تحفل الميثولوجيا الانسانيه بصفات متعددة للمنقذ أو المخلص وتختلف شخصيته تبعا للموروث الديني والعقائدي للمجتمعات الانسانيه ونحن لسنا هنا بصدد التعريف بشخصياتهم ولكن نحن بأمس الحاجة لمعرفة حاجتنا لشخصيات أسطوريه تمتلك قدرات خارقه قادر على تغير واقع غير مقنع نعيشه الى مجال مثالي نحلم به وغالبا ما تعبر فكرة المنقذ عن عجز فكري وحركي وقيادي وقصور استراتيجي لإحداث تغيير بوسائل واقعية إنسانية.
لقد أتحفتنا السينما الامريكيه بأفلام عديدة عن المخلص بادوار مختلفة بعضها ذات طابع مدني والأخر ديني وفي كلتا الحالتين نلاحظ بان شخصية المخلص أو المنقذ أو المختار هو شخصية مرتبطة بالفكر اليهودي او الصهيوني وتاريخهما.
ولا اعلم ما الذي حدا ببعض أعضاء دولة القانون لإطلاق لقب المنقذ على السيد نوري المالكي؟ ومن ذا الذي ورطهم وأشار عليهم بهذه ألبدعه؟ هن ذاك الذي شاهد فيلم الماتريكس باجزاءه الاربعه ليخرج على رفاقه في الدعوة ليقول لهم وجدتها … وجدتها وكأنه ارخميدس. ما لذي جمع نيو المختار مع نوري المحتار؟ لنأخذ نبذة عن شخصية نيو في الفلم فهو شخصية ضائعة تتقن برمجة الحاسوب وله نشاطات قرصنة يعتاش منها ويحاول تحسين مستوى معيشته وهناك بقايا مجتمع أنساني واعي(مقاومه) يعيش على هامش العالم بعد ان غزت العالم الآلات الذكية وسيطرت على العالم وجعلته عالما رقميا افتراضيا تتحكم بحياة اغلب الناس التي لا تعرف ماذا يجري.
يتم إقناع نيو بالانضمام إلى المقاومة لإيمانهم به كمنقذ لهم بعد أن أخبرتهم العرافة بذلك ولكن نيو لا يقتنع بأنه هو المنقذ وهناك آخرون يشكون بذلك أيضا لذلك تراه معزولا غير متفاعل مع الفكرة كأنه فاقد للاراده إلا انه و مع التقدم بالإحداث تصبح هذه القناعة قابلة للتصديق أكثر فأكثر مع التدريب الذي يتلقاه نيو وإظهاره قدرات خارقه تضاهي قدرة الآلات. ان ماتريكس نيو مصفوفة رقميه يتم نقل الأحاسيس الروحية الشخص إلى عالم افتراضي كانتقال النائم إثناء الحلم وقيامه بنشاط له انعكاسات حياتيه على جسد الشخص كالموت والحياة والإصابة .
نيو العراقي اقصد السيد نوري المالكي حسب ادعاء بعض إخواننا في حزب الدعوة لا يمتلك من المهارات والصفات التي تجعله مختارا إلا اللهم مختارا لحزب الدعوة وهذا حقهم وكل واحد حر بمختارة . ومع تقدم الإحداث خلال فترتين انتخابيتين لم يستطع ان يعمل أي شيء باتجاه الإنقاذ بل العكس صحيح فقد غرق السيد نوري المالكي في ماتريكسه و عالمه الافتراضي فكون عالما جديدا سماه دولة القانون جمع فيه شتات النفعية وميلشيات و عصابات ماخوره سخر لها غطاء السلطة لتمارس إجرامها ,نعم يمتلك السيد نوري المالكي رئاسة الوزراء التي خلفها له الأصدقاء الأمريكان! والأصدقاء الإيرانيون! (وقد يكون هذا سبب تسميته بالمختار من الأمريكان والإيرانيون) يمتلك جيش وشرطة وقوات امن ويمتلك المخابرات والاستخبارات ويمتلك النفط والوظائف ويمتلك ميلشيات ويمتلك حلفاء متملقين مستعدين أن يلعقوا حذاءه .. لقد اظهر السيد نوري المالكي قدرات في فن المخادعة وشعاره المرفوع ( هو اكو واحد يكدر يكرب منها حتى تنطيها) بعد أن انقلب على جميع شركاءه وبعد أن مكنوه من رقابهم.
إن العوامل المهمة التي لا يملكها نوري المالكي ولن يملكها أبدا هو قناعتنا وإيماننا به وحبنا وقلوبنا لذلك لن يكون إلا محتارا حسورا.