18 أبريل، 2024 5:10 م
Search
Close this search box.

مابين حانة ومانة..تتحول الحياة الى جحيم

Facebook
Twitter
LinkedIn

تفرض الظروف على ألأنسان في حقبةٍ معينة من الزمن مباديء قاهرة للعيش ضمن محيط من الخوف والترقب والضياع والحيرة في مواصلة الحياة. يكون ألأنسان لاحول ولاقوة له إلأ الرضوخ لتلك الظروف مهما كانت أو يضطر الى إتخاذ موقف محدد يؤدي به الى الهلاك رغماً عنه. هذا مايحدث للفئات البشرية التي قذفت بها الظروف للعيش في المناطق التي سيطرت عليها – الدولة ألأسلامية- حسب التعريف المحدد الذي جاءت به تلك الفئات المسيطرة على تلك المناطق . حينما قرأتُ موضوعاً هنا في – كتابات- عن ذلك الرجل المسن الذي اجبرته القوة المسيطرة على منطقتة كي يتكلم بكلام قاسٍ ضد القوات الحكومية التي إستنفرت كل قواها لتحرير تلك المناطق – إمتثل للأمر وراح يتحدث بكلام بذيء عن القوات الحكومية  وحينما تمكنت القوات الحكومية من السيطرة مرة أخرى على ألأوضاع كان الرجل المسن مرتبكاً لايعرف ماذا يقول سوى – أنه كان مجبوراً على قول ذلك الشيء- ولكن لو عادت القوات ألأخرى التي كانت تسيطر على المنطقة التي يسكن فيها ماذا سيقول لهم؟ حقاً ان هذا الوضع مزري يجعل ألأنسان يتقلب مابين – حانة ومانة – كما يقول المثل. يُذكرني هذا المشهد بمشاهد افلام كثيرة تتحدث عن الحروب وألأسرى وما يحدث من محاربات نفسية تجاه ألأسرى على نطاق متشعب يكون فيها ألأسير يتقلب بين الرغبة الداخلية الكبيرة للبقاء مخلصاً لوطنة والمباديء التي تربى عليها هناك في بلدهِ قبل ألأسر والحالة الجديدة التي يعيش فيها بقسوة ومعاناة نفسية ليس لها قرار . قد يقع تحت التعذيب المستمر لقول شيء معين يرفضهُ في قرارة نفسة ويعتبره شيئاً مخلاً بالشرف إلا ان قساوة التعذيب تفرض عليه حالة جديدة من التلفظ باي شيء يُطلب منه. هنا يظهر السؤال الكبير ” هل يُعتبر هذا الشخص أو ذاك قد إنخرط في صفوف التجسس ضد بلدهِ , أو تحول من حالة ألأخلاص- حسب إعتقادة – الى حالة ألأنسلاخ من مبادئه وراح الى الطرف ألأخر ؟ هل سيعتبر مجرماً من الدرجة ألأولى لأنه أفشى اسرار كان قد إعترف بها تحت وطأة التعذيب الشديد, أم أن الظرف القاسِ كان يمنحه الحق في الدفاع عن نفسهِ بهذه الطريقة التي توفر له الحياة ؟ هذه الحالة تشبة آلاف الحالات التي تعرض فيها بعض المتهمين الى ألأعتراف بأشياء لم يكونوا قد فعلوها إلا أن ألم التعذيب المستمر دفعهم لقول أي شيء للتخلص من السياط اللاذعة التي كانت تنهال على جلودهم كل ساعات الليل والنهار. أتمنى أن يؤخذ هذا بنظر ألأعتبار من جانب كافة ألأطراف المتنازعة كي لايكون ألأنسان المسكين يتقلب مابين- حانة ومانة وتتحول حياتة الى جحيم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب