((الضمير)) هو الحد الأعلى الذي يحكم أخلاقيات الانسان لأنه يحكم على النية والفكر وحتى على مشاعر القلب الداخلية ..أنه أقوى محكمة في العالم ,ما قيمة أن يمتلك المرء أكبر الشهادات العلمية ومن أرقى الجامعات لكنة لايمتلك ضمير يراقب سلوكه وفعله ؟. أما ((القانون )) هو الحد الأدني الذي يحكم أخلاقيات الانسان لأنه يحكم على الاعمال التي لها مدلول مادي يثبتها ,ما أسهل ان يقوم الإنسان بارتكاب جريمته ويتوارى عن الانظار ؟,ما أسهل أن يفسر القانون تفسير رديئاً لصالح المفسر لخللٍ ذاتي يحيط به ؟أو يفسره وفق رغباته وأهوائه الشخصية المريضة …بعث الله المصلحين للأرض لبناء وصناعة الضمير في النفس فهوحجة على سلوك الناس في أفعالهم وسلوكياتهم مع بعضهم البعض ,لن تنفع الاموال والعطاء الزائد في وقف جماح المسيء فالوثة متأصلة في جذوره ونبيانه القيمي ,أستبدال المسيء بالحسن هو حل صائب ,وليس تركه يفعل ما يشاء ويحلو له ,فأننا سمنح الجرأة لأن يرتكب فعلٍ أكبر أساءة وضرر بمصالح الناس ومقدراتهم ,ويكون الضرر أكثر وقعاً إذا كان في موقع المسؤولية فأنه سيأتي بإمعات طفيلين يجدون له المخارج والحلول التي تتلائم مع توجهاته المنحرفة,أن ظاهرة التلاعب بالقوانين وأيجاد مخارج للمفسد منح الاخرين بعدم الاكتراث بالشعور للمسوؤلية الملقاة على عاتقهم وتحولت حوائج الناس للمساومة على قضائها على الرغم أن معاملاتهم قانونية وصحيحة ومستكملة لكافة الاجراءات وسليمة ,الا أن اصحاب النفوس الخبيثة يقايضونهم مقابل المال أو شيء آخر يطلبونه منهم ,الشبكات العنكبوتية التي نسجها الفاسدون ثم تحولت للوبيات داخل أروقة المؤسسات والوزارات ,القضاء عليها يمكن بأحداث ثورة جذرية تقتلع المفسدين من جذروهم والأتيان بمخلصين لديهم واعز أخلاقي وإنساني ووطني في التعامل بالأمور الموكلة أليهم , يُحكى أن الخليفة العباس المهدي كانت لديه هواية تربية الطيور وهذا الموضوع سبب له حرج بين المسلمين حتى أنه كان لديه (كنج للطيور) في سطح القصر بتعبيرنا الدارج ،فطلب حلاً لذلك فجيء بأحد الوعاظ فصنع له حديث عن النبي (ص) يوجب تربية الطيور وفيها محاسن وستدخله الجنة ،المهدي ضحك فسألوه ما يضحكك قال لهم : أنه يكذب علينا بحديثه .
فقالوا له : الموجودين بمجلسه لماذا لم توقفه ؟
فقال لهم : أن مثل هذا الواعظ علينا ضمه لنا ليكون لنا عين تنقل لنا أخبار من نريدهم فضلا عن صناعته ﻷحاديث وهمية تبرر سلوكياتنا وأفعالنا بين الأمة التي ولينا عليها يقول سيد الحكمة والصبر الإمام علي (ع).{أتقوا معاصي الله في الخلوات فأن الشاهد هو الحاكم }يتحدث الإمام عن الضمير وهو أقوى وأعدل محكمة في العالم ,فهو يحاسب ويقوم مسار الانسان ويردعه ليمنعه من الانحراف والوقوع في الخطأ ,قوة الضمير وفاعلية عمله تأتي من الصدق مع ذاته بخطاب واحد تنتهجها النفس لا خطابين متأرجحاً مابين الابيض والاسود ,فعندما يكون الصدق سلوكاً لفعل الخير وأياً كان عنوانه تكون النجاة طريقا ﻷراحة الضمير ….