ان مرحلة مابعد داعش من المراحل المهمة والمفصلية في المشهد العراقي وتحتاج الى عقول سياسية واعية تتناسب مع حجم المسؤولية الوطنية والتأريخية وعلى مايبدو فإن المشهد السياسي سيكون مزدحما بالقناعات المختلفة التي ستفرزها المرحلة القادمة والتنافس المشروع وغير المشروع وستظهر على مسرح الاحداث العديد من المطبات التي ستعرقل المسار السياسي وستحاول بعض الجهات والشخصيات ان تطرح نفسها مدافعة عن هذا المكون او ذاك وتوحي للاخرين على انها صاحبة الانجاز في موضوع التحرير وتبدأ المزايدات السياسية على جملة من الملفات المهمة كالاعمار والنازحين وتعويض المتضررين وحقوق الشهداء والجرحى وإعادة المفصولين وغيرها من الملفات كما ان هناك مواضيع سياسية مهمة ستأخذ حيزا كبيرا في الواقع العراقي تبدأ من مؤتمر القوى السنية مرورا بموضوع الاستفتاء على إنفصال كردستان العراق وصولا الى علاقات العراق مع المحورين الروسي والامريكي وطبيعة العلاقة بدول الجوار والمحيط العربي كلها ملفات شائكة ستكون مهمة الحكومة فيها عسيرة بسبب غياب التوافق الوطني كما ان اقتراب الموسم الانتخابي الذي سيكون ساخنا ومحتدما هذه المرة وسيؤثر كثيرا في المناخ العام حيث ستحاول كل جهة ان تطرح نفسها لجمهورها برداء جديد وشعارات تناغم العواطف وتستميل المشاعر والرابح الوحيد في هذا المشهد هي الجهات السياسية فيما سيكون المواطن العراقي امام اختبار جديد وحاسم وقد يكون ضحية لاختياراته المؤدية الى بقاء الخارطة السياسية تتحكم فيها نفس الوجوه التي اوصلت العراق الى ماهو عليه الان .