22 ديسمبر، 2024 11:29 م

مابين ” البطانية ” سابقاً و” السبيس والمحّولة ” حالياً …إنتخبونا …!

مابين ” البطانية ” سابقاً و” السبيس والمحّولة ” حالياً …إنتخبونا …!

تحت شعار”حادلتكم على يمينكم وسبيسكم على يساركم ” , يتسارع مرشحو مجالس المحافظات لكسب ود الشارع العراقي وخاصة الاحياء الزراعية والفقيرة في العاصمة بغداد والمحافظات , رغم طروحات بعض الشخصيات والمراجع بضرورة تأجيل تلك الانتخابات بسبب الظروف المحلية والاقليمية والدولية, وعلى مايبدو ان النيل من عضوية مجالس المحافظات والجلوس على ” كرسي الحلاق ” الذي لا يدوم على مبدأ ” لو دامت لغيرك لما وصلت اليك ” , كلنا يعرف سر السبيس والتبليط والمحّولة وعلاقتها بالنائب او عضو مجلس المحافظة , وهي لا تمت بصلة الى نظام الانتخابات او ما أقره الدستور العراقي في الترويج والاعلان والدعاية الانتخابية للمرشحين , يشعر الموطن العراقي عبر سنينه المنصرمة طيلة الـ “20” عام الفائتة مع الطبقة الحاكمة واحزاب السلطة المتنفذة , حيث أنه طوال تلك السنوات , لم تزرع تلك الطبقلات الحاكمة سوى اليأس والتذمر , والاسوء في نفوس الشعب , حتى باتوا يرون الحق الطبيعي لهم انجاز عظيم من الصحة المتهالكة إلى التعليم , مروراً باكساء الشوارع بالسبيس والاسفلت, ولانه عبارة عن مادة تعتبر من نفايات تكرير النفط وهو رخيص الثمن جداً, وبما انه قد انطلق ” السباق الانتخابي” اعتباراً من الاول من تشرين ثان الحالي , حيث يطرح ويتسابق وينشط المرشحون , بإطلاق الوعود لتلك الطبقات الفقيرة , في فرش السبيس وتعبيد بعض الطرق المتهالكة وتوفير محولات الكهرباء لبعض احياء العاصمة الزراعية في اطراف بغداد , بل وصل الحال الى وعود الآلاف من المواطنين بالتسجيل على الرعاية الاجتماعية والتعيين , وهو ليس سلطة تشريعية أوحكومة وينتظر المواطن الأمل في تلك الوعود الزائفة , كما وصفها الشاعر قائلاً ” أعلّل النفس بِالآمال أرقَبُها… ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل” , وبهذه الوعود التي سئم منها المواطن العراقي , والتي تلامس احتياجاته اليومية المهمة في الخدمات والبنى التحتية وخاصة الكهرباء والماء والصحة والتعليم والبطاقة الغذائية والسكن , وبدورنا كصحفيين واعلاميين ومحللين ونقاد , نود ان نوضح بان تلك الوعود والخدمات هي من اختصاص السلطة التشريعية اي “الحكومة ” وليس من اختصاص عضو مجلس المحافظة او عضو البرلمان , وبعيدة بعد السماء عن الارض عن اختصاصات هؤلاء المرشحين, حيث يرى الشارع العراقي من خلال معايشته وتجربته المريرة على طوال تلك السنين , بان تلك الوعود في اصلاح البنى التحتية ومتطلبات المواطن العراقي في العيش الرغيد وتوفير ابسط الخدمات في ظل تهالك البنى التحتية لا نجدها الا مع قرب موسم انتخابات مجالس المحافظات او انتخابات البرلمان العراقي , وهي لا تتعدى سوى اطلاق وعود وانجازات كاذبة لاصحة لوجودها على ارض الواقع , وعلى السلطتين التشريعية ومفوضية الانتخابات برصد تلك المخالفات الدستورية , ومحاسبة المرشحين من هكذا نوع وحرمانهم من حق التمتع بالترشيح وشمولهم بالقصاص العادل لارتكابهم التضليل والخداع , وتوظيف البعض منهم لمؤسسات الدولة التي يعملون بها لترويج وتسخير حملاتهم الدعائية في خرق فاضح لقانون المفوضية “المستقلة” للانتخابات , وحتى تصل في بعض الحالات الى النصب والاحتيال وهي جريمة يحاسب عليها القانون العراقي, ولا تخلوا جعبة بعض هؤلاء المرشحين من المصطلحات الانسانية والتربوية وخدمة المواطن وتحسين البنى التحتية , وهي محاولات موسمية تنتهي وتزول بعد انتهاء فترة الترشيح والفوز بتلك المقاعد , وقد لوحظ في هذه الفترة التي تسبق موعد انتخابات مجالس المحافظات في أواخر شهر كانون الاول من هذه السنة ضمن حملة الترويج الاعلاني , يتطلب على اغلب المرشحين على ابتكارات موضة جديدة وابتكار حديث عما كانت عليه في الانتخابات السابقة في الحصول على “صوبة او جولة او بطانية “اثناء كسب صوت الفقراء آنذاك ,فتحولت تلك المغريات البسيطة الى ضالتهم المضحكة في “المحّولة الكهربائية والسبيس والزفت ” بالاعتماد في علاقاتهم على الدوائر الخدمية والبلديات , ولا ننكر ان بعض المرشحين قد تعلوهم روح الوطنية الخالصة لتمتعهم بالاصالة والعفة والنزاهة , وهم الجادين للعمل على مايصبوا اليه المواطن العراقي وخاصة الطبقات الفقيرة والاحياء السكنية الزراعية التي انشأت حديثاً بسبب ارتفاع اسعار اراضي الطابو وعقارات الدولة المستعصية في شراءها من قبل تلك الطبقات المسحوقة , فاصواتكم ايها الشرفاء أغلى من ” السبيس ومحولة الكهرباء والزفت ” صوتكم صوت العراق وصوت الفقراء والمظلومين , فأعطوه لمن يستحق ومن الله التوفيق والسداد .