17 نوفمبر، 2024 4:28 م
Search
Close this search box.

مابعد الانتخابات .. افرازات ومعطيات

مابعد الانتخابات .. افرازات ومعطيات

ماهي الانطباعات التي يمكن ان نخرج بها كمواطنين بعد انتهاء عملية الانتخابات المبكرة التي شهدها العراق في العاشر من تشرين الاول الماضي ؟ ما الذي افرزته او ستفرزه من سلطات ؟ وهل هنالك من معطيات ايجابية ؟ !
لن تكون الاجابة على هذه الاسئلة وسواها عسيرة ولا تحتاج الى فلسفة هذا المحلل او ذاك حيث ان اكثر الانطباعات قربا للحقيقة هو ان هذه الانتخابات شكلية وسطحية وبعيدة عن الشفافية .. واذا كانت احزاب السلطة جميعها قد اعتادت على كيل الاتهامات للداعين الى مقاطعة الانتخابات بسبب عدم توفر شروط نزاهتها ، فان ما حصل من اعتراضات على نتائجها من قبل احزاب اسلامويه واتهام المفوضية وغيرها بعدم النزاهة يرسخ القناعة بان احزاب السلطة جميعها اتخذت من شعار الديمقراطية مبرراً لتنفيذ اغراضها واطماعها في حصد اكبر مقاعد السلطات .. ومهما حاولت بعض الاطراف تجميل صورة الانتخابات فان المواطن صار اكثر وعياً لممارسات الاطراف السياسية التي كانت السبب وراء الخراب في العراق وان هذه الانتخابات كسابقاتها لن تفرز الا حكومة محاصصة ومجلس نواب ضعيف ورئيس جمهورية لايهش ولا ينش وليس له من تأثير .. واذا كان البعض قد هلل لفوز عدد من المستقلين او ممن ركبوا موجة انتفاضة تشرين وخاضوا الانتخابات باسمها ، فان ما يترشح من معلومات هنا وهناك تعلن عن انضمام البعض منهم الى كتل سياسية وستشهد مقبلات الايام بعد ان تحسم نتائج الانتخابات نهائيا سقوط اقتعة عدد غير قليل ممن ترشحوا كمستقلين اوباسم تشرينيين وهو ما نتمنى ان تكون مخطئين فيه !!الامتيازات مغرية والمنافع شهيه ما يجعل من فاز من المستقلين امام امتحان صعب وعسير .. ربما يمنح الاعلان المبكر عن تشكيل كتلة للمستقلين فرصة لانضمام اخرين لها تريد ان تتخلص من طوق احزاب السلطة ومصادرة حريتهم في التصويت على القرارات بحرية ، غير ان هذا يحتاج اولا من النواب المستقلين او الذين حسبوا انفسهم على انتفاضة تشرين ان يكونوا متميزين في ممارساتهم لكي يكونوا علامة مميزة في مجلس النواب .. ان يحرصوا على وحدتهم ويبتعدوا عن الانا واطلاق التصريحات وان تتحدث افعالهم قبل اقوالهم .. ويبقى السؤال الاخير هل من معطيات ايجابية فنقول الى الان الصورة سوداوية وما حدث في قرى المقدادية وعمليات الانتقام الطائفية وقتل الابرياء والتمثيل بهم وحرق المنازل والبساتين وصمت النواب جميعا عما حدث ويحدث مؤشر خطير على سطوة الخارجين على القانون ، غير انه من ناحية اخرى ضاعف نسبة الخاسرين من احزاب السلطة وكتلها بجمبع تسمياتها وتنوعاتها وهذا ما قد يحمل شيء من الايجابية في المستقبل القريب على طريق احداث تغيير جذري بعيد عن دائرة تأثير احزاب طائفية ومصلحية وفاسدة تتحمل بشكل مباشر وغير مباشر مسؤولية تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانعكاسها على الواقع الامني الهش ..
لن نكون خيالين وندعي ان التغيير سيحدث برمشة عين غير ان الايمان المطلق بحق الشعب وانتصاره سيقرب المسافات نحو نصر مبين على اعداء العراق وسارقي احلام شعبه بحياة كريمة امنة .. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .

أحدث المقالات