عندما سألوا جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل السابقة من أن المسلمين سينتصرون على اليهود في النهاية حسب عقيدتهم عند إقتراب الساعة ، “قالت لهم: نعم أعرف ذلك ولكن ليس هؤلاء المسلمين الذين نراهم اليوم”.
أحمق وساذج كل من يظن أن تهاوي القيم وإنهيار التعليم وتفتيت منظومة الأخلاق هي أعمال غير مقصودة أو أفعال بريئة، ومغفل ولا يفقه شيئاً من يظن أن دوي المدافع وأصوات الدبابات باتت هي من تحتل الشعوب وتحقق الأنتصارات.
في مقولة لأحدهم: “أنك إذا أردت أن تهدم أمة فعليك بهدم الأسرة ثم التعليم وإنتهاءً بأسقاط القدوة”.
قد يتهمنا البعض بأننا نتحدث عن نظرية مؤامرة لطالما تكرر ترديدها ولكن ألف سؤال وسؤال يتوجب على المتشككين الإجابة عليه قبل توجيه الإتهام.
يقول مُنظّرون في استراتيجيات الغرف المظلمة أن تدمير الشعوب واحتلالها واخضاعها أصبح أكثر حداثة وتطوراً من السابق وبات النصر يتحقق من خلال مراحل يمكن تحديدها لتدمير أي بلد يُراد احتلاله تبدأ بالمرحلة الأولى وهي مرحلة تذويب الأخلاق وتُقدّر فترتها الزمنية مابين (12-18) سنة وهي فترة كافية لتكوين جيل جديد يستوعب المتغيرات الأخلاقية والسلوكيات الدخيلة وتُحدد هذه المرحلة بهذه المساحة الزمنية لأنها المدة الكافية لتنشأة وولادة جيل جديد يتعلم ويدرس السلوكيات المبتذلة والأخلاق البديلة والتي يُراد توطينها في المجتمع وتكون مغايرة وبديلة عن الأخلاق والأصالة التي عهدها المجتمع ولتنتج بعد ذلك شخصيات مجتمعية على مقاس معين ونمط أخلاقي مُنحل من شأنه أن يهدم المجتمع وينسف هويته بقادم الأيام وتكون المحصلة الأستهزاء بالدين والسخرية منه وإنتشار الإلحاد والشعوذة والدجل وتلميع صور من يُنادون بأستبدال القيم الأصيلة بعقائد باطنية مُنحرفة تُساهم في تشتيت إنتباه الناس وإفساد تعليمهم والعبث بالنسق الأجتماعي وإضعاف الولاء للوطن وإيجاد رموز سياسية هامشية لم تكن معروفة سابقاً ولاتُحظى بقبول الناس ولكنها تجد الدعم الكافي والمطلوب من الذي يحرك خيوط هذه اللعبة سراً.
ثم تنتقل هذه الى المرحلة الثانية وهي مرحلة الإخلال بالإستقرار المجتمعي وهي مرحلة تتراوح مابين (2-4) سنوات ويتم فيها إذكاء النعرات الطائفية والحروب وإيجاد أعداء لإشغال المجتمع بهم وتسطيح فكرهم وإلغاء فكرة البناء والإعمار والأنتاج لتحل محلها سفاسف الأمور والجري وراء الموضة والكماليات وإنتشار المخدرات والفساد بأنواعه. ويتم البحث في هذه المرحلة عن مندسين من أصحاب الأجندات المشبوهة والمطامع الشخصية من أصحاب عقائد منافرة ومغايرة لعقيدة البلد ومن عملاء دول معادية يمكن تجنيدهم بطرق غير ملحوظة لجرّالبلد الى مرحلة ماتسمى (الفوضى) وهي مرحلة تستمر عدة أشهر تنتج فيها أزمات سياسية وإنفلات أمني ودخول البلد في نفق مظلم أو حرب أهلية تؤدي الى المرحلة الرابعة وهي مرحلة تقديم شخصيات ضعيفة ومهزوزة تُدين بالولاء الى العدو ولها أجندات تمتد الى خارج الحدود لا يجمعها أي رابط مع الوطن.
ويختتم هؤلاء المُنظّرون هذا السيناريو بنصيحة لمن يُريد إيقافه تتضمن البدء بتدارك إنهيار المنظومة الأخلاقية من خلال تظافر جهود جميع أصحاب الشأن وأن لا يتم إضاعة الجهد والوقت والمال في البحث عمّن يُحرك هذه اللعبة سراً لأن هذا أمر صعب ومُكلف حسب إعتقادهم ولكن يمكن البدء بمحاولة إعادة المجتمع الى ماكان عليه في السابق والتذكير بتاريخه وقيمه وربما يكون الدين هو الرابط الأساسي لهذا المجتمع مع بعضه وأن يكون لبناء البشر الأفضلية قبل بناء الحجر.
يقول أحد قادة الماسونية “كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية مالا يفعله ألف مدفع ودبابة، فأغرقوها في حب المادة والشهوات”. فهل نحن غارقون فعلاً أم بدأنا نغرق بين الكؤوس والغواني…؟.