22 ديسمبر، 2024 8:14 م

مابعد التعطيل وماقبل آخر المواعيد الدستورية !

مابعد التعطيل وماقبل آخر المواعيد الدستورية !

انفضت جولة السبت لانتخاب رئيساً لجمهورية هذه البلاد بتعطيل مؤجل لماكنة المضي بالاستحقاقات الدستورية وصولاً لانتخاب رئيس مجلس وزراء وتشكيل الحكومة .
الانفضاض الذي ابقى المشهد السياسي على حاله منسداً ومغلقاً وسائراً ربما الى مجهول حتى لمن يتولون اليوم قيادة البلاد رسمياً وشعبياً ، بانتظار جولة الاربعاء الثانية لحسم سباق المارثون واعلان ، إما فائزاً يمضي الى مرحلة اخرى من مارثون جديد أو استمرار الجري المنهك للجميع دون جدوى بين ” منقذ للوطن ” و ” معطل ” يحب أن يدلل نفسه ليكنيها بـ “الضامن ” لبقاء الجميع في حلبة سباق متنوعة الألعاب تحتاج الى متسابقين من نوع خاص يندر وجودهم في السوق السياسية العراقية المزدحمة باللاعبين الهواة !
طرفا التنافس خياراتهما محدودة جداً ، فتحالف انقاذ وطن ، أمامه ثلاثة خيارات ، اما التفاهم مع المعطل برؤية جديدة لكن بعباءة التوافق والعودة الى مربع ماقبل الصفر ، أو النضال المضني خلال 72 ساعة لتأمين الثلثين بأساليب جديدة ، أو الذهاب الى المعارضة فيصبح هو الآخر معطلاً ، وهو خيار محفوف بالمخاطر على مستقبل هذا التحالف ، فهو ليس خياراً لجميع قوى التحالف . والغالب ان السيد الصدر سيتجنب هذا الخيار الى اقصى حد بعد ان غرّد بالمضي في المواجهة مدعوماً من بقية قوى التحالف التي استضافها الشيخ خميس الخنجر بعد ” حفلة ” كسر النصاب القانوني ، وخرج المجتمعون بالتصميم على المضي نحو مشروع الاغلبية الوطنية. المفاجأة قد تنتج لنا خياراً رابعاً يخلط الاوراق ، من طراز خيار المضي بمشروع حل مجلس النوّاب ، وهو خيار محفوف بالمخاطر وغير مضمون النتائج وغير مرغوب به ، لكنه يبقى خياراً في حلبة المشهد السياسي في البلاد .
الاطار التنسيقي، خياراته ضيقة جداً ، وربما ليس لديه الا خيار التعطيل ، فليس بإمكانه اللعب على ورقة الكتلة الاكبر او الاكثر عددا فقد حسمها تحالف ” انقاذ وطن ” في مؤتمر صحفي ، كما يتعذر على ” المعطل ” يضم النون بكسر الطاء ، المناورة مع تحالف السيادة بزعامة الخنجر والحزب الديمقراطي الكردستاني للانتقال بمشهد التحالفات وترجيح كفّة الاطار التنسيقي ، ولديه خيار مستخدم سابقا ، وهو خيار تصعيد الضغط الايراني على السيد الصدر لتغيير اتجاه بوصلته والتفاهم مع الاطار ، وهو خيار ضعيف تجاه شعارات الصدر بلا شرقية ولاغربية ولا تبعية ..
بانتظار الاربعاء قد نشهد مفاجأة ما من كلا الطرفين ، اذا كانت من النوع الكلاسيكي فالمشهد السياسي سيحافظ على ثباته القلق ، وان كانت من النوع المدوّي ، وهو احتمال ضعيف لكنّه ممكن ، فان الحسابات ستتغير والتحالفات ربما تأخذ منحى المفاجأة نفسها .
مانوع المفاجأة ؟
على الاغلب لن تكون يوم جلسة الاربعاء التي على الاغلب أيضاً ستمر كما مرّت جلسة السبت ، بانتظار آخر موعد دستوري لانتخاب رئيس الجمهورية وهو السادس من نيسان ، أي قبل ثلاثة ايام فقط من ذكرى التغيير في البلاد عام 2003 ، التغيير الذي كان خارج كل حسابات المعارضة والمواطن العراقي نفسه !!