7 أبريل، 2024 9:33 ص
Search
Close this search box.

مابعد وقبل العبّارة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحملة التي تشمل محافظة نينوى بملاحقة الفاسدين ، ينبغي تطويرها سريعا لتشمل بقية المحافظات قبل ان يستفيد الفاسدون من الوقت لترتيب أمورهم ..أم ننتظر فاجعة جديدة لنقوم بما ينبغي !!
وهي فرصة جديدة أمام السيد عبد المهدي ليصّعد وتائر محاربة الفساد والفاسدين ، جو شعبي متحمس وبرلمان تحت الضغط الشعبي وحكومة تحتاج الى إنجاز ..البيروقراطية في محاربة الفساد أكبر داعم له !!
وقبل هذا وذاك علينا أن نجيب على السؤال التالي :
هل سقط محافظ نينوى العاكوب بسبب فجيعة العبّارة التي أدمت قلوب العراقيين ؟
نعم كان ثمن سقوطه غالياً ومكلفاً ، وما كان لتقرير “تقصي الحقائق ” عن نينوى أن يسقطه حتى لو قدمت اللجنة التي أعدته الأدلة والشواهد والمعطيات الواقعية بالأوراق والشهود والوثائق ..
والدليل إن التقرير تم اجتزاؤه وتقديم ” الممكن ” منه كتوصيات غير ملزمة من مجلس النواب الموقر إلى الحكومة الأكثر وقاراً !!
هكذا كتب علينا أو كتبوه لنا في العراق، أن ندفع الأثمان الغالية لإزاحة فاسد أو تهريبه أو مكافأته على طريقة طبقتنا السياسية الفاسدة #دون أي تلكؤ في إستخدام المفردة أو الحذر منها ..
كم عبّارة مرّت على هذا العراق وإبتلعتها ذاكرة وصفقات هذه الطبقة الموبوءة بالأمراض المستدامة والمستوطنة ..
العبّارات لنا# والوطن لهم !
فجيعة سبايكر ..
كارثة الكرادة ..
مأساة مقتل الجنود في إجازاتهم ..
سقوط المحافظات ..
تهريب ثروة البلاد ..
مديونية السبعين مليار دولار ..
تزوير الإنتخابات ..
بيع البلاد خردة باتفاقات إعادة أخطاء الماضي ..
تسمم وتسميم أهل البصرة ..
المفقودين والمغيبين ..
النازحون على طول البلاد وعرضها ..
ذاكرة مزدحمة بالعبّارات العراقية تمر مرور الكرام على شعب يئن من وطأة جور طبقة سياسية فاسدة قادت البلاد إلى كل دروب الهلاك وهي ترفع شعارات التغيير والإصلاح والفتح المبين وبناء دولة القانون وولادة القرار العراقي والمشاريع التي تزدحم على بوابات مفوضية الإنتخابات !!
كارثة عبّارة الموصل أعادت نبش الذاكرة العراقية لينفتح الجرح العراقي المستدام على الكوارث المنسية أو التي أريد لها أن تنام على سرير النسيان كموت سريري ينقذ “ضمائر” المسؤولين من لعنة الذكرى والتذكير !!
قبل العبّارة واثنائها وبعدها أيضاً ستبقى هذه الطبقة السياسية منبعاً وأرضاً خصبة وبطناً ولوداً لعبّارات لن ننجو منها على الإطلاق ..
عبّارة تلد عبّارة وتسلم مصائرنا لعبّارات قادمات ، ومع ذلك ومن فرط غبائنا ، مازلنا نطالب أولي الأمر منّا بمحاربة الفساد والفاسدين والإصلاح كما فعلت أنا في بداية هذه المقالة !!
نعم ..كم نادينا بـ” جمعه وره جمعه والفاسد نطرده ” ، فما كان من ساحات التحرير إلا أن تغلق أبوابها بعد أن بحّت أصوات الجميع ومنها المرجعية ، فيما تبوأ ، كما يقول عادل إمام ، الفاسدون والمفسدون المناصب بعد إنتخابات “نزيهة ” سيذكرها التأريخ بحروف من فحم !!
أكنا متشائمين أو متفائلين ، إلا إن الحقيقة التي ينبغي أن لاندفن رؤوسنا في الرمال حتى لانتلمسها..هي :
هذه الطبقة السياسية عاجزة عن التغيير وقادرة على إنتاج المزيد من العبّارات لهذا الشعب !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب