رب سائل يسأل هل يحق لاعضاء البرلمان او الاحزاب المشاركة
في العملية السياسية الاحتجاج على المفوضية العليا للانتخابات
الجواب بكل بساطة سيكون بالنفي لسبب بسيط يعود الى انهم جميعا قد
اختاروا مفوضية انتخابات غير مستقلة واصروا على ان يكون اعضاءها من الاحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية ، وهم الذين صوتوا على اعضائها وبالتالي فهم يتحملون وزر اخطائهم التي لم تقتصر على اختيار مفوضية غير مستقلة رغم ان الدستور واضح في النص على استقلاليتها
بل في جعل معادلة سانت ليغو ب 1,7 بدلا من 1 حتى يضمنوا الحصول على اصوات اكثر للكتل الكبيرة وحرمان الاحزاب الصغيرة من الدخول في البرلمان . وهذه هي دكتاتورية الاحزاب المتنفذة
ومع ذلك نلاحظ ان الفاشلين بالانتخابات او الساقطون يحاولون
بكل الوسائل القفز على نتائجها لاعادة تدويرهم ، فاصدروا قرارات مخالفة للقانون والدستور من خلال جلسة برلمانية استثنائية تمثل انقلابا على قراراتهم التي تبنوها في وقت سابق وهذا التخبط يعني قلب الطاولة . اما العب او اخرب الملعب . وعلى نفسها جنت براقش . كما اطلقوا التصريحات لتبرير سقوطهم مثل ان دعاياتهم الانتخابية لم تكن جيدة ، او ان الشعب خذلنا او ان الناخبين كذبوا علينا . ولم نسمع احدا يعتذر او يقول انه لم يقدم شيئا للشعب او انه كان فاسدا او ضعيفا او خضع لاغراءات السلطة وتخلى عن جمهوره
ان وقت الحساب الاصغر قد حان من خلال سقوطهم . وامامهم الحساب الاكبر
انهم يكذبون على انفسهم فما بالك بجمهورهم . اما العضوات اللاتي علت اصواتهن بالباطل ولم نسمع منهن كلمة حق واحدة خلال السنوات الاربع العجاف الماضية فقد سقطن جزاء تهافتهن على المكاسب وخذلانهن للناخبين ، ناهيك عن الكم الهائل من التدليس والاكاذيب التي صمت اذاننا . وقد تم انتشال بعضهن من خلال الكوتة لعدم حصولهن على اية اصوات تذكر ، وعادوا الى البرلمان عن طريق الصدفة كما دخلوه اول مرة
ان المفوضية غير المستقلة للانتخابات قد انتجت انتخابات شابها العديد من الخروقات وانها اعترفت بذلك من خلال الغائها نتائج اكثر من الف مركز انتخابي ، كما اعلن ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق السيد يان كوبيتش في مجلس الامن بان هناك خروقات عديدة قد شابت هذه الانتخابات ، اضافة الى التهديد بالقوة المسلحة
كما ان هناك مايزيد على 56% من المسجلين قد قاطعوا الانتخابات . مما يدل على ان غالبية الشعب العراقي قد ابدو امتعاضهم واحتجاجهم على الاداء السئ للسياسيين وفسادهم وعجزهم عن ادرة الدولة
ان الانتخابات لم تحدث فرقا كبيرا ، الا انها عبرت عن رفض الشارع لمجمل العملية السياسية سواء بالمقاطعة ام بالانتخاب ، وهي خطوة ضئيلة ولكنها فاصلة باتجاه التصحيح من خلال رفض التقسيم الطائفي الذي ارادوا فرضه علينا بكل الوسائل والسبل وخابت آمالهم ، خسؤوا . اضافة الى انها اسقطت العديد من اعضاء البرلمان وقد كنا نطمح بازالتهم جميعا لولا التزوير وشراء الصناديق والذمم
لم يسلم الساقطون بخيباتهم وهم يحاولون خلط الاوراق من خلال التهريج والصراخ وافتعال الازمات في محاولة يائىسة للعودة الى كراسيهم . وقد حذرنا الشعب من هؤلاء ومازلنا نحذر ، لكون المافيات الحزبية في العراق ، والمايسترو من وراء الحدود ، غير مستعدين للتنازل عن اية مكاسب استحصلوا عليها وفق مخطط مسبق لكسر ارادة العراقيين الاحرار ، وهؤلاء لايرغبون باي عملية تصحيح حتى لو كانت متواضعة ، فحذار مرة اخرى لان هناك من يتربص بالعراق ارضا وشعبا . . واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة . . كما ان هناك معطيات خطيرة اخرى على الساحة العراقية بعد ان قرر الكونغرس الامريكي اعتبار عصائب اهل الحق وحزب الله والنجباء منظمات ارهابية . مما سيجعلهم في موقف حرج قد يضطرهم الى التصعيد واشعال الحروب في ارضنا وبين ناسنا المغلوبين على امرهم من كثرة الشهداء والارامل والمعوقين
ان مقاطعة الانتخابات من قبل جمهور واسع ونتائجها المتواضعة قد اعطى رسالة واضحة للسياسيين في العراق ولكل من يتدخل في شؤونه السياسية بان الشعب لم يعد يعترف بشرعية العملية السياسية ولا النواب على حد سواء . كما اضعفت شرعيتها امام العالم ومجلس الامن
وان امام الحكومة القادمة فرصة اخيرة لتصحيح الاوضاع . . واذا ما ارادت الاحزاب والتكتلات الفائزة بالانتخابات ترضية المحتلين الامريكان او الايرانيين كما كان يجري سابقا فلا خير فيهم لان المحتلين
يضمنون مصالحهم على حساب مصالح الشعب العراقي . مما يتوجب على الكتل الفائزة والتي تطرح مشروعا بعيدا عن الفساد والمحاصصة ان تقدم لنا حكومة متجانسة تخدم الشعب كله وبعكسه فان الشعب سوف لن يسكت هذه المرة وهو جالس على فوهة بركان قابل للانفجار في اية لحظة .