18 ديسمبر، 2024 8:14 م

مابين استفتاء بارزاني ، ومدرسة الخميني في الموصل

مابين استفتاء بارزاني ، ومدرسة الخميني في الموصل

عندما وقف معظم العراقيين الأصلاء وما زالوا ، سواء كانوا عربا ام اكرادا ، موقفا قويا حاسما حازما امام تمثيلية استفتاء البارزاني ومحاولة (خمط) دولة لهم من تاريخ العراق .. لم يكن يعني ذلك أنهم ارتضوا استبدال الرعونة الكردية بالخبث الأيراني وتدخله السافر في شؤون عراقنا المستباح لكي يكونوا لنا عونا في وئد أحلام الكرد الخيالية .. فايران لها مصالحها الأستراتيجية في رفض دولة كردية في العراق كما هي تركيا وسوريا ايضا ، ولأنهم يعلمون أن ابواب جهنم ستفتح عليهم في حالة غضوا النظر عن أطماع الكرد العراقيين .
لكن بعض التابعين ، وما أكثرهم في عراقنا الجديد قد عقدوا العزم على تسييس موضوع رفض الأستفتاء وتجييره الى قوى خبيثة كان لها الدور الأساس وما زال في نشر الطائفية المذهبية والسياسية والعرقية ، ونشر الفساد وتدمير البلد .. وأول تلك القوى هي ايران والمجاميع التي تواليها في العراق .. معظم قيادات تلك المجاميع كانوا قد شنفوا آذاننا بأن طرد داعش والقضاء عليه لا يكفي وانما على الجميع ان يعالج أسباب ظهور داعش واحتلاله للموصل وصلاح الدين والأنبار .. وهاهو كذب هؤلاء الطائفيين التابعين يفضحهم بعد سويعات من تحرير الموصل .. بعد أن افتتحوا أول مدرسة في الموصل بأسم مدرسة (الخميني) .. تخيلوا اي عاقل يفتح مدرسة في ام الرماح بهذا الأسم ؟؟ .. معظمنا يتعجب من هؤلاء ، ويتعجب أكثر من تأثير نعال المرشد على أهوائهم وتطلعاتهم .
الغريب هو سكوت سياسيونا المقيت على مثل هكذا مصائب قد تعيد العراق الى المربع الأول بسرعة كبيرة قد لا يتوقعها أكبر المحللين الأستراتيجيين .. الأغرب من كل ذلك أن معظم الطيف السياسي العراقي من الذين يعملون بأمرة ايران او ممن يقفون بالضد منها ، لم يستطيعوا أن يقيموا علاقة متوازنة معها يضعون فيها مصالح العراق كأسبقية أولى .. وكلنا كنا نشاهد قبل الحرب في سوريا كيف كان النظام السوري يدير دولة مدنية مؤسساتية رغم علاقته وحلفه الأستراتيجي مع ايران ، ولم تستطيع ايران ان تغير توجهات نظام بشار لكي تجعله نظام ثيوقراطيا كما يحصل عندنا .. فلماذا نحن فاشلون بكل شيء .. أم ان التحالف الوطني الذي يحكم العراق منذ بداية الأحتلال كان قد عقد العزم على أن تكون بلادنا محافظة ايرانية رغم أنف الجميع .

المؤسف جدا أن سياسيوا الممانعة (ممانعة المرشد) قد انجرفوا ايضا الى هوى الولي الفقيه .. وليس اياد علاوي اولهم .. بعد أن ظهرت كل المؤشرات واشارت الى تقارب كبير (خفي) بين علاوي ومكتب المرشد تمهيدا للأنتخابات القادمة بعد أن ايقن جنابه كما هم رفاقه ان طريق كرسي العراق يمر من مكتب المرشد.
حتما سيأتي الوقت القريب لكي يقف العراقيين موقفا قويا امام لعب ايران بمقدرات هذا البلد ، وسيكون موقفهم بالتأكيد اقوى من موقفهم الآني ضد الأستفتاء .. لعن الله كرسي العراق ولعن تأثيره السحري الأسود على كل سياسي جلس عليه او اقترب منه ، وتحوّل بسرعة غريبة الى تابع ذليل يدوس كل يوم على عراقيته وعلى عروبته وعلى مستقبل وتطلعات اجياله الحاضرة والقادمة .