسوة حسنة ؟!! لم يتخذوه اسوة بل سرقوا قوت الشعب وامواله وسخروها لاصنامهم
وسؤال لكل زعامة سياسية او دينية كم يوجد في عراق الاهات يعيش على القمامة فاقول حج مقبول وسعيا مشكور؟؟؟
فكانت رسالة الامام سلام الله عليه الى الجميع في كل زمان ومكان ليعطينا درسا عظيما ان مايريده القائد النوع لا الكم يريد رجالا لا ذكور للاسف الى الان لم نتعلم من درس الامام عليه السلام فكنا ولازلنا نهتم بالكم والكثرة ونهمل النوع فالظاهر ان العقول مصابة بمرض كثرة السواد ومن ابرز تلك الامراض العقلية
المتدنية للاسف وهي ظاهرة التغرير بالشباب ودعوتهم لزيارة او سفرة مع خدمات نقل واطعمة مجانا والغاية الرئيسية التحشيد لمؤتمر او لزيارة رمز معين وعندها سيتفاجأ الكثير وينزعج بسبب هذه الخدعة الى كل من يقوم بهذه الاعمال اقول لهم ماهكذا تبنى الرجال ولاتشترى بثمن بخس فغاية الكمال النوع وليس الكم .ان كانت غاية الكمال عندكم الوصول الى البرلمان فخذوا الجمل بما حمل لكن لا تستخدموا اكتاف اصحاب الحوائج والفقراء يجب ان يكون هدفكم اسمى وانقى وانظروا في القران الكريم كيف يصف الكثرة وكيف يصف القلة فليس المقياس بالضجيج والصفير والشعارات الفارغة التافهة فالجميع يعرف من هو المسبب لما يحصل للبلد واولهم السياسيين فلا تكونوا دعاة للفاسدين .
مع احترامي واعتزازي لجميع الاصدقاء ان هكذا افعال تثير للشفقة بسبب سذاجة تفكير صاحب الدعوى وسطحية عقله .فأطمئنوا يامسلمين لن نرتقي ابدا مادام هكذا تفكيرنا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب