26 نوفمبر، 2024 10:07 ص
Search
Close this search box.

ماتربحه سوريا سيخسره العراق!

ماتربحه سوريا سيخسره العراق!

الازمة السورية ومنذ نشأتها القت بظلالها على العراق والتصقت بشؤونه الداخلية سلبا وايجابا. مايدور هذه الايام في اروقة اللاعبين الكبار وتحديدا روسيا واميركا اذا كان يدعو الى التفاؤل بوجود حل للازمة السورية من خلال حزمة خطوات مترابطة تبدأ بتسليم الحكومة السورية مخزونها الكيماوي تحت اشراف الامم المتحدة وانتهاءا بانتقال سلمي للسلطة، فان اتفاق كهذا يعني دخول العراق على خط “الجهاديين” العائدين او الهاربين من سوريا.
من خلال المتابعة ليس هناك ادنى شك بان السياسة الامريكية لحد اللحظة لاترجح طرفا على اخر وان كانت تقف علانية مع المثلث السعودي-القطري-التركي. السياسة الامريكية هي المستفيد الاكبر من استمرار الاقتتال في سوريا لعدة اعتبارات، اولها ان الضحايا من كل الاطراف هم في النهاية اعداء لامريكا وان تصفية بعضهم للبعض الاخر يعني امان اكبر للولايات المتحدة الامريكية وتعزيز للامن القومي الاسرائيلي في المنطقة. من خلال الازمة السورية عملت الادارة الامريكية على حشر كل من ايران وروسيا في زاوية واحدة كما حشرت المثلث الانف الذكر في زاوية مشابهه. القتلى والشهداء جميعهم في نظر الادارة الامريكية اعداء للشعب الامريكي والمصالح الامريكية ليس في المنطقة فحسب وانما في العالم اجمع. القاعدة، السوريون، حزب الله، هؤلاء جميعهم وغيرهم اعداء لامريكا في النهاية وان تصفية بعضهم البعض من خلال الدعم اللوجستي الخليجي لطرف والايراني للطرف الاخر سيزيح قطعا من على كاهل الادارة الامريكية حملا باهضا ماليا وعسكريتاريا. لذا فان النتيجة في نظر الادارة الامريكية محسومة لصالحها سلفا فكلما طال الوقت وارتفع عدد الضحايا عبرت امريكا واسرائيل منطقة الخطر. لذا فمن المستبعد ان تترك امريكا الغلبة لطرف على طرف اخر لان الغلبة تعني نهاية الحرب الدائرة قبل حصد النتائج المتوخاة. 
اذا مااتجهت المبادرة الروسية باتجاهها المرسوم لها فان العراق اول من سيعاني من تنفيذها ونجاحها وان الاستعداد العراقي لمضاعفاتها لابد ان يكون فوريا. “الجهاديين” او “المجاهدون العرب” اللذين بلا ادنى شك لن تسمح لهم تركيا بدخول اراضيها سيكون الملف الاصعب الذي ستواجهه الادارة الامريكية في سوريا وسيكون التحدي الاكبر لمثلث الاسناد وبالتالي فلن يكون هناك منفذ آمن لخروجهم غير الحدود العراقية السورية التي ستشكل اختبارا حقيقيا للجيش العراقي عامة وادارة محافظة الانبار بشكل خاص. فهل اتخذت الحكومة العراقية وحكومة الانبار استعداداتها لحفظ ارواح العراقيين وامن العراق مما ستؤول اليه الامور؟! سؤال الاجابة عليه في رحم الايام القادمة.
www.zaqorah.com

أحدث المقالات