23 ديسمبر، 2024 7:04 ص

مابعد داعش، خطر محدق، والحكيم في الواجهة

مابعد داعش، خطر محدق، والحكيم في الواجهة

هنالك فرق بين من يطرح شيئا في المجتمع، ولا يتابعه، او لا يريد من طرحه نتيجة ما، وبين ذلك الذي يسعى لهدف معين او غاية ما يريد الوصول اليها، ليستمر في رؤية نتائجه ومحصلة ما جادت به تحركاته.
الساحة السياسية العراقية مليئة بالشخصيات، ولو تصفحتها قليلا، لأغنتك عن مسميات كثيرة توصلك اليها، بمجرد تصفحك لاسماء هذه الوجوه، وطبيعة عملها السياسي، وتحركها ومقداره، وموقعها، وكيف تستغله، فمنذ 2003 والى الان فأن الاحداث حافلة بكشف الحقائق والاساليب، وطريقة التفكير، ومستوى القيادة والادارة، فمجريات الامور كفيلة بإيضاح ذلك.
الوجوه البارزة في الساحة الشيعية العراقية، اودت بالجانب الشيعي الى الهاوية، وسارت به نحو الضياع، لولا تلاحق المرجعية الرشيدة في تدارك الاحداث والسيطرة عليها، وسبب ذلك هو التخبط والفشل في ادارة سياسة الدولة.
بعد الفشل الذريع الذي منيت به السلطة الشيعية، بقيادة حزب الدعوة، كان لزاما عليها ان تلملم شملها، لتحافظ على ما تبقى منها، خصوصا بعد غضب الشارع عليها، ومطالبة بعض اركان التحالف بالاصلاح، وتوصل الامر الى الاضراب اليوم، كما يحدث مع التيار الصدري، هذه الاحداث قد تنعكس سلبا ونحن في طور الاقبال على انتخابات قادمة، وربما تكون هذه الانشقاقات القشة التي ستقصم ضهر البعير، فكيف يتم تداركها ياترى؟.
بعد فشل الجعفري في قيادة التحالف الوطني، والمكون الاكبر للجانب الشيعي، وتمسكه بشفافيته، ومصطلحاته الرنانة والتي انهكت الشعب بلا عمل او فائدة، والتزام مقتدى الصدر بالمظاهرات تارة، والاعتزال تارة اخرى، كان لابد من اختيار شخص يحضى بمقبولية لدى الجميع خصوصا الجانب السني، والجانب الكردي، لانهما الطرف المقابل والمشترك لقيادة الدولة، فما كان الا ان يقع الاختيار على عمار الحكيم، لتحميلة العتق الذي وقع على ابيه، في اولى قيام الحكومة العراقية ما بعد سقوط النظام.
يبقى التساؤل واضحا هل سيقوم الحكيم بنقلة نوعية، تنقل العراق الى بر الامان؟ ام ستنهكه الانشقاقات السياسية والتي لا تفك ان تجتمع على طاولة واحدة! خصوصا وهو الذي يحضى اليوم بمقبولية لدى جميع الاطراف السياسية، لسياسته في استيعاب الاخر، وكيف سيمنهج الاحداث ما بعد داعش؟ والخطر المحدق لكيفية التعامل مع الفصائل المسلحة، ما بعد تحرير المناطق، تساؤل ستجيب عنه قادم الايام.