23 ديسمبر، 2024 6:47 ص

ماتت التظاهرات وعاشت المنطقة الخضراء

ماتت التظاهرات وعاشت المنطقة الخضراء

لا ادري ان كنا نضحك على انفسنا ام نُضحك العالم علينا .. هيا بنا الى المنطقة الخضراء نتنزه قرب ابوابها نهتف باعلى اصواتنا … عاش الزعيم ..مات الزعيمهيا بنا نقتل جذوة ساحة التحرير فهي بعيدة كل البعد عن مبتغى القادة الحكماء .  هيا بنا نطفئ شمعة الثورة المزعومة بالاقتراب من حراس الملك .. هناك سنكون اكثر فائدة للسلاطين .عجبا لشعب لا ينتفض الا باشارة من العمائم .. عجبا لدماء لا تتحرك الا بنبض المتخاصمين على السلطة .. عجبا لمن بداوا تحت شعار الوطنية ـ بعد صمت ابكى الصنم – وسرعان ما انتقلوا  الى الثورة الفراغ الثوري .غير ان السؤال الاهم هنا :هل يحمل المحركون لمشاعر التائهين عقولا  نيرة ام ان الثائرين على انفسهم بلا عقول قط؟ .من يبتعد عن التلفاز والانترنت نحو ساعة صفاء وتفكير يدرك تماما ان  الدواهي القوا بنا الى الهاوية لانهم بلا فهم ولا علم .اذاً الناقمون على انفسهم وليس على الحكام هم من اضاعوا الثورة بين خلجات نفوسهم  قبل ان يفقدوها في الطريق بين ساحة التحرير وبوابة الخضراء ونثروا الامها واحلامها في نهر دجلة من على جانبي جسر الجمهورية وهم يرددون عاش الزعيم ماتت الثورة وليخسئ الثائرون .نحتاج الان الى وزراء  “تكنوقراط ” بدون تخصص ولا كفاءة ترشحهم الاحزاب او يختارهم العبادي من حزبه وهو ما يسعى اليه بالفعل لنبدا الحكاية من جديد … 4 سنوات اخرى من الظلام وقلة الماء والطعام ، والامن رجاء لا يخرج عن مسار الاحلام ،والقضاء على داعش والميليشيات اوهام في اوهام .. بعدها قد تتحرك دماؤنا من جديد في ساحة التحرير ونضيء شمعة تطفئ انوارها  الخضراء من غير ان نقف على ابوابها  باشارة من هنا او تقريع من هناك .هل نحن من ثار في العشرينات؟ .. هل  كان منا ثوار مايس ؟ هل نمتُ بصلة الى ثورة  الخمسينات وحتى الستينات التي يصفها الكثير من العراقيين بثورة الطغاة  .. لا الى هؤلاء ولا الى  هؤلاء .. هواء في شبك  تمر كل المصائب ،لا قائد ولا ثوار ولا هم يحزنون .اعلم ان قلبي الذي يتكلم هنا فان العقل لا يجد تفسيرا مقبولا لكل ما يحدث من تخاذل عن مبدا الثورة .. ولا يقولنّ احد بعد اليوم ان العراق ثائر على الظلم والظالمين ، انما هي ضغوط شعبية يحركها مدعون للسياسة ضد  نظرائهم من ساسة النص ردن على الجانب الاخر .   حتى “القمصان البيض ” ترجلت بمجرد الاعلان عن وعود من المالية الى التعليم العالي بمحاولة توفير اموال المنح ونسخة منه الى طلبة الجامعات والقبض من “دبش “.الثورات لا تنطلق لالغاء قرار ظالم او قانون سقيم  او وزارة ذهبت لهذا الحرامي على حساب ذلك اللص  انما لاقتلاع حكام انهكوا  شعبهم بالف طعنة ونكأوا جراحهم مائة مرة حتى تطايرت دماؤهم تسابق اقدامهم واصواتهم نحو عرش الملك ليرموا به وبحاشيته التي تقارعه على الكرسي  الى مزبلة التاريخ . حينها نقول ان الثورة قامت وغيرت ، حتى اذا وصل  محتال جديد على اكتاف الثائرين الى القمة سيفكر الف مرة قبل ان يعطي ظهره لهم لانه سيدرك تماما ان من اقتلع الظالم من جذروه قادر على ان يرمي به من قمة الجبل بسهولة متناهية .