22 نوفمبر، 2024 8:14 م
Search
Close this search box.

مابين داعش وحزب الدعوة …

مابين داعش وحزب الدعوة …

ما بين داعش وحزب الدَّعوة هدايا ومنافع و مصالح مشتركة كثيرة قد لا تكون واضحة للعيان ، فهذا الحزب ، خلال هذه السَّنوات التي مرت ، لم يفكر بإعادة ترميم مبنى للسينما ، ولا دار لفنون ، ولا تشجيع لأدب وفكر ، يقلل مِن تبعات الأيام الخوالي ، إنما أنطوى على سلفيته ، والسلفية للعِلم غير محتكرة مِن قِبل مذهب دون آخر، إنما هي الأخرى عابرة للمذاهب ، والأديان والقوميات
إن سرعة هدم العراق أرضا وشعبا والتي تبناها هذا الحزب ، تنبيك كم هؤلاء عاجزون عن تخطي ذواتهم ، فصاروا امتداداً بدرجة أشد للحملة الإيمانية التي اطلقها القائد الضرورة سنه 1994 وهم ليسوا أفضل مِن السَّابقين في حملاتهم الإيمانية إنما أشد وأفتك منها ، فقد حلَّت تقاليدهم ونزواتهم الفكرية ، وهذا ما نشأوا عليه ، فكيف نرجو منهم إعادة إعمار سينما أو مسرح أو مركز فنون ، لأنها تنمي عقلاً آخر يتقاطع مع ثقافتهم التي سودوا بها وجه البلاد
قدمت داعش بوجودها وبعملياتها منفعة كبرى لحزب الدَّعوة ممثلاً بنوري المالكي ، ألا وهو تكميم الأفواه ، واعتبار أي تظاهر هو ساحة للإرهاب ، ولا يُكافح الإرهاب إلا بغلق السَّاحات ، لو صدقنا أن ساحات اعتصام المنطقة الغربية تأوي إرهابيين ، فما شأن ساحة التحرير، عندما أتى نوري المالكي بعشائر الاسناد لأسناده شخصيا ضد أي حركة شعبية تنادي بالتغير ومحاسبة المقصرين ، وفعل ما فعله ، لكم أن تحكموا كم قَدم الإرهابيون مِن منافع لحزب الدعوة وقادته ، لذلك نجد أتياعه وهم يقولون : أن التظاهرات تُستغل من قبل القاعدة والبعثيين ، وكيف يطالب النَّاس بحماية ثروات البلاد مِن فسادهم بتلك الشعارات الزائفة والبالية .إن أصرار حزب الدعوة في العراق على أدارة العراق و السيطرة على القرار الشيعي تحول الى كارثة على العراق و على الشيعة أنفسم ، على الرغم من أبداء حزب الدعوة لبعض المرونة بالموافقة على أبعاد المالكي من كرسي و  أستبدالة بالعبادي ، و لكن هذة التغيير الصوري لم يقنع القوى الشيعية و لا باقي القوى العراقية. مما أدى الى نشوب معارضة يصفها البعض بالثورة ضد حزب الدعوة ، و لم ينجح العبادي من خلال الادعاء بالاصلاحات في أقناع القوى الشيعية على بقاء حزب الدعوة في راس سلطة الشيعة وفي العراق عموماً .أن التحجج بداعش و تواجدها على أطراف بغداد و سيطرتها على أجزاء واسعة من العراق قد صار العصا الغليضة التي يلوح بها حزب الدعوه لترهيب اعدائه السياسيين او القوى الشعبية التي بدأت ترفع أصواتها للمطالبه بالتغيير والمحاسبة حيث صار كل شئ يجري بحجة داعش و اي شخص يتحرك أو يكتب ضد السلطة أو والفساد أو السرقات  يتم أتهامه بالتفريط بالامن القومي والعمالة لجهات اجنبية وخارجية وتتم تصفيتهم بحجة ذلك .   
وقد لا يصدق الكثيرون نظرية أن داعش ما كان لها أن تجد لها موطئ قدم على أرض العراق ، وبالأخص في المناطق السنية التي عرفت تاريخيا بأنفتها الوطنية، لولا وجود حزب الدعوة في الحكم. ربما خدمت ظهور داعش التقنية التي اعتمدها حزب الدعوة في تمزيق القيم الوطنية والحط من شأنها، غير أن تلك التقنية ما كان لها أن تكون فتاكة إلى الدرجة التي انتهت إليها لولا انسحاب الجيش العراقي من الموصل والمحافظات الأخرى ليحتلها داعش من غير قتال. وهي مؤامرة أدارها حزب الدعوة بطريقة لا تخلو من الفضائح المذلة.يبدو إننا نتعامل مع نسخة واحدة لكن بصيغ مختلفة ، فداعش والدعوة وجهان لعملة واحدة ، ما يخطط له حزب الدعوة صار واضحا وصريحا في أهدافه المعلنة والمخفية . وهو يتطابق تماما مع ما تريده ايران. فما من شيء اسمه ( العراق ) او الوطن في نخيلتهم اللصوصية المريضة .

أحدث المقالات