22 نوفمبر، 2024 9:16 م
Search
Close this search box.

مابعد معرکة الموصل

مابعد معرکة الموصل

معرکة الموصل التي شهدت آخر فصولها و تأذن بالقضاء على نفوذ تنظيم داعش الارهابي الذي إستولى على هذه المدينة و مناطق أخرى واسعة في العراق بفعل السياسات الخرقاء المشبوهة لرئيس الوزراء السابق الفاشل الکبير نوري المالکي، لايجب النظر إليها من زاوية واحدة وانما من عدة زوايا، لأنها جمعت في ثناياها طموحات و أهداف و أجندة عدة أطراف إقليمية و دولية، غير إنه کان و سيبقى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية(مهندس إدخال داعش للعراق في عهد تابعه المالکي)، المستفيد الاکبر من هذه المعرکة، خصوصا وإنها تمکنت من فتح طريق استراتيجي يربطها ببيروت عبر العراق و سوريا.
معرکة الموصل التي هي بالاساس حاصل تحصيل التدخلات الايرانية السافرة في المنطقة لها علاقة بصورة أو بأخرى مع الاوضاع المضطربة و الدامية التي تشهدها المنطقة بفعل التأثيرات و التداعيات السلبية لظاهرة التطرف الديني التي يحمل لواءها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتي صارت تتجه نحو منحنيات و مفترقات بالغة الخطورة ولاسيما لو لم يتم إستدراکها في الوقت المناسب.

إستمرار حريق المواجهات الدينية المتطرفة ذات الطابع الطائفي، هو حاصل تحصيل ضخ أفکار و مبادئ التطرف الديني المعادية للقيم و المبادئ الاسلامية الاصيلة التي تربيت عليها الاجيال، خصوصا وإن هناك دولة بحالها تقف وراء ضخ هذه الافکار الدينية المتطرفة التي تجعل من الانسان وحشا ضاريا ضد الآخرين و تدفعه للإستعانة بالعنف و القسوة و الارهاب من أجل فرض معتقداته عليهم.

في الموصل و في مناطق أخرى من العراق و في سوريا و اليمن، مناطق تشتعل جميعا بنيران التطرف الديني التي کما نعرف جميعا تحرق الاخضر و اليابس معا ولاتبقي على شئ أو تذر و الذي يجب علينا ملاحظته إن لبٶرة تصدير التطرف الديني و الارهاب”أي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية”، أبرز دور فيها من خلال الميليشيات المسلحة التي تحمل أفکارها و رٶاها المعادية للإنسانية و لمبدأ التعايش السلمي بين مختلف الاطياف و الاعراق و المکونات الانسانية، وإن الخطورة التي صارت تشکلها هذه الميليشيات المسلحة قد تجاوزت الحدود المألوفة حيث إنها تهدد مستقبل السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة مما يستوجب أن يکون هناك موقف إقليمي و حتى دولي واضح المعالم منها، لأن ترك الحبل على الغارب لها يعني وضع مستقبل السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة على کف عفريت.

تأسيس الميليشيات الدينية المتطرفة(سنية کانت أم شيعية)، تعتبر شئنا أم أبينا مسألة معادية للقوانين و الانظمة و للأفکار و القيم الاجتماعية بل إنها تقوض فکرة التعايش الاجتماعي و الانساني و تهدد الامن الاجتماعي بمعاول الارهاب و العنف و إستخدام القوة المفرطة في فرض أفکار و رٶى دموية لاعلاقة لها بالاسلام على الناس رغما عنهم وهذه الميليشيات ستعود و بقوة للمشهد بعد إنتهاء معرکة الموصل لرسم خطوطا و إتجاهات جديدة تخدم المصالح العليا لطهران، والحقيقة التي يجب أن نعترف بها جميعا هي إن هذه الميليشيات کانت على الدوام مصدر خوف و رعب و قلق لدى شعوب و دول المنطقة و کانت على الدوام عاملا مباشرا لزعزعة السلام و الامن و الاستقرار فيها و هذه المسألة حذرت و نبهت منها المقاومة الايرانية بلغة الادلة و الارقام و بينت الاهداف المبيتة للنظام الديني المتطرف في إيران من وراء تصدير التطرف الديني و الارهاب الى دول المنطقة بل و حتى دعت الى تشکيل جبهة عريضة من أجل مکافحة التطرف الاسلامي و الارهاب، والحقيقة إن القضية الملحة التي يجب أن تطرح بعد أن تضع معرکة الموصل أوزارها هي قضية حل الميليشيات المسلحة و العمل على جعلها مطلبا شعبيا و إنسانيا و إقليميا و دوليا ملحا، ذلك إن بقائها و إستمرارها يعتبر تهديدا کبيرا لمستقبل السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.

أحدث المقالات