22 ديسمبر، 2024 9:59 ص

ماتبقى من التراث العراقي مهدد بالأندثار

ماتبقى من التراث العراقي مهدد بالأندثار

التراث الذي يعكس الوجه الحضاري للشعوب ،يتضمن أعمال النحت والرسم، والهياكل الأثرية، والكهوف وما تحتويه من نقوش ورسومات وآثاروالمواقع الأثرية التي بناها الإنسان،فضلا على الأماكن التي تمتلك مظاهر جمالية وتاريخية كالمباني التي تحمل طابعا ثقافيا خاصا يجب الحفاظ عليها وادامتها بشكل مستمر لتبقى شاهدا على التأريخ الحضاري والثقافي وكذلك استثمارها لأغراض اقتصادية كمعالم سياحية يزورها المهتمون بالتراث من السكان المحليين او السياح الاجانب.
كما يعد التراث رمزاً للهوية الوطنية و الإنسانية الخاصة بالشعوب وتعد رمزاً للمعرفة والقدرات التي توصلت لها تلك الشعوب، ويساهم الأرث التراثي في تعزيز الروابط ما بين الماضي والحاضر والمستقبل والتعبير عن الوجه الحضاري واصالة الأمم والشعوب وزيادة التماسك الإجتماعي والمساعدة على تعزيز السلام والمحبة، لذلك تم إنشاء وكالات ومؤسسات دولية مختلفة للحفاظ على التراث ومنها منظمة (اليونسكو) التي تهتم بالتراث لجميع شعوب وأمم العالم.
ولأهمية التراث تم عقد اتفاقية دولية في عام 1972 سميت إتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي وتقوم الدول المتطورة والمهتمة بأرثها التراثي بالترويج للحرف
والمهن التقليدية القديمة من جديد و وضع برامج وخطط خاصة للأعتراف بالحرفيين التقليديين،فضلا على عقد دورات تدريبية لمناقشة خطط العمل الخاصة بالأهتمام والحفاظ على هذه الثروة الوطنية والإنسانية.
في العراق الذي يمتد حضارته لآلاف السنين وله ارث ثقافي وتراثي عظيم،لم يتم الأهتمام بهذا الجانب المهم بالشكل المطلوب ولذلك نرى هناك مئات بل آلاف الاماكن الاثرية اندثرت نتيجة الإهمال والتي تعكس حقب تأريخية قديمة من حضارة وادي الرافدين،وماتزال وزارة الثقافة الجهة المعنية بهذا الامر مقصرة في قضية الحفاظ على الأبنية التراثية في بغداد الحبيبة وبقية المحافظات،كما على الحكومة العراقية وضع تخصيصات سنوية للحفاظ على ماتبقى من التراث العراقي.

 

في بغداد وحدها هناك المئات من الاماكن والمباني القديمة التي كانت تشكل جانبا من الوجه الحضاري لهذه العاصمة العريقة قد اندثرت بفعل الحروب والتفجيرات الأرهابية وبالاخص بعد دخول قوات التحالف الدولي للعراق واليوم هناك مبان تراثية اخرى تنتظر مصيرها المحتوم من دون منقذ نظرا للتقصير الحكومي وغياب الوعي الوطني لهذا الجانب المهم من تأريخ البلاد.

على سبيل المثال لا الحصر بناية ملهى الهلال الواقعة في شارع الرشيد والتي تم انشائها قبل اكثر من قرن آيلة للسقوط نتيجة الأهمال وتعرضها للمتغيرات المناخية والجيولوجية فضلا على انفجار العبوات والسيارات المفخخة قربها بعد 2003 لذلك على وزارة الثقافة ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالتراث القيام بجرد جميع البنايات التراثية في بغداد وجميع المحافظات ووضع برنامج رصين لترميم مايمكن ترميمه واعادة بناء الأبنية الغير قابلة للترميم وذلك بالتعاون مع منظمة (اليونسكو) وبالتعاون مع شركات عالمية متخصصة بهذا المجال.