جميع العراقيين يتذكرون سيارة البرازيلي في فترة الثمانينات وحتى الاحتلال وكيف كانت لها صولات وجولات في الشارع العراقي بعدما غزته بقوة,ودخلت البرازيلي السوق العراقي حين فرضت من قبل البرازيل مع صفقة السلاح التي اضطر العراق إلى القبول بها وهو يخوض حربه مع إيران, تم توزيعها إلى نواب الضباط من منتسبي الجيش العراقي, بذلك أصبحت البرازيلي بطلة الشارع وبدون منازع وبما إن اغلب هؤلاء لا يعرفون قيادة السيارات ولم تكن لديهم إجازات سوق لذا كثرت الحوادث في الشارع وأصبح كل حادث يحصل أصابع الاتهام مباشرة تشير إلى البرازيلي, ومن النوادر التي كانت تتداول بين العراقيين إن حادث سير حصل بين سيارة “بيك آب” وسيارة “كرونا” وما أن حضر ضابط المرور حتى سأل عن سائق البرازيلي. هذه الحادثة تذكرنا اليوم بما يحصل في العراق وما حصل بالأيام الأخيرة عندما اصدر مجلس الوزراء قرارا بإلغاء الحصة التموينية وبدأت الجهات الإعلامية تتناقل التصريحات لهذا المسؤول وذاك, الجميع يوجهون أصابع الاتهام إلى السيد المالكي باعتباره رئيس الحكومة وهووحده من يتحمل المسؤولية عن أي قرار يتخذ, ليس دفاعاً عن المالكي وهو ليس بحاجة للدفاع عنه يحتاج لا مني ولا من غيري, ولكن إذا نظرنا إلى ما حدث من زاوية أخرى فان من قدم الاقتراح هو وزير التجارة وهو كردي من التحالف الكردستاني ومجلس الوزراء صوت عليه بالإجماع , وبما إن المجلس يضم كافة الكتل السياسية المشاركة بالحكومة وفق مبدأ الشراكة الوطنية” أي اقتسام الكعكة”, فالمضحك في الأمر والمبكي في نفس الوقت نجد إن التحالف الكردستاني يطالب بإلغاء القرار وكذلك السيد مقتدى الصدر الذي ظهر علينا بتصريح ويتبرأ من القرار, ويقول إن وزرائه صوتوا على القرار بدون الرجوع إليه ولا علم له, إلى متى يستمر السيد مقتدى بالضحك على الشعب العراقي من خلال مواقفه المتذبذبة, بين لحظة وأخرى يتحول من رافض إلى مؤيد لقرار ما والعكس أيضا. وكأن الشعب العراقي أصبح لعبة بين المتطفلين والانتهازيين ما أن يصدر أي قرار وبعدما يتفقون عليها خلف الكواليس, حتى تظهر لنا أصوات النشاز من هنا وهناك من البرلمانيين وبمرافقة بعض العدادات المتخصصات للطم والعويل, ويتخذون من وسائل الإعلام منبرا للإظهار العضلات ويتباكون على الشعب وما هي إلا وسيلة لتحقيق مآربهم وهي وسيلة ضحك على المواطنين, اليوم نشاهد إن جميع السياسيين يتبرؤون من هذا القرار وكان المالكي وحده قد اتخذه, إذا كان فعلاً إن السيد المالكي هو صاحب القرار لماذا اتخذ بالإجماع من قبل جميع الوزراء وهم يمثلون كل الكتل السياسية والجميع يتحمل المسؤولية وبدون استثناء” وقفة مع قوله تعالى ( وقفوهم إنهم مسؤولون ),على رئيس الحكومة أن يتحمل تبعات هذا القرار ان يدفع ضريبة السؤال الذي يطرح نفسه ألان هل أصبح السيد المالكي برازيلي “ذيج السنة”