19 ديسمبر، 2024 12:44 ص

مابين بغلة عمر وجثة ايلان

مابين بغلة عمر وجثة ايلان

كأن سيدنا عمر بن الخطاب كان يعلم ان الامر لن يقتصرعلى بغلة نعثر فى ارض العراق وغيرها من بلاد العرب؟ حينما اطلق قولته المشهورة(لو عثرت بغلة فى العراق لخفت ان يحاسبنى الله عليها ولسالنى لم لم تعبد لها الطريق ياعمر؟؟؟) . كأن عمرا تنبأ بما يجري اليوم بعد مئات السنين في بلاد العرب المنكوبه بشرذمة من حكام الصدفة والوراثة والقبلية؟.حينما يتحول البلد السجن كبير يرتع فيه اعتى المجرمون , حينما يصير البلد غابة لاتخضع سوى لقانون القوى ياكل الضعيف, حينما يكون الوطن على موعد مع الموت المفاجئ بالجمله يحصد ارواح بريئة لاجرم لها غير انها تعيش فى هذا الوطن؟
ان وطنا لا يحفظ كرامة اولاده ويوفر فرص العيش الكريمة لهم لايستحق ان يسمى وطنا؟
كأن عمر كان يعلم ان حفنة من السراق والقتلة سينهبون حياة واموال الناس فى البلدان العربية التى اعزها الله بالاسلام فاطلق جرس الانذار الشهير محذرا ان حتى تلك البغلة البسيطة لها حقوق على من تولى امر الناس فكيف بحقوق الناس انفسهم؟
كان عمر يعلم ان هناك من سياتى ليلطخ تارخنا ويوفر فرص الموت بالمجان لنا ولايراعى فينا الا ولاذمة.
عمر خشي على نفسه من عقاب رب العزة بسبب بغلة قد تعثر فى غير البلاد التى يسكنها ولم نجد نحن من يخاف علينا من عثرات الزمن وفواجعه ,بل وجدنا من يتاجر بارواحنا ودمائنا دون خجل ودون ادنى حياء.
عمر كتب الى حكام الاقاليم ان احسنوا للناس واقيموا العدل وانشروا الاخلاق دون ان تكسبوا درهما واحدا من الحرام بل ضرب ابن الاكرمين ابن عمر بن العاص حينما اساء لواحد من المصريين كان يجاريه فى سباق الخيل؟ ونهر عمر بن العاص وصاح بوجهه لولا انت لما اساء ولدك؟
عمركتب للقضاة كلاما صار دستورا لكل قاض يحرص على سمعته ودينه وحذرهم ان يسيئوا لواحد من الناس ولو بحرف وارسل من يراقب اداء الحكام والقضاة على حدسواء.
لو كان فينا من يخافنا فى الله لما هام الناس على وجوههم بحثا عن ملاذ امن فى دول توصف من منظرينا بانها دول كافرة؟؟ لكنها فتحت ابوابها خوفا على سمعتها وحرصا منها على انسانيتها التى ضاعت عندنا وسحقها حكامنا باحذيتهم البراقة؟.
صارت اوطاننا العربية رمزا للظلم والطغيان واصبحت دول اوربا رمزا للانسانية ومقصدا للحرية والعدل في تناقض غريب مريب.
لقد استوعب الغرب كل ماجاء به الاسلام الحنيف من روح المساواة والعدل واشاعة احترام الاخر وادركنا الان لم منع عمر الناس ان يصلوا فى كنيسة بيت المقدس حينما دخلها بطلب من اهلها النصارى حتى لا يحولها المسلمون الى جامع وفهمنا درسك ياعمر لم اعطيت اهل المسيح كل الحرية فى اقامة شعائرهم وامنتهم على انفسهم واموالهم؟
لكن لم يدر بخلد عمر ان ياتي يوم يفر فيه االناس الى بلدان بعيدة وكابدوا ماكابدوا فى طريقهم بينما بلادهم العربية القريبة توصد بوجوههم ابوابها وكانها عمياء صماء لا تر غير مايريد الحاكم الظالم ان يراه؟
لم يدر بخلد عمر ان توصد مكة والمدينة وماحولها من مدن عريقة الباب بوجه المظلومين والمشردين وكانها لا تعنيها قضيتهم الانسانية . لقد ضاعت جثثنا فى البحر ياعمر حتى البحر رأف بحال اطفالنا ورفض ان يشارك في الجريمة ودفع بجثث مشردينا الى اليابسة كحال ايلان الذي صرخت جثته الغضة بوجه طغيان الحكام وجبروتهم لكن اسمعت لو ناديت حيا؟
لم يدر بخلد عمر ان اقرب الظلم ظلم ذوي القربى؟ ياعمر عدلت فامنت فنمت بينما هم ظلموا و جحدوا وطغوا وافسدوا وسرقوا وضيعوا شعوبا بكاملها دون رحمة فلا نامت اعين الجبناء. كان لعمر قاضيا عادلا تقيا عالما لاتاخذه في الله لومة لائم حتى ان عمر قال لولا علي لهلك عمر فمن اين ناتي بعمر ومن ياتينا بعلي رضوان الله عليهما, ليتنا في نظر حكامنا كالبغلة في نظر عمر؟؟